الحب يفعل المستحيل #2

466 5 0
                                    

ذهبت أصلي غاضبة إلى المستشفى و هي تفكر في نفسها قائلة: ثور! ثور و سيظل ثور!!!
كانت غير مدركة لما تفعل لدرجة انها كادت تصطدم بشجرة من شدة الغضب!💔
أصلي:أوهااا!!! كنت سأصاب بحادث أيضاً! هذا هو ما ينقص!! ما الذي لم يصبني منذ تعرفي عليك يا فرحات يا ترى؟!!
تحكمت أصلي في أعصابها ثم قالت و هي تأخذ نفساً عميقاً: هدوء..هدوء.. هدوء، اهدئي يا أصلي و الا فلن تستطيعي التفكير بشكل سليم و معاقبته على أفعاله
*في المنزل*
فرحات يستشيط غضباً و تكاد يداه أن تجرح من كثرة ضربه لها في الحائط👊👊
فرحات: يجب أن أفعل شيئاً! لن أتركها تذهب من بين يدي بعد كل هذا العناء!! لا يمكن!!!!
ثم هدء قليلاً و جلس على كرسي و أخذ يسترجع ماضيه و كيف كان وحشاً بلا مشاعر*أو هذا ما كان يظنه الناس على الأقل* أخذ يتذكر لياليه التي كان يقضيها وحيداً.... حتى الليالي التي كان يقضيها مع فتيات أخريات*فتيات الملاهي الليلية*لم يشعر فيها بالسعادة قط!
ثم أخذ يتذكر أصلي و أول مرة تعرف عليها فيها... على الرغم من إستحالة اعترافه بهذا ولكن شرارة حبه لها بدأت منذ أول يوم عندما وقعت عليه في سيارة الإسعاف❣هذا سر لن يعترف به أكيد!! ولكن من يعلم.....
اتصل فرحات بعابدين :
-عابدين:ابن خالتي
-فرحات:نسل سان؟ *كيف حالك*
-عابدين:بخير و أنت؟
-فرحات: لست بخير أبداً...لقد تشاجرت مع أصلي مجدداً و هذه المرة على الرغم من محاولتي لإصلاح الأمر!! أفسدت كل شيئ بغبائي!!!
-عابدين و هو متعجب من كلام فرحات و كيف انه يصف أفعاله بالغباء: أنت تعرف يا أخي،تتشاجران دائماً ولكن لا بد من تصالحكما
-فرحات: أتمنى إن يكون الأمر بهذه السهولة....المهم،أريد منك أن تحجز لنا تذكرتين لأفخم شاليه في جزر المالديف
-عابدين في دهشة: واااي تيزامين أولو *ابن خالتي* من الواضح ان الوضع حقاً صعب
-فرحات: نعم أتمنى أن تكون قد فهمت...
-عابدين: عيب يا ابن خالتي!! سأقوم بكل شيئ كما تريد
-فرحات: ايه والله، و أريد منك أن تحجز شاليه يكون مطل على البحر مباشرة و حوله أشجار و طبيعة و ما إلى ذلك
-عابدين: لا تخف يا ابن خالتي! سيكون كل شيئ كما تريد.
انتهت المكالمة و قال فرحات:أتمنى ذلك
*في المستشفى*
ذهبت أصلي لتأخذ إذن لإجازة:
دقت أصلي باب مكتب رئيس الأطباء
-أصلي: Merhaba
-رئيس الأطباء:أصلي! ناسل سان؟ *كيف حالك؟ *
-أصلي : والله لا أريد أن أكذب عليك.. لا أعتبر بخير تماماً
-رئيس الأطباء:خير إن شاء الله؟؟
-أصلي:بعض المشاكل...فقط كنت أريد أن أخذ إجازة شهر إذا أمكن لأريح أعصابي
-رئيس الأطباء: على الرغم من اننا سنفتقد وجودك معنا و لكن ماذا أقول! أنتي من أفضل الأطباء هنا ولا أستطيع قول شيئ
-أصلي:شكراً لك جداً!!
-رئيس الأطباء:لا شكر على واجب! لقد أسهمتي بالكثير لهذه المستشفى هذا أقل ما يمكنني فعله
-أصلي: شكراً جزيلاً مجدداً
-رئيس الأطباء: عطلة سعيدة!

خرجت أصلي و هي تفكر : "هيا لنرى يا سيد فرحات! سوف تندم على معاملتك لي بهذه الطريقة... "

ذهبت أصلي إلى المنزل و فتحت الباب فوجدت فرحات جالس على الكرسي و لاحظت أن يديه قد ملأتهما الدماء
أصلي:فرحات! ماذا حدث؟؟؟
فرحات:لا شيئ كنت أفرغ غضبي في الحائط فقط
أصلي:لا يمكن هكذا! يجب أن تضمضها و تضع لها دواءً!!!
فذهبت أصلي مسرعة لجلب الأدوات الطبية و أخذت تضمض جروحه في حذر كي لا يتألم و فرحات ينظر إليها و على وجهه ابتسامة خفيفة فهي على الرغم من الخلاف بينهما،الا انها هرعت لتضميض جروحه خوفاً من أن يصيبه أي مكروه
فرحات في نفسه:ماذا فعلت لكي أستحقكي يا أصلي؟! حقاً لا أعرف!!! ولكن أعدك إني سأعوضكي عن كل شيئ و سترين
أصلي: حسناً لقد انتهيت،لا تحركها!!
فرحات:تمام دكتور

ذهبت أصلي دون أن تبرر تصرفها من الخوف عليه فهي لم تجد أن هذا كان موقفاً يحتمل التبرير

في المساء كانت أصلي تحضر العشاء على الرغم من غضبها!! لكن لم يهن عليها أن يحضر فرحات العشاء و يده بهذه الحالة..... "نعم،انه الحب يا سادة❤"

أنهت العشاء و وضعته على الطاولة فجلس فرحات و قالت أصلي : ماذا تريد كي أضع لك؟
قال فرحات:أي شيئ من يديكي سيكون جميلاً!
قالت أصلي و هي تبعد عينيها عن عيون فرحات فهو لا يدرك كم تأثر عليها هاتين العينين البنيتين👀🔥
وضعت له الطعام ثم جلست و أكلا و كل منهما ينظر إلى الآخر في صمت تارة، ثم يبعدون أنظارهما عن بعض تارة، ثم يتأمل فرحات لجمال أصلي تارة أخرى غير مهتم لملاحظتها له فهو لا يشبع من النظر إليها
فرحات بعد أن أنهى الطعام:تسلم يداكي! حقاً الطعام رائع❣
أصلي:بالهناء و الشفاء
ثم رفعت أصلي الأطباق عن المائدة و نظفت كل شيئ تماماً كما فعل فرحات في الصباح!!
غريبة هي الحياة ، قد يتغير حال أي إنسان جذرياً في لحظات دون أي مقدمات....

بعد أن أنهت أصلي ذهبت إلى الحمام و غسلت وجهها و أسنانها و أخذت تنظر إلى المرآة لوهلة تتأمل حالها و تتذكر ماضيها و أخيها و كيف كانت حياتها شبه خالية من الهموم و المشاكل....
خرجت أصلي و ذهبت إلى غرفة النوم لتجد فرحات قد غرق في النوم من كثرة التعب و المجهود الذي بذله اليوم بالإضافة إلى جرح يده... 💔

لبست أصلي بيچامة النوم ثم جلست أمام فرحات على الأرض و أخذت تتأمل تفاصيل وجهه و تضع يديها عليه برفق كي لا يشعر بشيئ......
أخذت تتأمل هذه الملامح البريئة و ماذا كان سيحدث لو كان بهذا الهدوء و البراءة عند استيقاظه أيضاً...
قالت أصلي في نفسها:أعلم أني أحزنتك قليلاً اليوم ولكن إذا لم أفعل هذا لن أستطيع من تغييرك أبداً .
ثم طبعت قبلة على وجنته و قالت:تصبح على خير❤
ثم ذهبت إلى جانبها من السرير و أطفأت الأنوار.
قامت أصلي بحركة لا تتلاءم مع العراك القائم بينهما لكنها لم تهتم كثيراً و أخذت تتقرب من فرحات حتى احتضنته في حنان و قالت بصوت خافت بالقرب من أذنيه:على الرغم من كل شيئ، أحبك كثيراً❤❤
قالتها و هي تظن انها قد أفلتت من جاذبيته غير مدركة أنه كان يستمع لكل كلمة و يشعر بكل حركة قد قامت بها.... يزداد عشقاً لها كل ثانية💓

الحب يفعل المستحيل🖤 [حب أبيض أسود❤]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن