📌سكرتير الله📌
⭕️الحلقة الثانية⭕️🙏دخل شهر رمضان....بدأت العائلة كلها بالصوم.
حتى هذه العبادة التي يحبها الجميع أصبحت ممنوعة عليه.
إن الله الرحمن الرحيم منعَ عليه هذه العبادة لأنه مريض.✋أبوه يقول إن منعه من الصوم من علامات رحمة الله به، أما هو فيراها نقمة؛ لأنه يصبح في شهر رمضان كالحيوان الذي يلقى إليه الطعام ليأكل وحده، بينا تجتمع العائلة كلها- ما عداه - في أوقات أخرى لتأكل وتمارس عبادة الله التي حُرم منها.
👨👦يقول له أبوه : يا بني إن رمضان هو ربيع القرآن، ومن قرأ آيةً من كتاب الله في شهر رمضان فكأنما قرأ القرآن كله فيما سواه من الشهور.
📐يهدأ قليلاً.....يرى في هذا على أي حال رحمةً ومنحةً إلهيةً من ربه، لكن لماذا لا يكمل ربه نعمه فيشفيه من السكر؟
⚜تصله الوجبة الثانية من نصائح أبيه الرمضانية: بني، إن أبواب السماء تفتح في هذا الشهر الشريف، فادعُ الله يستجبْ لك.
🚫يسكت...
لقد دعا الله آلاف المرات فلم يستجب له..
أي إنسان يطلب شيئاً عشر مرات ولا يحصل عليه فيواصل الطلب آلاف المرات؟
لماذا الإلحاح السخيف على طلب لا يتحقق؟♦️اقتربت ليلة القدر،
وجاءت نصائح الأب عن يمينه، ونصائح الأم عن شماله لتحيط به كالكماشة:
[ يا بني، ليلة القدر نزل فيها القرآن، فيها تُحدّد الأرزاق والآجال، فيها تفتح أبواب السماء ولا يردّ الله سائلاً في حاجة إلا أن يسأل الله المعصية. تعال معنا إلى المسجد نحيي الليل بالعبادة والدعاء لعل الله يستجيب لدعائك فيعطيك ما تحب].♥️دخلت الكلمات في قلبه قبل أن ترنّ في أذنه.
ماذا يخسر لو أحيا هذه الليلة؟ ماذا يفقد لو دعا الله في ليلة القدر؟
أليس من الممكن أن يؤخر الله الاستجابة مدة طويلة ثمّ يحققها في مناسبة احتفالية كما يشتري الناس الملابس الجديدة لأطفالهم في العيد؟ أو كما يعفو الملوك عن المساجين يوم التتويج؟لن يخسر شيئاً... سيجرّب....سيتوضّأ ويصلي ويقرأ القرآن ويدعو هذا الرب الذي يلاحق عباده بسكّين الابتلاء منذ مولدهم، ولا يكف عنهم ابتلاءه إلا على حافة القبر.
💭ها....جاءت الفكرة.... الابتلاء هو الاختبار، والله يختبر عباده في الدنيا ليحدد مكانهم في الآخرة... وطالما أن الابتلاء هو المحور الذي تدور عليه علاقة الله بعباده، فلماذا لا يستخدم نفس المحور في علاقته بربه؟
لقد اختبر ابراهيمَ ربُّه بكلمات فأتمّهن، واختبر ابراهيمُ ربَّه بكلمات أيضاً حين قال له: " ربِّ أرني كيف تحيي الموتى"، فلماذا لا يبتلي هو ربـَّه؟ لماذا لا يختبر اللهَ ليتحقق من وعدٍ واحدٍ وعده اللهُ عبادَه...وعدِ إجابةِ الدعاء...يدعو الله في ليلة إجابة الدعاء ليختبر صدق الوعد.
· "وجدتها"....
صرخ كما صرخ أرخميدس حين اكتشف قانون طفو الأجسام في السوائل...لقد وجد طريقةً لاختبار ربّه!
قام من فوره وتوضـّأ بنشاط.
مدّ يده إلى الرف وتناول القرآن ونظرات والديه تتابعه بسرور وقد أشرقت عيونهما بفرحة مرافقته لهما إلى المسجد لإحياء ليلة القدر، لكن الفرحة لم تدم.
لقد توجه إلى غرفته وأقفل الباب مفضلاً إحياء ليلة القدر في غرفته وحيداً لا في المسجد مع الناس.البقية في الحلقات القادمة