عزيزي الغَيْث ..
لا أذكر أني تعرضت لطعنة سكين في نخاعي الشوكي لينفصل عقلي عن جسدي .
ما بال هذا البرود والهدوء الذي يعتريني ..
أهذا الهدوء الذي يسبق العاصفة أم أني مرتضية عن الوعي ؟
لطالما أهلكتُ نفسي في التدقيق في صدق المتحدث مع وفي صحة ما يروية .
لماذا وما شاني ؟؟
إن كان صادق أم كاذب ؟؟
أهلكت نفسي في تفسير حركات وإشارات الناس ونظراتهم .
فعلَ هكذا لأنه أراد بالحقيقة غير مقصد الفعل الظاهر ..نعم أنا متاكدة ..
ما بال هذا الأحمق يظن أنه سيثير الإعجاب بهذا الفعل أو القول المتصنع ، ثم أنظر من حولي وأرى الجميع واقع في غرام فعلهِ و قولهِ..
أهم حمقى ؟!
هل توجد حجارة بمكان أدمغتهم ..
حقاً أشعر بالاشمئزاز منهم والغرور بنفسي ..
مهلاً !
أحقاً أنا فخورة بذلك ؟
لمَ أصرف الجهد والوقت في تحقيق صحة قول أو فعل المقابل ؟
لمَ ارهق نفسي في تحليله تحليل نفسي دقيق؟
أأنا فرويد مثلاً ؟!رباه!
لو رجعتُ إلى الوراءِ قليلاً ..
بينما الجميع مستمتع بالأفعال والأقوال بغض النظر عن صحتها محاطون بسور من السذاجة واللامبالاة ..
وأنا هالكة نفسي في التحليل والتفسير معتمدة على الملاحظة وطرق علمية وفخورة ووو..
أرى حقيقة الأمر ، نعم ٠٠
الجميع شعر بالسعادة من المشهد المسرحي لمسرحية هزلية لمخرج فاشل كان هو طاقم العمل بأكمله (مخرج ،ممثل،مصور..الخ) ..
إلا انا كنتُ تعيسة ..
نعم تعيسة ..
نظرتُ إلى الكواليس وفاتني المشهد ..
إن هذه النظرة الدقيقة التي تجزء الواحد إلى اعشار ..
ترهقني حقاً .. !
2018/6/7
أنت تقرأ
رسـائل الغَيْث
Romanceلما تثقل بالاوهان لن تجدُ سوى الغَيْث خَيْر سَبِيل للشكوى مجموعة أعترافات للغيث وَشمْ ♥️