-3-

464 70 90
                                    


فُتح الباب على مصراعيه مطلقًا صوتًا مدوّيًا، اقتحم المفتش "هيوز" مكتب المدير شاهرًا مسدسه في وضع الاستعداد، أول ما لفت نظره كان الخزنة المفتوحة والفارغة، لكنه اتبع القواعد وتأكد من خلوّ الغرفة أولًا.

- [لا يوجد شخص في الغرفة.]

أعلن روبوت المتابعة الذي رافقه بعد مسح ضوئي للمكتب، ضغط "هيوز" على اللاسلكي الصغير المثبت على ياقة سترته وقال محدثًا باقي أعضاء الشرطة:

- لقد أخذ المال! جدوه قبل أن يهرب! أمّنوا كل المخارج!

ضغط الجهاز مرة أخرى لينهي الاتصال، زفر نفسًا طويلًا ثم ركل الكرسي أمامه بحنق.

- سحقًا! كيف تمكن من الهرب بهذه السرعة؟!

- [الرجاء عدم تغيير مواضع الأشياء في مسرح الجريمة قبل التصوير.]

سرد روبوت المتابعة الأوامر المسجلة عنده، أخذ "هيوز" نفسًا آخر ليهدئ من روعه ثم تقدم ببطء نحو الخزنة يتفقدها، كانت فارغة من أي ورقة نقدية، لكن باقي الأشياء من أوراق مهمة وغيرها كانت في مكانها... كالعادة.

تنهد "هيوز" وأشار للروبوت خلفه بأن يتبعه للخارج وشعور غريب يراوده.

...................................

أحكم "أوسكار" تثبيت الحقيبة -التي خرجت من الصندوق الورقي- على ظهره، كانت ثقيلة؛ إذ أنه حشر فيها كل شيء: الصندوق الورقي الذي جعّده وكوّره، قبعته، بالإضافة للنقود التي أخذها من الخزنة. تفقد الممر خارجًا ثم خرج من مخبئه وسار في الاتجاه المعاكس لمخرج الممر.

- ["أوسكار"!]

- صه!

خرج أحد أفراد الشرطة من غرفة المراقبة فانحشر "أوسكار" فورًا في أقرب غرفة، اقتحمت رائحة المنظفات المعطرة أنفه لتدله على وظيفة الغرفة المظلمة التي دخلها. تحدث "آدم" وقد بدى على صوته عدم التصديق:

- ["أوسكار"... لقد ظننت أنك ستهرب بالمال دون مساعدتي.]

أطلق "أوسكار" ضحكة صغيرة واتكأ على الباب متنصتًا، عند تأكده من خلو الممر فسّر لرفيقه:

- أفراد الشرطة يشاركونك الظن.

- [ماذا تعني؟]

أخرج "أوسكار" ورقة صغيرة من حقيبته وتفقد الأرقام المكتوبة عليها.

- هم يعرفوني فقط كـ(الرجل الخفي) سارق الخزن، لذلك فور رؤيتهم الخزنة الفارغة سيخرجون من هنا ويبدؤون في البحث عني خارجًا، ظنًّا منهم أنني أنهيت عملي وهربت. كما أنني كنت بحاجة لهذه الورقة لمساعدتك، صحيح؟

- [أتعني أن هذا كان تمويهًا مدفوع الأجر؟]

لم يستطع "أوسكار" كبت ضحكته قأطلقها مقهقهًا باستمتاع.

The Codeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن