الفصل الرابع: ليلةٌ هادئةٌ

93 17 19
                                    

مع محاولاته للتحرر و الهرب، و السم في جسده صار الذئب ضعيفًا،
بعد خروجه من الباب، كان بالكاد يستطيع السير،
كنت أشعر أخيرًا بنفسي، لقد إستعدت السيطرة.

سرت بخطوات بطيئة للغاية، يمكنني الشعور بالسم يتغلغل في جسدي و المخدر يجعلني أشعر بالناس، لكنه لن يقتلني.

شعرت بالسعادة لوهلة، و بالإختلاف، و الحرية.
صارت حواسي أقوى، السير على أربعة قوائم ليس بذلك السوء،
و إمتلاك ذيل و فرو رمادي ليس بتلك البشاعة.

وصلت لطرف الغابة حيث إختبأت خلف الشجيرات الصغيرة،
تمددت ببطء لأغمض عيني و أغط في نوم عميق.

عند إنبلاج الصبح إستيقظت، عدا ملابسي الممزقة كنت كأي بشري،
عدت للكوخ لأرتدي المعطف و القبعة،
واصلت السير شمالًا،
إلى أن اختفت القرى من مرمى نظري، وصلت إلى منطقة تحيط بها مجموعة من الجبال،
تنتشر فيها الأشجار العالية و النباتات،
توقفت و أنا أفكر في معدتي التي صارت خاوية،
لم اتناول شيئًا منذ يومين و ذلك اللحم قد تناوله ذئبي و لم يبق منه شيء،
تنهدت لأجلس على أقرب حجر و أنا أشعر بالإرهاق،
أغمضتُ عيني لدقيقة و تنفستُ بعمق،
فتحتهما مجددًا لأرى ذئبين أمامي، أحدهما كان ناصع البياض و الآخر بفرو بني و حجم أكبر،

حدّقت نحوهما بعينين خاويتين، ليس لي طاقة للقتال، لا سلاح،
بعد تسميم ذئبي ليلة البارحة سيكون ضعيفًا، أشك أنني أستطيع التحوّل مجددًا كذلك.

إقترب الذئبان ببطء بينما راقبتهما بهدوء،
نهضت من الحجر لأتأهب للقتال، فجأة قفز الذئب الأبيض فوقي ليسقطني أرضًا، كان يلعق وجهي.

إبتعدت عنه بوجه مصدوم ، إنتبهت للتو للملابس التي كانت في الجوار قرب شجرة،
ابتعد الذئب الأبيض خلف إحدى الأشجار لأسمع صوت تحطم العظام،
بالمقابل بدأ الذئب البني بالتحول، عاد بشرًا و بدأ بإرتداء ملابسه، إنه روبن!

تراجعت للخلف فقالت سيرينا التي خرجت من خلف الشجرة:
- تأخرت كثيرًا!

و أضاف روبن:
- لم يكن من الجيد إخافته هكذا، سيرينا.

- كان لا بد من بعض المرح، كما أنه يخاف من البشر أكثر من الذئاب، ألم تر كيف كان ينظر لنا ببرود قبل أن نتحول؟

تنهدت لأجلس على الأرض و أخفي وجهي،
إقترب روبن ووضع يده على كتفي قائلًا:
- لقد فعلتها، كنا واثقين بقوتك، و أنك تستطيع النجاة و الوصول للمجموعة.

صحيح، ماذا حدث لك في الطريق؟

نهضت لأنفض ملابسي و أجيب:
- لا شيء، بضعة أيام في الغابة، و قتل ذئبي مجموعة من الذئاب،
قمت بأكل شخص ما، ربما، و قمت بتسميم ذئبي و سيطرت عليه، و إبتعدت لحين عودتي لبشري ثم واصلت السير.

لا تهرب ١حيث تعيش القصص. اكتشف الآن