• ذِكريات قَدِيمَة•

69 6 21
                                    

حاوِل أن تتملّك الكَون وسَتَرى أنّ هذا مُسحيل ،حاول أَن تتملّك إنساناً وسَتكونُ قَد خَسِرت.
__________________________
لَمَحتهُ خارجاً مِن البوابة حَتى ذهبت نحوهُ بترددٍ ، فجرّها معه بِسُرعةٍ حتى أختفيا من أَمام مَبنَى المدرَسة إلى حديقة صغيرة بالقُربِ من حيهُم .
....
"إسألي ما شئتِ"
قَال الشاحِب
"مَن انتَ وكيفَ اتيت ومَاذا تُريد مني؟"
أردفت بسُرعة دون توقُف
"مين يونقي ، نادني يونقي ،أتيتُ مِن مُختَبر لِتَعديلِ الجينَات و أُريد مساعَدَتِك ."
جاوب برَتابةٍ وهدوء
لم تَرد فقد كانت مصدومة تُحاول فهم ما قاله ..
بعد خمس دقائق من الصمت قالت
"ما شأني بِك؟"
" لَن أستيطع الشَرح لكِ ، سيأتي الطبيبَ (آزر) ليَشرح لكِ"
نظر لها بجدية ثم أكمل
" لا يَجبُ أَن تَدمري مِثلي "
" أتدمر؟"
سألت تُريدُ تفسيراً
تجاهل سؤالها
" هيا سأوصلكِ للبيت "
....
دلفتُ لغُرفتي أَشعرُ بالحيرة
إرتميتُ على مَهدي أُفكر مالذي يَحدثُ معي
لأتذكر فجأة
" يونقي نعم كيف نسيت !"
وقعتُ من السرير زاحفةً تحته مُخرجة صَندوق كبير
" الألبوم الألبوم "
تمتمت لِنفسي
"وجدته!"
بدأتُ تَصفُح ألبوم الصُور طُفولي الهيأة،حتى أصدم بما رأيت
....
"أُمي"
"ماذا هناك جيونغ؟"
"هَل تَذكُرين يونقي ، مين يونقي ؟"
" اااه ذلك الفتى صديقك قديماً ، ما المناسبة؟"
" لقد انتقلوا للمنزل المُقابِل لنا "
" يا لها مِن صُدفة !"
إسترسلت
" يَجبُ أن نُرحبَ بهم في الحي ، سأخبِزُ فطيرة تُفاح لتأخذيها لهم وسأزوهم ظهيرة غَد "
أمي ولكن .."
" لا أُريد سماع حرف "
بَترت حديثها قائلة
....
وَقفت أمام بابِ ذلك المَنزِل عتيق الطِراز ، ضغطت زِرَ الجَرس وانتظَرَت مدّة من الزَمن
فُتحَ الباب لتخرُج امراءة تبدو بالأربعينيات
شاحِبة ذاتُ ملامِح رَسمَ الوَقتُ لوحَته عليها عَلى شَكلِ تجاعيد بسيطة وبعضٍ مِن الأسى داخِل مُقلتيها.
" م..مرحباً سيدتي انا يول جيونغ من المنزِل المقابل لمَنزِلكم"
"أوهه مَرحباً، تَفضلي بالدُخول"
قالت بإبتسامة صغيرة
دَلفتُ لذلِك المنزلِ بتردد ، تدعوا بداخلِها أن لا تواجِه ذلك المُتَبلِد المُريب
...
جذبتني تفاصيل المَنزل كثيراً فرغم أنّ له طابعاً قديماً مِن الخارج ولكنهُ حديث الطِراز من الباطِن.

شَعرتُ بهالةٍ أخَافُها تقترب مِني
وبدونِ أدراك إلتفتُ تجاه الدَرج ، وماذا سأتوقع فأنا في بيته ..
"أُمي أَين وَضعتي مِفتاح ال.."
أَغلق فاهه عِندما وقعَ نَظره على الجالسة تُحدقُ به
"سُكرتي هل إنتهيت"
أومأ بينما يُثبت مُقلتيه عليّ ، أكادُ أقسمُ أنني أحسَستُ بِشيءٍ يخترقُ جُمجمَتي
"أووه هذه يول جيونغ مِن المنزِل المُقابلِ"
"أَعلم ، نحنُ في الصَفِ عينه"
نَبسَ بهدوء
"هذا جيّد ،يُمكنكما الإستِذكارُ معاً"
إبتسمتُ بِمُجاملة بينما ألعنُ تحت أنفاسي .
...
"جيونغ"
وهي تَقترِبُ مِن بابَ سُورِ منزِله خارِجة سَمِعت
"أَنا أُخاطِبُك"
إرتَفَعت نَبرةُ صوتِه ما إن رآها لم تلتفت
"ماذا تُريد؟"
إلتَفتت بعد سُكون دامَ لثواني
"ر..رقم هاتِفك"
"لِما؟"
"ألسنَا زميلي دراسَة"
قالَ بنبرَةٍ تتخلَلُها السُخرية
"إسمعني جيداً ،لا أعلم ماذا تُريدُ حقاً مِني ، أقصد بَعد كُل ما حَدث... لا تهتَم فقط لا تقترِب مني"
نَبست بكَلماتِها الأخيرة بِهدوء .
لم تتلقى غَيرَ نظراتِه التي لم تَستطيع تفسيرها فالتفتت تُكمِلُ سيرَها
"لَم ينتهي حَدِيثُنا يا حَبة البُندق"
تظَاهرت بِعدم سمَاعه واستمرت في سيريها طلباً للخُروج إلى أبعدِ نقطة مِنه.

MIND YEYS |M.Ygحيث تعيش القصص. اكتشف الآن