إستيقظ كيڤين صباح اليوم التالي دون أن يبارحه شُعوره بالذنب لكن حتى وإن أراد العودةَ إلى كابوسِه فلن يعرف كيف، ولأول مرّة أَجبر عقله على تذكُر تفاصيلِ ذلك اليوم المشؤوم فالعادةُ قضت على أن عقلهُ هو من يُجبره على التذكّر، تذكر جلوسه على سريرِه كما يفعل الآن وإنبعاث ضوء غريب من المرآة، أيمكن أن يكون الضوء هو السبيل للعودة؟، أدرك للتو بأن هذا الضوء المُزعج الذي ظلَ يَظهر في غُرفته لمدّة ثلاثةِ أيام أو ربع قد توقف تماماً وإن كان بالفعل هو الطريق فكيف سيعود دونه؟
لَكن ستان طَلب منه العودة هذا يعْني وجودَ وسيلةٍ ما، قرر أن يُعيد تفاصيل مافعله ذلك اليوم، إستقام جالساً على السرير ثم تخيّل ضوءاً يصدر مِن مرآة الحائط فجفل مُتظاهراً وعلّق بصرَه على المرآة لفترةٍ من الزمن، تذكّر بأنه ذُعر في المرةِ السابقة وركض مُتوجهاً للباب الذي كان قد أُحكم إغلاقه فجأة، لكنه لم يفعل هذه المرّة فقد إنقطع تفكيره جرّاء هزّةٍ من تحته جعلته يقفز من السرير جافلاً، ضاق تنفسه عندما رأى سريره ينقسم جُزئين بعد أن سقطت قِطعةٌ سميكة مِن جدار السقف فوقه فكادت أن تُهشم جُمجُمته إن لم يكُن قد تحرك بسرعة، لم تلبث إن استحالت الغُرفه كلها إلى دمار كما المرةِ السابقة، تقلصت ملامح كيڤين رُعباً وسُرعان مانظر لذِراعيه التي بدأ تتحول هي الأُخرى بمهل سَمع تكة الباب ثم صريرَه وما إن فعل حتى إنصرف خارجاً من الغُرفة خوفاً من سقوط مزيدٍ من الكُتل فوقه وقد تُصيب رأسه هذه المره، عاد الظلام يلُف أرجاء المنزل من جديد ولمح السماء القُرمزية خِلال نافذةِ المطبخ وهو ينزِل السلالم مُتحاشياً ثغراته فالجرح في ساقِه لم يكُن قد إلتأم بالكامل بعد، فتَح بابَ الردهة بعد أن تنفس بعمق نيةً في إيقاف إرتجافه الذي بدأ يُزعجه، إستكنت عينان حمراوان في الظلام أمامه، تقلصت ملامحه بينما كان يحاول إستبيان الشيء القابع أمامه في الظلام، جسدٌ طويلا إستند على الجدار مُمدداً ساقاه الطويلتان أمامه، أُذنان مُدببتان وشعرٌ أسود إلتف في دوائر على الأرض نظَراً لِطوله، نظر الجسد المُمدد إلى كيڤين بعينين مُنفرجتين لامِعتين لم تُصدقا ماتريانِه، إستقام واقفاً وأفرج عنِ إبتسامة أفصحت عن أنيابه البيضاء التي إلتمعت في الظلام ارعبت كيڤين لكنه فكّر بأنه يمتلك مثلهما بهيئتِه هذه
- اذا لقد عُدت يا آلڤين
لم ينطُق أحدهما بشيء لوهلةٍ من الزمن كان كيڤين يُفكر فيها غيرَ مُصدقٍ نفسه التي عادت بِه إلى هُنا بملء إرادتها، اردف ستان
- قبل كُل شيء تعال معي
لم يجِد كيڤين سببا لأن لا يفعل ، وجدَ صعوبة في إنتشال قدميه اللتان تجمدتا على الأرض وبدأ يتبعه وكأن كلُ قدمٍ قد اُحيطت بكتلةٍ صلبة من الجليد، توقف ستان عند نفْس البُقعة المُغلقة المُحيطة بالبنيان وشق صغير في السقف تخلل نور السماء مِنه والذي حطّ على وجهِ ستان مُفصحاً عن قسَماته وقال بجديّه
- كما وعدتك سأُخبرك بكل شيء أستطيع قوله
امتلك كيڤين أخيراً الشجاعة الكافية ليتحدث بها مع هذا المخلوق قائلاً بصوت رجفت في الكلمات
- قبل كُل شيء اعتقدك مُخطئاً أنا لست آلڤين، اسمي كيـ..
- توقف!!
صرخ فيه ستان قبل أن تسنح الفُرصة لكيڤين بقول اسمه جاعلاً كُلَ شعرةٍ في جسده تنتصب ذُعراً فأطبق فَمه، أردف ستان بصوت أقل صَخباً بعد أن جال ببصره في أماكن مُحدده
- ثِق بي إنَ اسمكَ هو آلڤين
تعجب كيڤين ممِا يقوله هبطت فكرةٌ على رأسه أن هذا الشيء مُجرد مجنون لكنه في الوقت ذاته سبيله الوحيد لمعرفةِ مايجري هنا ولمَ يحدُث كُل هذا معه لذا إلتزم الصمت وأرهف السمع تاركاً مجال الحديث لستان
- تملكُ فقط عِشرون دقيقة في اليوم تقضيها هنا قبل أن تعود
- أعود؟ أين؟
- أنت تعرف
بالفعل فهِم كيڤين مقصده لكنه يحتاج الى من يؤكِد لهُ ذلك هو سيعود بعدَ عِشرون دقيقه إلى عالَمه الطبيعي، لكن لمَ لم يرغب ستان إخباره عن ذلك؟، بذكرِ هذا كانت طريقةُ كلامه غريبه أصلاً ويتحدثُ كثيراً بالرموز التي واجه كيڤين صعوبةً في فِهم بعضها
- لهذا عليك المجيء إلى هُنا يومياً ففي يدِك خلاصُنا، لاشَك بأنك تتسائل مالذي يُمكنك فعله
في الواقع لم يكُن "ماذا عليه أن يفعل" هو مايؤرق تفكير كيڤين بل لمَ هو من عليه فِعل هذا
- العَقل المُدبر إنه طاغيه هو هدفُك خلِصنا مِنه
تشوش تفكير كيڤين من الذي يتحدّث عنه هذا المجنون؟ وأخيراً قرر مُشاركة أفكاره مع ستان بقوله
- من هذا الذي تقصِده
طأطأ ستان رأسه وأُرتسم القلق على قسمات وجهِه ممزوجةً ببعض الخوف
- أخشى أنني لا أستطيع إخبارك
عقّد كيڤين حاجبيه في حين أردفَ ستان
- لا أستطيع إخبارك كُلَ شيء يا آلڤين عليك أن تكتشِف بنفسك، بإمكانك التجول في مدينتنا هذه وستحصل على إجابات لأسْئلتك، هناك بعض الوقت المتبقي قبل أن تعود، لكن قبل هذا خُذ هذه النصائح مني في عين الإعتبار ولا تتغاضى عنها أبداً، أولا إسمك هو آلڤين ثانياً، لاتتحدّث أبداً مع أي شخصْ عن المكان الذي جِئت منه ثالثاً لا تتكلم مع أي شخص أو شيء يرتدي اللونَ الأبيض ورابعاً.....
نظَر ستان إلى الشَق في ساق كيڤين والذي تمت تغطيتُه بِضمادةٍ بيضاء قائلاً
- إخلَع هذه
ثمَ مزّق جزءاً من ردائه الأسود ومدها لكيڤين الذي رفَضها
- لا بأس لم تعُد تؤلم
- ليس الألم هو المشْكله، لا يجب لأي أحد رؤية هذا
كان يُشير إلى بعض قطراتِ الدم التي إلتمعت عميقاً داخِل جُرج كيڤين وأردف
- رابعاً لا يُمكنك إرتداء اللون الأبيض وأخيراً إنتبه لان لا يرى أحدُهم دِمائك
لم يحتمِل كيڤين كُل هذا حيثُ بدأت الأفكار والأسئِلة تتصارع داخل عقله وما أزعجهُ أكثر أن ستان لمْ يُعطِه أيةَ فُرصه للسؤال أو إبداء رأيه فعادَت له نوبات غضَبِه التي إفتقدها كثيراً مؤخراً وإنفجَر في وجْهه غيرَ آبه إن كان ما يقِف أمامه حالياً وحشاً أم لا
- واو واو!!، أعطني فُرصة ماكُل هذا الذي تتحدّث عنه، أنتَ تُعطيني التعليمات دون الأسباب هذا يُزعجني، ثُم إني لم أوافق أبداً على تخليصِكم من شيء أجهل ماهيّته، أعطني سبباً واحدا فقط واحداً يَجعلني أوافق على التورُط في كُل هذا؟!
دبّ الرُعب في قلب كيڤين فبدأ ينبض نتيجةً لذلك وإرتعدَ جسدُه كله متزامناً من نبضِ قلبه، يالهُ من أخرق لن يتوانى هذا الوَحش الآن عن قتلِه وسيبحثُ عن صبيٍ غيرَه ليوكله المُهمة وإن رفض سيقتُله أيضاً فما أمامه الآن بعد كُل شيء هو وحشٌ ذو قلبٍ خالٍ من الرحمة، كان ستان يرمُقه بصمت وكأنه يُصارع أفكاره الخاصه في عقلِه هو الآخر، بدا في عينيه شيءٌ من التردُد سُرعان ماتبدد وحلّت محله نظرةٌ حازمة يرمُق بها كيڤين، تنّهد وقال بنفس وتيرة الصوت الهاديء التي إعتادت الخروج من حُنجرته
- حسنّ
إتخذ كيڤين موقفاً دفاعياً شاداً عضلات كتفيه وتراجع خُطوةً للوراء بعينان شاخصتان راح يُفكر، سيقتُلني الآن لن يتردد في ذلك أسرع ياكيڤين حدّد موقفك الهجوم أمِ الدفاع أم الهرب؟، كان الإغماء هو الأقرب لحالتِه تلك لكن ستان لم يترُك له الفرصه لِفعل أي شيء فقدْ إستطرد قائِلاً وقد بدت الكلمات وكأنها تتسابق خروجاً من فمه
- أنت مُتورط بالفعل في كُل هذا، إن لم تقُم بقتل الحاكِم سيسبقك في قتلك هوَ يعلم بأنكَ قادِم ولاتُفكر بأنكَ ستكون بمأمن لمُجرد عودتك لعالمك، سيستطيع اللحاق بِك وقتلك هناك لن يستسلم حتى يراك جُثةً هامِدة أمامَه، أنت مُتورط ياكيڤين مُتورط حتى النخاع.
لم يكَد يُكمل كلماته حتّى خرّ على الأرض كمن صُعق بالكهرباء كان يرتجف ممُسكاً رأسه بشدّة لدرجةِ أن كيڤين لاحظ عروقه تبرز من ظاهرِ كيفيه إستطاع ستان لاهثاً إخراج كلمة واحِده من جوفه بصعوبة ولم تكُن هذِه الكلمة سِوى
- أُهرب!
قالها بصوت أجش مبحوح لكن كيڤين الذي تجمدّت قدماه من جديد بعد ان كاد الجليد فيهما أن يذوب شعر بهذه الكَلمة تصرخُ في وجهه، لم يعرِف مالذي أخافه أكثر كلام ستان أو إنهياره أرضاً دون سبب أمِ الشيء الذي يجِب عليه الهرب منه والذي ظن أنه لمحه من بعيد يقترب نحوهم مُصدراً صوتَ رنينٍ حاد كادَ أن يصُم أذنيه، رأى في الهرَب أحسَن حل ولم تلبث أقدامه أن تحركت راكضة دون وجهة يُحددها لها ذلك العقل القابِع داخل جُمجمته، ركض حتى إنقطع نفسُه مُضطراً التوقف لإلتقاطِه، وجد نفسه في زقاقٍ ضيّق وضع يداً على أحدِ جُدران الأبنية مُستنداً وبالأُخرى أحكم بها إمساك قلبه خشيةً أن يفِر الأخير من صدرِه، إلتفت خَلفه بعد أن سمِع عِدة أصوات كان أحدها صوتاً مُهيباً خشِناً
- إبحثوا عنه لا شكّ بِوجود أحدِهم في الجوار!
- أنت مُتأكد؟ رُبما كان يقول الحقيقه فذلك الرجُل مجنون كَما تعرِف
مجنون؟ هل يتحدثون عن ستان؟، هكذا فكّر كيڤين قبل أن يدفع بهواء داخل رِئتيه ويواصل رَكضَه مُلتفتاً خلفه بين الفنيةِ والأُخرى تذكّر تلك العِشرون دقيقة التي بدأت تُشبه الساعات في طولها وتمنى أن تنتهي وبِسرعة ليعود إلى عالمه الآمن، أنتهى الزِقاق بساحةٍ فسيحة امتلأت بالأبنية النصفُ مُدمره ومخلوقات عجيبه تذهب وتئيب خاف الإقتراب منهم لكن إن لم يرْغب أن يشُك فيه أحد وخصوصاً اولئك اللذين يبحثون عنه فيجب عليه أن يختلط مع سُكان المكان فهو لا يختلِف مظهراً عنهم على كُلِ حال، بصورةِ لا إرادية أحكم رَبط الضماده على ساقِه التي إستبدلها بملابس ستان السوداء وتقدم ببطء محاولاً جعل وجهه طبيعياً بقدرِ مايستطيع وحاول إيقاف إرتجاف قدميه بضربهما بقوة فتوقتا عن الإرتجاف لكن إهتزازاً خفيفاً مازال بادياً عليهما، مشى بهدوء محاولاً عدم إمعانه في الوجوه من حوله، فإن فعَل سيُصيبه الذُعر ويُفتضح أمره، أصواتٌ نِسائيه وصلت الى مسامِعه فأنصت لها مُرغماً
- أحدهم تلفظ بكلمةٍ مُحرمة
- أوه يا الهي هل مات؟
- لا أظن أعتقدها مرته الأولى
- من هو سيء الحظ هذا
- لا أعرف، اتمنى أن لا يكون احداً نعرِفُه
سمِع كيڤين شهقة إحدى النساء فإلتفت ليرى وجوههم المُهيبة الحمراء وعيونُهم التي تلونت بنفس اللون كانت إحداهُن عجوزاً مُنحنيةَ الظهر وقد زادت التجاعيد حول فمها وعينيها من بشاعةِ منظرها بدت حرفياً كالتُفاحة الفاسِدة كان شعرُها بلون غريب كذلك لم يعرِف كيڤين اسمه حتى وأحنت نظارتها على حافةِ أنفها وكانت ذات إطار أخضر تشكّل على شكلِ ثُعبان يلتفُ حولها، إلتفت كيڤين بسُرعة لصاحبةِ الشهقة مُتجاهلاً الرعب الذي دبَ في قلبه من منظَرِ العجوز، على الرُغم من أن تلك الفتاة كانت تملك بشرةً حمراء وعينان حمراون كذلك إلا أن شيئاً في ملامحها كان ينبض بالجمال مع شعرها الأبيض الطويل المُنسدل خلفها، لاحَظَ بأنها تنظُر لإثنان يرتديان ملابِسَ بيضاء وضعت الفتاة يدها على فمِها فيما هَمست العجوز لها بأن تلتزم الصمت، حاولتا فتْح موضوع آخر أثناء ماكان الإثنان يتقدمان نحوهما سأل الأول بأدب
- عمتم مساءً سيداتي هل لي بسؤالكم؟
- بالطبع ياسيدي تفضل
- هل صدَف وأن لاحظتُم شخصاً مشبوهاً يمُر من هُنا؟
- شخصٌ مشبوه؟ أتعني بصفات مُجرم؟، لا أعتقد هذا
- ما أقصده شخصٌ تبدو عليه أثار التوتر أو الخوف بإختصار لا يبدو طبيعياً
بدأت تلك المشاعر التي ذكرها الرجُل تتدفق داخِل كيڤين، شعَر بحرارةٍ تعتري جِسمه الذي إتكأ على احدِ الجُدران القريبه، أراد الهرب لكنه أيقن بأنهم سيَلحظوه ما إن يُحرِك ساكناً لذا إنتظر
- لم نرَ شخصاً كهذا ياسيد
غامر كيڤين بإختلاس نظرةً الى الرجلان اللذان كانا ينظُران له بدورِهما أخفض كيڤين بصرَه للأرض وأنفجرت نبضات قلْبه والعرَق تدفق غزيراً من منابِت شَعرِه أيقن بعد ان رآهما يتقدمان نحوه بأن أمرَه إنتهى لا محاله لا مجال لهُ بتبرير كُل هذا الإرتباك البادي على وجهه ولا تفسير حبّات العرق المُنزلقه على وجهه فالجو لم يكُن حارّاً ولا بارداً في الواقع، طافت فكرةٌ في رأسِه عن غرابةِ جوِ هذا المكان فهو لم يشعُر بِه حاراً أو بارداً ولم يكُن مُعتدلاً حتى هو فقَط لا يشعُر بشيء تحدَث أحدُ الرجلان جالساً القُرفصاء ليوازن طولَه مع طول الصبي المذعور أمامه
- هل أنتَ بخيْر يافتى؟
كافح كيڤين ليقول شيئاً خرَج من فَمِه بصوتٍ لم يُساعد موقفه بتاتاً
- انا بخيْر
انزل الرجُل بصرَه مُمعناً النَظر الى ساقِ كيڤين فأردف
- هل جرَحت نفسَك؟، دعني أرى
قالَها وهو يمُد يدَه المُتوحشة الى تلك الساق المجروحة فنبض قلبُ كيڤين أضعافاً ولكم تمنى في هذه اللحظة أن يختفي عائداً لبيته الآمن عِندما أدرك أن أُمنيته تلك لن تكون ذات فائِده قبل أن تكتمِل العِشرون دقيقه ركَل بساقه المُصابه وجهَ الرجُل الذي تراجع للخلف مُمسكاً ذقنه بكلتا يديه يُئن مما ترك لكيڤين فُرصةً للهرب فيما صرخ الرجل بصوتٍ عالٍ جعل كُلَ من في الساحةِ يلتفت له
- أمسكوه!!، لا تدعوه يهرب!
لم يلبِث أنِ احتشد خلف كيڤين مجموعةٌ من الرجال ذوي الملابس البيضاء تعدو خلفه كانت سُرعتهم هائِلة لاتُقارن بكيڤين الذي بدأ التعَب يفتَك به فإختار الدخول في ممرات ضيقه فهذا لِصالحه خصوصاً بأنه يصغرهم حجماً ويجري وحيداً، دَخل أحدَ الأزقة الضيقه وركض فيه مُتخذاً إنعطافات نجحت في تظليل بعضِهم، إلتفت خلفه ليُحصي عدد المُتبقين ليُفاجأ بسطحٍ صلب يسحق جسده ترنح وهو يقع على الأرض ويُعيد رأسه للأمام ليرى ذلك الجدار الطوبي شامِخاً أمامه ويسمع صجيج أقدامهم تقترب، شعر برغبةٍ عارِمه في البكاء لم يواجِه موقفاً كهذا من قبل ولم يَتوقع يوماً أن يحدُث له كُل هذا ، لا سبيلَ لهُ للهرب الآن لا يعرِف ماهو الجُرم الذي إرتكبه لكنه كان واثقاً ما إن يعثرون عليه حتى يقتلوه على الفور، نزلت دموعه الباردة على خديه وإرتكن في زاويةِ المكان يرجِف بعينين مُترقبتين بعد أن بحَث في المكان عن أي ثغره يُمكنه المرور خِلالها لكن لاشيء!، ظَل قابِعاً كما هو لثوانٍ معدوده قبل أن يشعر بذات النعاس الذي إنتابه المرة السابقة، أشرق وجهه عن إبتسامة راحة وأرخى جفنيه ولم يرى بعد هذا إلا الظلام.---
نهاية الجزء + الفصل الثاني
يتبع...
أنت تقرأ
عالمٌ آخر | Another world
Horrorتعرف على قصة كيڤين ذو الثالثة عشرة عاماً وكيف استحالت حياته من عادية الى خارقة للطبيعة .. . . . الغلاف من تصميم : @kitty_katxx