✧لقد كنت أول الداخلين لتلك القاعه، على الأقل في ظني.
لكنه كان يسبقني دائمًا.يجلس في مكان ما في منتصف المدرّجات، ولا يعير شيئًا اهتمامه، لا شيء عدا كتابه ودفتر ملاحظاته الصغير.
دائمًا ما كنت ألاحظ أدق التفاصيل التي تخصه، طريقة امساكه للقلم بين سبابته اليسرى والوسطى، طريقة تقليبه للصفحات برويّه، طريقة قعوده وطريقة تحريكه لقدمه اليسرى أسفل الطاوله.
لقد كان هادئًا، مثل نسيم الصباح.
لقد كان غير مُلاحظ، وكان منطوي.
المره الوحيده التي أسمع بها صوته كل يوم، وكانت الفقره المفضله لدي، عندما يُنادي البروفِسور :
"بيون بيكهيون ؟"
"حاضر."
حتى تصريحه بوجوده، كان هادئًا.
لقد كان يثير اهتمامي.
شاب دائمًا ما يعتنق الملابس الداكنه ككسوة له، يحب البقاء في دائرته الصغيره من الهدوء والاعتماد على النصف الأيسر من جسده.
لقد كانت يده اليسرى رسّامه ماهره، قد حملت الفن.
"هل رسمت هذه ؟" أحد التلاميذ جلس بقربه مره، وبيكهيون حدق به بهدوء وأماء ببساطه.
لقد كانت رسمه لمجره واسعه، يسبح بها حوت كبير وعدة أسماك.
الرسمه كانت خاليه من الألوان، وكل رسماته كانت عباره عن الرصاص واللون الأبيض للأوراق.
لقد كان يثير اهتمامي بشده.
خرجت من مسكني نحو جدولي لليوم، فإذا بي أراه يستريح تحت أحد أشجار حديقة حرم الجامعه، يحرك شفتيه وجفنيه يستريحان.
مع اقترابي منه، صوت أشبه بالنعيم تسلل ببطء الى مسامعي
وكلما اقتربت أكثر، كان الصوت يتغلغل الى جوفي أكثر.
سماعاته الرأسيه حجبت عنه أصوات محيطه، وأفقدته الإحساس من حوله، ولم أستطع أن أكون ممتنًا أكثر. لقد بدى وكأنه في عالمه الخاص، في مجرته الخاصه.
و كنت أنا الثقب الأسود في تلك المجره، قلبي كان.
استمعت لكل لحن وكل نغمه بين طيات ذلك الصوت الهادئ، ملامحه الساكنه حفظتها تمامًا، وكم أردت عدّ رموشه الوفيره وحفظها.
لكن لم يتسع الوقت لي، حيث جفنيه افترقت في بغته وبؤبؤيه السوداوين اتجها إليّ تلقائيًا.
حدقنا ببعضنا لدقائق، كانت أشبه بثوانٍ قصيره عندما تخبط في مكانه جامعًا أشياءه.
فكرت إن كان من الوقاحه لو سألته للإنتظار قليلا وإعادة تلك اللحظات ؟، فالمجره ذات الأسماك والحيتان قد ضُرِبت عرض الحائط حالما أبصرت تلك النجوم في المجره السوداء بين جفنيه.
لقد كانت المره الأولى، ولقد كانت الواحده.
✧
أنت تقرأ
AMONG SHINING STARS
Fanfictionكانت البدايه مجره بدون ألوان، و بدلًا عن النجوم كانت أسماك وحيتان ✧ -180510 -180720