الفصل الرابع"هروب"

30 2 2
                                    

اللعنة الخشبية
#######################
"ماذا يحدث في شكل العالم؟
ماذا يحدث لو بدلا من أن تزرع في صدري طلقة
تزرع في قلبي وردة؟!"

-عدنان الصائغ

#######################

كوخ ماريا

جلست فيوليت مستندة على السرير بعد رحيل ماريا و عيونها العسلية تذرف عسلا نقيا كونه خشرم من نحل حزين

بسبب انبعاث خواطر فى نفسها اتتها من الماضى ابان اقامتها فى ذلك المنزل الموحش

فيوليت وضعت فى سلة امام احد الاكواخ وهى لا تتعدى بضعة اسابيع فى هذه الدنيا
وخلف باب ذلك الكوخ صنع جرحها الذى لم ولن يندمل

صاحب الكوخ ورب الاسرة كان رجلا غليظ الطبع قاسى القلب وكان يعمل لدى الحاكم كجامع للضرائب
بديناً ابيض البشرة كثيف اللحية
اما زوجته فكانت امراءة متكبرة سليطة اللسان و حادة الطباع

كان لديهما ابنة صغيرة تدعى ساندرا..وقد اتت فيوليت لهما من العدم
فكبرتا فيوليت و ساندرا تحت سقف واحد
المنزل واحد..الاشخاص نفسهم..و المعاملة؟ فرق السماء من الارض
تربت فيوليت على الإهانة و العقاب و اكل الفُتات بينما تربت ساندرا على العيش كالاميرات و تناول كل ما لذ وطاب

حتى الان تتذكر فيوليت عندما خرجت للهو مع اطفال الحى و عادت بعد الغروب بقليل
دلفت للمنزل بخوف وكان وجيفها يصدع فى الارجاء تامل الصفح من السيد تونى و زوجته مارثا

لتجدهم جالسين على مائدة الطعام

تونى:اين كنتِ؟

-ال..العب مع اصدقائى

مارثا:وهل سمح منا احد بان تخرجى حتى الان؟

-و..ولكن ساندرا لم تعد حتى الان

استشاطت مارثا من اسلوب الفتاة و امسكتها من ذراعها بقوة
و صرخت بها:ومن تظنين نفسك ايتها اللقيطة لتقارنى نفسك بابنتى

انهمرت دموع فيوليت وردت عليها:اللطيم و الغنى و الفقير كلهم من اصل واحد و انت و ابنتك شئتى ام ابيتى من نفس اصلى و انا من اصلكم

مارثا بذهول ممزوج بالغضب:م..ما الذى تقوله هذه؟؟ كيف تجرأت علينا هكذا!!

تونى:اتركيها لى ساعرفها مكانتها فى هذا المنزل

و قام بجر فيوليت من شعرها
ليخرج صوتها:انت تفعل هذا لانك تعلم ان ما قلته هو الصواب

ليضربها على وجهها ويأمرها بالسكوت

وقام بالتوجه نحو السلم الذى يؤدى للطابق الثانى وفتح باب صغير كان الى جواره و القى جسدها بما داخله

وقال لها: اتمنى ان تراجعى افكارك البلهاء فى القبو وسط الظلام و الفئران حتى تصلى لدرجة السعار و الصدى

حتى الان هى تتذكر هاتان الدرجتان الممزقة للجسد..و تتذكر ان فى وقت خروجها كان المنزل يموج بالفوضى..ساندرا الصغيرة ماتت و اتهم تونى مارثا بعدم رعايتها فى حُمتها فقام بتطليقها وعاش وحيداً

بينما ذهبت فيوليت مع مارثا التى اتخذتها خادمة لها

و ها هى الان حتى عندما تخلصت منهم لم تتخلص من المها!! اى لعنة هذه التى تتحدث بها ماريا؟!
الن يتركها هذا النحس وشأنها؟؟!
#####################

"هنالك بداية صغيرة لكل حادث كبير"

-غسان كنفانى

رجل هزيل ضعيف البنية يسير فى شوارع القرية
انه بائع التفاح الذى سرقه تونى من قبل
سقطت من يده كسرة خبز فى احد الازقة فتبعها و التقطها
وعندما رفع بصره ذهل مما راه

-شجرة تفاح غنية بالثمار كهذه تنبت هنا؟!

جلس على المقعد الخشبى امامها و بدأ بقطف الثمار منها و ملأ بها جيوبه

-إن بعتها فساستطيع جمع ثمن دواء ابنتى انه يوم سعدى اخيرا ساستطيع انقاذ حياة اغلى
ما املك..يا له امر كبير ستسعد به زوجتى كثيراً كسرة الخبز هذه لولاها لما عثرت على هذه الشجرة

و من اسفله ود تونى لو يخرج صوته..ليرجو منه المساعدة!!

###################

عادت العجوز ماريا للكوخ و بيدها لفافة غطت بورقٍ و اعطتها لفيوليت

-لقد احضرت لكِ ملابس ثقيلة من السوق ارتديها
-اشكرك

استدارت ماريا وعلقت وشاحها الصوفى خلف الباب لتلاحظ نظرات فيوليت لها

-ما الامر؟ هل تحتاجين شيئاً؟
-لا فى الواقع..انا فقط ذهلت من التناقض بين كلام الناس عنك و حقيقتك
-لا تتبعى كلام الناس فتكونى كمن اتبع هواه و ضل سبيله..هذه مقولة سمعتها من احد الحكماء اتبعيها

لتستطرد:والان استعدى سنرحل من هنا

فيوليت:ماذا؟؟ لما؟؟

ماريا:سأشرح لكى فى الطريق

##################

مقر تدريب الحراس

ثُكن الجيش فى هذا العصر كانت تتكون من ارض واسعة كالمعسكر ينامون فى خيم و يتدربون فى الهواء الطلق

كان قائد الحرس جاك يشرف بنفسه على التدريب واقفاً بقامته الطويلة وشكله المهيب يضرب بسيفه الهواء معلماً الحراس كيفية الدفاع و الهجوم

بعدما انتهى توجه اليه ارثر وهمس فى اذنه

-سيدى هناك امر طارئ ارجو ان تأتى معى الى الخارج دون معرفه الباقى

-ماذا هناك؟

-اللعنة..قد بدأت تحل علينا جميعاً

خرج جاك مع ارثر مسرعاً حتى وصلو لخلف احد الخيم فى المقر

كان احد الحراس يجلس مستنداً على ركبتيه و يديه لا يستطيع الحراك حتى ان جاك لم يستطع زحزحته ولو قليلاً

-ارثر ابعت برقية لل....
و قطع جملته ما راه

ارجل الرجل ويداه تحولا لخشب صعوداً حتى تكون امامهم..كرسى خشبى!!

اندفع ارثر و جاك للوراء و صرخ به جاك: احضر لى العجوز ماريا جاثية على ركبتيها و استعن بالقرى المجاورة و ات لنا بامهر السحرة و اياك وان يعلم احد شيئاً

اللعنة الخشبية {مكتملة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن