بمجرد أن أتذكر ما فعلته بالأمس أشعر بتأنيب الضمير، ولكن ما حصل لم يكن بيدي لقد أفرطت في الشرب وفقدت وعي ولم أعلم ما حدث بعدها ، ترى ماذا سيقول كيم تان عندما يعرف ما حصل هل سيكرهني بعدها؟ لا يا دابيكا لا تفكر هكذا فهذا الأمر مستحيل قد يغضب مني وقد يصرخ في وجهي أو يضربني ولكن محال أن يكرهني فهو يعشقني إلى حد الجنون ولا يقدر على العيش من دوني ......
عشق إلى حد الجنون!
إنها المرحلة التي يشعر فيها العاشق بأنه لا يستطيع العيش بعيدا عن معشوقه ولا يستطيع أن يتخيل نفسه مع آخر أو أخرى، يعجز عن الإبتعاد عن من يحب، يعجز عن نسيانه ومحيه من مخيلته، ويستعد لأن يفعل أي شيئ ويتخلى عن كل شيء لأجله، ولكن بصراحة انا لم أصل إلى هذه المرحلة من العشق بعد ، هذا إن كنت أعشق أصلا فكلما أعيد التفكير في مشاعري إتجاه كيم تان أحس بأنني لا أبادله مشاعر الحب فأنا أعرف نفسي جيدا فبمجرد أن أفكر في مصالحي أستطيع التخلي عن كل شيء، كما فعلت الآن فعندما وجدت فرصة للرحيل عن القرية إتخذت قراري دون أن أفكر في كيم تان فساعتها لم أكن أريد سوى تنفيذ رغبتي وأنا أعلم علم اليقين بأنه لو كان هو مكاني ما كان ليتركني ويرحل، وبعد التفكير في كل هذا وجدت بأن فتاة مثلي لا تحب سوى المال و الثروة والشهرة ولا أريد شيئا آخر وهذا ما جعلني أسأل نفسي لأول مرة.
مالذي يجعل كيم تان يحبني إلى هذا الحد فأنا لا أليق به، نحن مختلفان في كل شيء؟
مختلفان في تفكيرنا، إهتماماتنا، أحلامنا، في ما نحب، في ما نكره، مختلفان في طريقة عيشنا ، في مستوانا الثقافي ........... لأسئل نفسي في النهاية، هل حقا أحب كيم تان؟
إستيقظت دابيكا من أفكارها على صوت المنبه، يجب أن تقوم وتجهز نفسها فهذا اليوم الأول لها في الجامعة، أخذت حماما ساخنا ثم جففت شعرها وغيرت ملابسها وكانت تبدو في غاية الجمال والنعومة ثم حملت حقيبتها وذهبت إلى الجامعة، وعندما وصلت أسرعت بالذهاب إلى محاضرتها، دخلت فوجدت الكثير من الطلاب، جميعهم يبدون من الطبقة النبيلة فملابسهم و لباقتهم و سياراتهم التي رأتها خارجا تدل على ذلك، مما جعل دابيكا تخجل من وجود فتاة فقيرة مثلها بين هؤلاء الأثرياء ، ترى هل سيتقبلون وجودها بينهم؟
..............: تفضلي بالجلوس يا آنسة لما أنت واقفة ،هيا إجلسي هناك ( مشيرا إلى المقعد الخلفي )
وأخيرا إنتبهت دابيكا على أنها لا تزال واقفة كالبلهاء فإعتذرت من الأستاذ وذهبت للجلوس في المكان الذي أشار إليه ، وبعدما جلست سمعت صوتا مألوف بالقرب منها
...........: لا أصدق أننا سندرس معا
إلتفتت فوجدت هونغ سي تجلس إلى جانبها
دابيكا : هذه أنت! يالها من مصادفة .
هونغ سي : ألست سعيدة بهذا .
دابيكا : لا ....... بل من الجيد انك هنا فأنا أحتاج إلى وجود شخص أعرفه ولو قليلا .......
قطع حديثهما صوت الأستاذ الذي وقف أمامهما غاضبا
الأستاذ : هل نبدأ المحاضرة أم ننتظركما حتى تنهيا حديثكما الهام ؟
دابيكا وهونغ سي معا : نعتذر يا استاذ .
الاستاذ : أرجو ألا يتكرر هذا.
وبعد ساعتين إنتهت المحاضرة ولم تكن دابيكا مهتمة بها أبدا بل كانت تتحدث مع هونغ سي بالرسائل طوال الوقت ولم تنتبه على أن الأستاذ كان يراقبهما طوال الوقت ولكنه لم يشأ أن يفسد يومه بتأنيبهما بل سيأجل الأمر لاحقا.
هونغ سي بتذمر : أف ...... أخيرا إنتهت هذه المحاضرة السخيفة ، لم أكن أتوقع أن يكون اليوم الأول هكذا.
دابيكا : أتعلمين، لقد إنشغلنا بالحديث ولم نستمع إلى المحاضرة، وإن بقينا هكذا فلن نستطيع الإجابة على الإمتحانات وبالتالي سنرسب هذه السنة.
ضحكت هونغ سي وقالت بلا مبالاة : عزيزتي ومن يهتم بأمر المحاضرة، فليحتفظوا بها لأنفسهم ، أما أنا فلا تعنيني بشيء.
دابيكا : أنت تقولين هكذا لأنك فتاة ثرية وبإمكانك الحصول على ما تريدينه بسهولة ودون أن يكلفك شيئا، أما أنا فلست مثلك ولا أملك ما تملكينه لذا فعلي أن أدرس لكي أفعل ما أريد وأحقق جميع رغباتي .
كانت هونغ سي الفتاة الغنية تسخر من دابيكا في داخلها، صحيح أنها أحبتها وأصبحت ترغب في صداقتها لكنها سخرت من تفكيرها السخيف فقالت : حسن يا دابيكا، أفهم من كلامك أنك تدرسين بهدف الحصول على المال أليس كذلك؟
دابيكا : أجل بالتأكيد ! وما نفع الدراسة إذن ؟
هونغ سي : لكنني أعرف طرقا أفضل بكثير للحصول على ما تريدين، طرق سهلة جدا ولا تكلفك الكثير.
إبتسمت دابيكا بسعادة وقالت : حقا ... وما هي هذه الطرق التي تغنيني عن الدراسة؟
إلتفتت هونغ سي وأشارت للشاب الذي يجلس على يمينها والذي كان ينظر إلى دابيكا باهتمام ثم نظرت إلى دابيكا نظرة جدية واقتربت منها لتهمس لها : يونغ هي شاب ثري جدا، وقد بدى لي أنه معجب بك فلقد لاحظت أنه ينظر إليك منذ الصباح فما رأيك ؟
كانت دابيكا تعلم بأن ما تقوله هونغ سي صحيح فهي أيضا إنتبهت على ذلك ولكنها إستغربت من صديقتها فما علاقة يونغ هي بحديثهما الآن : هونغ سي أنا أيضا لاحظت أن المدعو يونغ هي كان ينظر إلي ولكن أنا لم أفهم .... ما علاقة هذا الأمر بالطرق التي حدثتني عنها.
تنهدت هونغ سي وقالت : كم أنت غبية يا دابيكا ! أصغي إلي ..... يونغ هي شاب ثري جدا وهو فرصتك للتحقيق ما تريدين وإن إستطعت إستغلال هذه الفرصة فسوف .......
وقبل أن تكمل كلامها وقفت دابيكا وصرخت في وجهها بقوة وهي تضرب الطاولة حتى إنتبه جميع الطلبة : مالذي تقولينه ؟ يستحيل أن أفعل شيئا كهذا ..
أسرعت هونغ سي وأمسكت بها وهي تحاول الإبتسام أمام الطلاب الذين كانوا ينظرون إليهما وقالت : عزيزتي إجلسي أنا لم أكمل كلامي بعد !
جلست دابيكا بعد أن إعتذرت من الجميع ثم أخذت نفسا طويلا وقالت : كلامك جعلني أنسى أننا في الجامعة .
هونغ سي : أنا لم أقل شيئا بل أنت التي لم تفهمي كلامي، سأشرح لك .......
وهكذا بقيت هونغ سي تحدث دابيكا وتقنعها بضرورة التقرب من يونغ هي مع أن دابيكا حدثتها عن كيم تان وأخبرتها بأنه ينوي الزواج منها وهما في الواقع شبه مخطوبين و لكن هونغ سي لم تهتم بالأمر خصوصا بعد أن أخبرتها صديقتها بأن حبيبها شاب فقير وبسيط ولا يهتم بالمال والثروة ولكنها واثقة بأنه يحبها بصدق فهي لا تشك في هذا الأمر فقالت هونغ سي بأن الحب وحده لا يكفي وبأن دابيكا بحاجة لشاب ثري يحقق رغباتها ، شاب وسيم بسيارة فخمة ولباس أنيق وجيوب ممتلئة، ولأن دابيكا فتاة سطحية وطماعة فلقد إقتنعت بكلام صديقتها وعندما عادت إلى شقتها بدأت تفكر بجدية في علاقتها بكيم تان.
***************************************************************
جامعة سييول
أنت تقرأ
أكره أنني أحببتك يوما
Romanceأسوأ ما قد تتعرض له هو أن تجعل أحدهم صاحب الأولوية في حياتك ثم تكتشف بأنك خيار ثانوي في حياته هو .....😟 تستعد لفعل المستحيل لأجله وهو مستعد للتخلي عنك في أية لحظة.......😔 وفي الحلقة الأخيرة .... في آخر لحظة من حياتك ...... يدرك بأنك الوحيد الذي أح...