الحب يفعل المستحيل #5

545 12 4
                                    

نظرت أصلي في أعين فرحات تسأل نفسها في حيرة:هل لي أن أستسلم لك الآن؟ هل سأرتكب نفس الخطأ الذي أقع به كل مرة و أسامحك ثم تجرحني مرة أخرى......
اقترب فرحات منها و كاد أن يقبلها حتى قالت له:أنا جائعة، أليس هناك شيئ للأكل؟؟....
ثم تحركت إلى المطبخ تاركة فرحات في صدمة يقول في نفسه:"ماذا ستفعلين بي بعد دكتور؟؟ حقاً لقد زاد هذا الأمر عن حده.... "

ذهبت أصلي إلى المطبخ ذي الثلاجات و البوتاجاز و الخزانات السوداء... كان مطبخ يشع منه الرقي مع ورق حائط من الwhite marble المتناسق مع لون كل شيئ بشكل رائع.....
كان هذا الشاليه هو تحفة فنية بحد ذاتها✋👌

وقفت أصلي تفتح الخزانات و تبحث عن اي شيئٍ يصلح للأكل ولكنها لم تجد بالتأكيد

ذهبت أصلي إلى الشرفة و قالت لفرحات:احمم... لا يوجد أكل هنا ماذا سنفعل؟
قال فرحات:سيكينت يوك ،، هيا سنذهب إلى أي مكان من الأماكن التي تبيع أكل هنا، بالتأكيد يوجد أكل على هذه الجزيرة.
قالت أصلي : تمام.
ثم نزلت على درجات السلم أمامه... تسترجع ذكرى ما حدث منذ دقائق..، جزء منها يتمنى لو أنها استسلمت و سامحته.... ولكن الجزء المتحكم من قبل العقل يقول انه يستحق كل ما تفعله و لا يجب ان تتنازل له و ترتكب نفس الأخطاء مرة أخرى، و هو ما سيطر عليها و أعطاها الدفعة للإستمرار في عنادها.....

أنهى كل منهما الدرج ثم أخذا يتمشيان على الشاطئ الجميل للمحيط الذي ب
يكاد أن يكون عديم اللون من صفاء مياهه !!🌊❤

وجدت أصلي زهرة حمراء اللون كاد أن يجرفها الموج فركضت بسرعة للحاق بها و فرحات يراقبها مع ابتسامة جانبية كان من المحتمل ان تضعف لو رأتها....أخذ ينظر إليها كيفما ينظر إليها دائماً ..في شوق، في حب للطفلة البريئة التي لا تزال حية بداخلها.... لا يريد أن يتوقف أبداً عن النظر إليها

تمكنت أصلي في النهاية من الحصول على الزهرة ثم عادت لتمشي بالقرب من فرحات فقال:لم أكن أعرف أنكي تحبين الزهور لهذه الدرجة....
فقالت:هناك الكثير من الأشياء التي لا تعرفها عني....
ثم تقدمت أمام فرحات و تركته خلفها يقول:سيتغير كل شيئ، أعدك بأنكي ستصبحين أسعد إنسانة في الكون ❤

لحق فرحات بأصلي و كانت قد قطعت منتصف الطريق إلى المكان الموجود به المطاعم....
اصطدمت بشاب طويل وسيم مفتول العضلات و هي تمشي بسرعة لتبتعد عن فرحات، و كادت أن تسقط حتى أمسك هذا الشاب يدها بقوة و وضع يده خلف ظهرها فلا حظهم فرحات..... و أسرع في خطواته ثم وصل لينتزع يدي الشاب عن أصلي و أمسكها هو فوقفت باعتدال و أفلتت من بين ذراعيه ثم قال فرحات للشاب:هيا ابتعد عن هنا
فقال الشاب: !!I don't understand you
و كاد فرحات أن يضربه فأمسكت أصلي بيده و قالت:هيا فرحات لنذهب، هيا
فنظر فرحات الى الشاب نظرة استحقار ثم تركه و ذهب مع أصلي
و هما في طريقهما آلى طاولة للجلوس من أجل تناول الطعام قال فرحات : كيف تسمحين له بلمسك هكذا؟؟!
فقالت أصلي:لقد اصطدمت به و كنت أوشك على الوقوع، ماذا كنت تتوقع أن أفعل؟!
فاقترب فرحات منها و قال:انتي ملكي كيزيم، لا يستطيع أحد أن يلمسكي هكذا ولو للحظة، هل فهمتي؟
فنظرت أصلي في عينيه و هي بداخلها لا تعرف لماذا قد راق كلامه لها و أعجبت بغيرته عليها بشدة!!🤦💓
اكتفت بالنظر في عينيه ثم ذهبت لتجلس إلى الطاولة
ثم لحقها فرحات و جلس هو الآخر...
جاء الwaiter ليسأل عن طلبهما، فقال فرحات:ماذا تريدين؟
قالت أصلي:اممم،لا أعرف حقاً..... يمكن أن تختار أنت!
فنظر لها فرحات و قد شعر بشرارة من الأمل في أن يتحسن الوضع بينهما....
اختار فرحات و جاء الطعام....
بدأت أصلي تأكل بسرعة، فقد كانت جائعة جداً
أخذ فرحات يراقبها و طريقة أكلها بسرعة و جزء منه يشعر بالذنب لتركها جائعة لهذا القدر!!!
أكل فرحات و أنهت أصلي طعامها، فقال:بالهناء و الشفاء
فقالت:حقاً شكراً لك فرحات، لم آكل في حياتي أكلا بهذا الجمال من قبل!!
ثم قال فرحات:هل تريدين شيئاً آخر؟
فقالت:لا لا لا أريد!! لقد امتلأت بما فيه الكفاية
فقال:حسناً إذن فلننهض
فقالت:حسناً
دفع فرحات الحساب ثم بدأ هو و أصلي في الاتجاه إلى الشاليه و كان القمر ينير الطريق بعد أن حل المساء... كان انعكاس ضوء القمر على المحيط يعطيه لوناً أزرق جميلاً مع صفاء الماء الذي يجعله شفافاً🌊❤

أدرك فرحات ان أصلي لن تتحدث إلا إذا فتح هو باباً للنقاش، فقال:الجو جميل هنا يعني
فنظرت أصلي إليه ثم أبعدت نظرها
و قالت:نعم، انه كذلك.

لم تجدي هذه الطريقة نفعاً و وجد فرحات أن يصمت أحسن حتى يصلا في هدوء

وصلا إلى الشاليه و صعدا درجات السلم ثم دخلا إليه...

أرادت أصلي تغيير ملابسها فنظرت إلى فرحات ثم قالت:احمم.. اين سأغير ملابسي الآن؟
قال فرحات:هناك حمام في آخر الممر تستطيعين تغيير ملابسك هناك

-أخذت أصلي ملابسها و دخلت الحمام -
نظرت إلى المرآة و قالت:حقاً أصلي ألم تزودي الموضوع قليلاً؟؟ ثم عادت لتقول:يعني انه يبذل ما في وسعه لكي يصالحني و قد أحضرني إلى هنا و من الواضح أنه بذل جهداً كبيراً لتحضير كل شيئ....
حسناً سأصالحه ولكن ليس اليوم.

خرجت أصلي و كانت قد ارتدت بيچامة نوم بيضاء لتجد فرحات مستلقياً على السرير منتظراً مجيئها، فقالت أصلي:هل ستنام؟
فقال فرحات:لا.
فأخذت أصلي كتاباً من حقيبتها و جلست على الركنة ثم أخذت تقرأ في الكتاب و فرحات ينظر إليها ثم قال بعد أن مرت ساعتين: ألن تنامي بعد؟
فنظرت إليه أصلي و كانت تتجنب النوم معه بالقراءة و قالت:لا ليس بعد.
فأدرك فرحات ما تحاول فعله و نام لكي تنام هي الأخرى....

بعد دقائق من نوم فرحات و تأكد أصلي من أنه قد غاص في النوم، نهضت و أغلقت كتابها ثم اتجهت نحو السرير..... رفعت الغطاء ثم استلقت على السرير و أخذت تفكر فيما ينتظرها غداً فقد قررت أن تسامح فرحات في النهاية بعد كل محاولاته و جهوده لمصالحتها.... بعد أن رأت كم أنه مهتم بها لدرجة جلبها إلى جزر المالديف و القيام بكل هذه التحضيرات و كيف أنه يحاول جاهداً ألا يغضب و ألا يفلت إعصابه عليها....
فقد قررت أن تعطيه فرصة ثانية و تأمل أن يستغلها خير إستغلال...، لا تعلم أنها ستتمنى لو أنها منحته هذه الفرصة من وقت طويل..........

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 20, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الحب يفعل المستحيل🖤 [حب أبيض أسود❤]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن