ضاق الكاتب بالحروف ذرعًا، نفد صبره. جمعها في كومة واحدة بين مرفقيه، تأكد من كونها كاملة؛ ثمانية وعشرون حرفًا.
تردد قليلًا، لكن اليأس كان قد نال منه منذ زمن.
قذفها دفعة واحدة في زاوية الغرفة في محاولة منه لقتلها.
الحروف المسكينة تقاربت كي تبكي سويًا على حالها؛ انكسر بعضها، تفتّح البعض الآخر، انضمت حتى شعرت بنبض غريب اجتاحها..تلك الحروف عندما بُعثِرت أرضًا شكّلت كلمات، لا يهم إن كانت بمعنى أم بغير معنى..
ما يهم أنها لم تستسلم في أوهن لحظاتها، بل توحدت لتواسي نفسها فنبضت، معلنة هزيمة ذلك الكاتب السخيف.• • •