part 1

43.6K 1K 334
                                    

صـوت إطلاق نـار أيقظني صـباحا, عـائلة " إبراهيم المسماري " الأبنـاء وأبناء الـعم وكـل مـن هو قريب من العائلة واقفون أمـام مـنزل " الـشيخ حمودة " وبأيديهم أنواع متعددة من الأسلحة..

الـسبب يرجـع إلـى أن " الـشيخ حمودة " أو كـما نـعرفه نـحن أهل الـحي بـ " الـساحر حمودة " قـام بـأذية هذه الـعائلة حيـث شتـت بينهم وزرع داخل حياتهم مشـاكل كبيرة خـاصة, مشـاكل لـم يحتملها الـوالد " إبراهيم " الذي توفي نتـيجة الـضغوط التي حصـلت له, بـعد وفاته أراد الأبناء تقـاسم الورثة, بـاع الأبناء الـبيت ليفترقوا أخيرا...

ولكن شـاء الـقدر أن يجمعهم حـين إتصـل بهم الـمشتري بعد أسبوع من شراءه للمنزل ليبلغهم أنه قـام بحـفر الـحديقة لزرع بـعض الأشجار فعثـر على كيـس بـه جثة كلب محنطة ممزوج بأوراق سحـرية...

أحـضر الأبناء شـيخا ليـفك الـسحر ويحـرق الـجثة اللـعينة, الـبيت عاد للأبناء والسحر بطل, عـلم الـفتية أن الـفاعل هـو " حمودة " لأن والدهم زج به في الـسجن لأكثر من مرة...

جـمعوا أسلحتهم رفـقة أقـاربهم, صـباحا وقـفوا أمـام مـنزل " حـمودة ", صـعدت إلـى الـسطح لأشهـد الحـادثة, بدأت عـملية الرماية مـن طرف واحد علـى مـنزل الـمشعوذ " حمودة ", في ذلك الـصباح قُـتل الـساحر و زوجته وبناته الاثنتان....

جـميعنا فـي الـحي شعـرنا بتـأنيب الـضمير فزوجة المـشعوذ كـانت طيـبة الـقلب حسنة الأخلاق وكذلك بناته اللواتي لـم يصدر مـنهن أي تصرف مسيء لأهل الـحي...

الـمشعوذ لا أقـارب لـه باستثناء شخـص واحد وهـو ابـن عمه فـاحش الـثراء, أتى ابـن العـم سريعا بعـد الحادثة ليمنع الـجميع من دخول الـمنزل, قـام رفقة الـشرطة بانتشال الجـثث وإغـلاق الـمنزل بـشكل نهائي وحذر وهدد من الإقتراب من المنزل..

بـعد يوم طـويل وحـزين على الـحي رغـم تخلصنا من الـمشعوذ " حمودة " أتـى موعد النـوم, غـلبني الـنعاس وسقـطت مغشيا علي...

شـخص يحـاول إيقاظي, فتـحت عيناي لأقـفز من مـكاني فـزعا, فتـاة هي مـن أيقظتني وليس هذا فقـط بل الـفتاة هـي.....

هـي ابـنة الـساحر " حمودة " الـتي قُتلت معه في الـصباح, جـلست على سريري أقرأ كـل ما أتذكره من القـرآن الـكريم والـعرق ينهمر من جسدي, تـحدثت الفتاة...

- اهـدأ يا " معاذ " أتيت فـقط لأخبرك...

أأأه نـسيت لـمن لا يعـرفني أنا " معاذ الحـمري " كـاتب روايات وقصص لكـن ما أقصه عليكم الآن بعيد عن عـالم الخيال أبلغ مـن العـمر 22 عاما, سألـت " أسماء " ابـنة " حمودة " التي ظهرت لي...

- لتـخبريني بماذا ؟

- سـيلاحقك تأنيب الـضمير طوال حياتك فـدمي ودم أختي و أمي في رقابكم يا أهل الـحي..

- ماذا تقولين ؟ كيف تقفين أمامي هكذت وأنا من رأيت جثتك بأم عيني اليوم ؟!!

- أعطيك فـرصة الـثأر لـنا يا " معاذ ", داخل غـرفة أبي هـناك كـتاب, كتاب القـوى والـسيطرة, كتـاب " شمس المعارف الـكبرى ", خـذه و ستمتلك أسرار الـقوى كاملة....

- " شمس المعارف الكـبرى " ؟!؟

لم ترد علي بـعد أن أكملت جملتها, لزمت الـصمت لدقيقة ثـم صعدت سريري مقتربة مني, قـبل أن تصل إلي تغـيرت ملامحها إلـى تجاعيد مرعبة والدمـاء غطت كل جسدها أصبحت جثة كما رأيتها في الـصباح تمام, فـارقت الـحياة وجسـدها سـقط علي...

صرخـت لأستيقظ من الـكابوس المـخيف, قرصـت نفسي حتـى أتأكد أنني لست بحلم جديد..

- لـكن شعـرت بكل ما حدث كيف يعقل أن يكون هذا حلم ؟

التسـاؤلات جابت عقلي ولا حل لإثبـاتها إلا بدخولي لـمنزل " حـمودة " والـبحث عن كتـاب الـسحر الـشهير " شـمس المعارف الـكبرى "

الـساعة 3 فجـرا, تسللت  حـتى لا يلحـظ أهـلي خـروجي من المنزل, الـحي شديد الـهدوء, ومـنزل " حمودة " تفصـلني عـنه بضع منازل, ارتديت سـترتي وغطاء الرأس حـتى لا يـلحظ أي أحد تفاصيل وجهي في حـال شاهدني أدخل منـزل " حـمودة ", أمـام الـمنزل واقفا والبـاب موصد بالـعديد من الأقفـال المتينة, صـوت حـركة....

صـوت حركة الأقفـال في لـحظة أثـارت ذهـولي خوفي و ارتباكي, فُتحت كل الأقفـال لوحدها, ترددت وبلـعت ريقي مفـكرا

- أأدخل أم لا ؟

لـم يوجـد خيـار أخر فما حصل للـباب أكد لي أن هـناك أمر غريب يحصل, سـحبت الـباب بـهدوء لأدخـل, استعملت إنارة هاتفي لأرى, أتـجول بين الـغرف بحثا عن غـرفة " حمودة "...

غـرفة مليئة بالـكتب العتيقة, أغلقت باب الـغرفة وأضأت مصبـاح الـغرفة حـتى أرى جيدا, بيـن الطلاسم والأوراق الـصفراء, بين الكتب الدمـى والصناديق أبحث عـن " شمس المعارف الـكبرى " لـكن دون فائدة !!

لـم أجد الـكتاب, لا أثـر لـ " شمس المعارف ", فـرحت فهذا يعـني أن ما رأيت مجرد حُلم حـتى لو كانت حادثة فتح الأقفـال مخيفة لكن لا علاقة لهـا بحياتي لأن منزل حمودة مليئ بالسحر وحركة مثل التي حصلت للأقفال متوقعة...

تأكدت من أغلـفة كل الكتب ولا واحد منها يحتوي على إسم " شمس المعارف ", قـبل أن أخرج قررت أن أجلس وأقرأ كـتب الشعوذة حبا للمطالعة ليس إلا...

جلـست منغمسا بالأمور المريبة, نصـف ساعة مضـت وأنا أقرأ, بـاب الـغرفة فُتـح, شخـص دخل ولـم أنتبه له...

لـم أنتبه إلا لـضربة على رأسي أفقدتـني وعيي....

صـباحا أيقظني صـراخ " أمي " تناديني

- " معاذ " كفـاك نوما لديك محاضرات الـيوم

رددت في نفسي...

- أحلمت مجددا  ؟

نـظر جانبا لأجد على الـدرج كـتاب ضخـم دون عـنوان ! أذكر أنني رأيت ذلك الكتاب في غـرفة " حمودة " بالحلم, رفعت الكتاب ويداي ترتعدان, ما إن فتـحته حـتى !!

حتـى علمت أن كل ما رأيت حقيقة, زيارة " أسماء " و دخولي لمـنزل حمودة ليـسا بأحلام, كيف عرفت ؟

بـعد أن فتحت الـكتاب عـديم العنوان أول صـفحة مـنه كـانت (( شـمس المعارف الـكبرى تأليف أحمد البـوني ))

رحلتي مع شمس المعارف الكبرى (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن