" امام غرفة من غرف المستشفي "
يخرج شخص من الغرفة و بيده التحاليل الطبية و خلفه الطبيب و علي وجهه علامات الحزن .. رفعت ساندي رأسها نحوهم و ثُم بحركة مفاجئة تحركت بسرعة كبيرة نحوهم لتهتف في قلقٕ مزيف
- إيه الأخبار ، طمنوني ؟ .
الطبيب بحزن و شفقة :
- للأسف يا أنسه .. شادي عنده لوكيميا ! .
جحظت ساندي عينيها بصدمه كبيرة و هي تري كل أمآلها و خُططها تتناثر في الأرض أمام عينيها و لكن سرعان ما أزالت أثار الصدمة و إرتسمت بدلاََ منها الحزن المُزيف و الإنكسار و هي تُردف ببعضِ الكلمات التي تخفف بها عن شادي .
***
" في قصرِ عائلة المحمدي "
تجلس أمل علي الكرسي غير مصدقة ما أصاب وحيدها الذي مازال في مقتبل العمر ، بينما تقف بجانبها شروق التي ما أن علمت بالخبر لم تفعل شيئاً سوي التخفيف عن خالتها لأنها تعلم ما هو شعورها فهي قد مرت بهاذا الشعور منذ سنواتٕ عديدة .
***
" و في غرفة شروق "
دلفت شروق إلي غرفتها و التي بجوار غرفة شادي بعد أن إطمئنت علي خالتها بعد وصول شادي و طمئنها بأنه سيصبح بخير لإن المرض لم ينتشر في أنحاء كبيرة من جسده . رمت المفاتيح علي الطاولة ثم تسطحت علي سريرها و هي تبكي .. تبكي علي حبيبها الذي أحبته منذ الطفوله .. تبكي علي حبيبها الذي لم و لن يشعر بها دائماً و أبداََ .. تبكي علي الذي أصابه مرضاََ قد لا ينچو منه .. تبكي و هي تتحسر علي عُمرها الذي ضيعته في حُبٕ إختطف چميع حياتها و هي رافضة كل من يتقدم لها علي أمل أن حبيبها يشعر بها .. و لكن هيهات فالدُنيا تعطينا السعادة ثم تسلبها مننا مرةََ أُخري و هي تفاجئنا بالعديدِ من الأحزان ! .
***
" و في غُرفة شادي "
يقف شادي في الشرفة و هو يتطلع إلي القمر محدثاََ نفسه بشرودٕ تام
- يمكن إكتشافي للمرض ده فيه فائدة ليا يمكن ربنا عايز يختبر صبري و إيماني بيه و يمكن ربنا عايزني أكتشف حاجة انا مش عارفها ! .
و بعد ثوانٕ قليلة سمع صوت هاتفه فقام بالرد عليه ليستمع لصوت ساندي بعد قليل و هي تهتف ببرود
- هااي شادي إيه أخبارك ؟ .
إستغرب شادي من لهجتها الباردة و لكنه تجاهلها و هو يردف بثبات
- الحمدُلله يا ساندي ، ايه خير بتتصلي دلوقتي ليه ؟
ساندي ببرود و إستفزاز
- انا عايزة أقولك بس يا بيبي إني ماينفعش اكمل معاك إحنا هنا Out خلااص يعني النهاية يا بيبي اصل انا عايزة اتجوز واحد يقدر يعيش معايا بصحته مش و هو مريض ! ..
أجاب شادي بجدية و ثبات مصطنع
- أوكي بيبي No Proplem - لا مشكلة - و لو فاكرة إنك كده بتدوسي عليا فـ أحب اعرفك إنك أصلاً ماكنتيش عجباني و كنتي وسيلة لهدف معين و أنا حققته خلاص ، يلاا چوود بااي بيبي ! .
أغلق شادي هاتفه ثم يرتسم تدريجياََ الحزن علي وجهه ، فهو قد أحبها بصدقٍ و ها هي تتركه الآن في أقرب أزمة واجهتهم إذاََ هي لم تكن تحبه كما كانت تقول بل هي كانت تريد السيطرة علي أمواله و شركاته .
أردف شادي بهدوءٍ حزين و هو يتذكر كلماته قبل قليل
- فعلاً ربنا يمكن يكون عايزني أكتشف حاجة انا مش عارفها ، يمكن سبب المرض ده إني أكتشف حقيقة ساندي و إنها عايزة شركاتي و ورث عائلة الحمداوي كله اللي هو تحت إيدي بس هيا غبية و باعتني في أول محطة . كان ممكن تتجوزني و أنا طبعاََ زي الاهبل مش شايف حقيقتها و تستني لما أموت و كانت هتااخد كل حاجة ! .
إستمع مجدداً إلي صوت هاتفه فقام بإمساكه و الرد علي المتصل ليسمع صوت شروق علي الجهة الأخري و هي تهتف بصوتٕ واضح عليه البكاء
- أزيك يا شادي
شادي بإبتسامة لم تصل إلي أذنيه
- الحمدُلله يا شروق ، إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ؟
شروق بحزنٕ عميق
- أبداً . حسيت إنك مخنوق أو متضايق فقولت أشوف مالك
شادي بهدوء رزين
- شكراً يا شروق
و هنا دام الصمت بينهما ليقطعه شادي و هو يكمل بصوت به بعض الحزن
- شروق ممكن تطلعي البلكونة ؟ .
نهضت شروق من علي سريرها ثم نظرت من الشرفة و هي تقول بإستغراب
- دلوقتي ؟ .. دي الدنيا بتمطر و الجو بارد !!
تنهد شادي بحزنٕ شعرته شروق في نبرته . فأردف قائلاً
- أوكي خلاص Sorry - آسف - الجو فعلاً بارد و ممكن تاخدي برد !
إبتسامة شروق و هي تغلق الهاتف و تنسحب خفية إلي الشرفة ثم تفتحها بهدوء و دلفت إليها لتجد شادي يقف في شرفته و هو ينظر للهاتف بتعجب من إغلاقها للهاتف في وجهة ، و لكنه شرد مجدداً في السماء مردفاََ بحزنٕ واضح
- يمكن فعلاً ربنا ليه حكمه في كده . بس ليه دلوقتي ؟ . انا لسه في أول عمري و كل حاجة بتتكسر قدام عينيا و حتي البنت اللي حبيتها طلعت بتخدعني و كل اللي هاممها الفلوس ، انا مافيش حاجة بقيالي في الدنيا خلااص انا أحسن ليا أموت بسلام و هرتاح ! .
و ما أن انهي كلامه حتي شعر بإحدٕ ما يضع يديه علي يده فيرفع نظره ليجد شروق واقفة تبتسم إليه ثم تردف بشعاعٕ من الأمل
- إزاي مافيش حد باقيلك في الدنيا ، أمال ماما أمل دي تبقي إيه . ماما أمل اللي خلت حياتها كلها سبيل لإنك تعيش مبسوط و فرحان و علي طول بتزعل علي زعلك و بتفرح لفرحك ، ساندي كلنا كنا عارفين حقيقتها و ياما ماما أمل حذرتك منها بس كنت إنت أعمي عن الحقيقة خاالص لإنك كنت بتحبها اووي و الإنسان عادته إنه لما يحب بيغفل عن كل أخطاء اللي بيحبه و بيبقي شايفه كأنه ملاك و يوم لما يسيبه بيكتشف كل حاجة وحشة كان بيعملها و بيتصدم من تصرفاته و يقول " يااه هو انا كنت أعمي للدرجادي ؟ " و يمكن ربنا ليه حكمة في إكتشافك لمرضك دلوقتي يمكن عشان تكتشف حقيقة ساندي و تبعد عنها و تنقذ نفسك و عائلتك ، و كمان " إن الله إذا أحب عبداََ إبتلاه " يعني ربنا لما بيحب عبد من عباده و العبد ده يبعد عن طاعة ربنا و ينشغل عنه ربنا بيبتليه عشان العبد يلجأ ليه من تاني و يقرب منه و يختبر صبره مش علشان يقول أنا أموت و ارتاح احسن ، لو كل الناس كانت زيك كده و ماكنش عندهم أمل في ربنا كان زمان كل الناس ماتت . خلي أملك في ربنا كبير يا شادي و خليك دايماً فاكر إنه " لعـله خيـر " و إنه اكيد ربنا ليه حكمة في مرضك ده و إن ربنا بيختبر صبرك و إوعي تيأس و تستسلم و خلي أملك في ربنا كبير
نظر شادي إليها بهدوء عكس الإعصار الذي بداخله و بعد صمتٕ كبير ، أردف شادي و هو يدخل إلي غرفته
- تصبحي علي خير يا شروق .
رفعت شروق إحدي حاجبيها بذهول فهل بعد كل هذا الكلام المملوء بالأمـل يتركها و يذهب هكذا ؟ ، أهـذا هو كل شئ ؟! .........................................................
..........................................
أنت تقرأ
لوكيميا بقلم الكاتبة مي عماد
Randomإهداء إلي من يعانون كل صباح و مساء ،،، إلي مرضي السرطان الخبيث