الفصل الثالث - الجزء 2

66 4 0
                                    


- فـي أحد الكاڤيهـات ..
شـادي بحُب
- مش مصدق إن خلاص خطوبتنا الإسبـوع اللي جـااي ،، أخيـراً وافقتي عليـا !! ..
ثـم أكمـل بحـزن ..
- بـس هتربطـي نفسك ليـه بـ واحد مريض ،، ماتعرفيـش هو هيفضل عايش و لا لأ .
رقيـة بحـدة
- بس بقي يا شادي ماتقعدش تقولـي الكلمتين دول كل شويـة و تزعلنـي ،، أنا واثقة في قراري و متأكـده منه و المرض ده مش بإيـدك .. ده إختبـار من ربنا ليك علشان يشوف قوة إيمانك و صبرك فـ إنت هتقعد تستسلم و لا هتحـارب المـرض ؟ .
ثـم أكمـلت بلطـف ..
- و بعدين إنت في مرحـلة العلاج أهـو و مواظب علي جلسات الكيماوي ، و الدكتـور بيقول إن فيه تحسـن فـ ليه الهمّ و الحـزن ده ؟
شـادي بقلـق
- لإنـي خايـف .. خايـف أكون بظلمك بـإرتباطنا ده ،، خايـف اسيبك في يـوم و إنتي مش وراكـي خد غيـري ،، خايـف عليكـي من اللي حواليـكي من بعد موتـي ،، فهمتـي ليه الهمّ و الحزن ده .. فهمتـي يا رقيــة ؟!
رقيـة بـدموع
- أرجـوك يا شـادي ماتجيبش سيـرة الموت دي ، إنت هتخـف و تبقي كـويس و هنتجـوز و هنمّلي البيت عيـال .
مّـد شادي يده و مـسح دموعها بحنـان قائلاً
- طيب يا حبيبـتي مش هجيب السيرة دي تاني ، بس ماتعيطيـش .
مسحت دموعها بظهر يدها كالأطفال ثـم قالت بمّرح محاولة تغييـر الموضوع
- و بعدين بقي ، إنت جايبني عشان نعيط و نزعـل و لا علشان ناكل ؟! ..
شادي بضحك
- أه يا مفجوعـة ، شكلـي إتخدعت فيكي .
رقيـة بنصف عين
- نعــم ،، بتقـول حاجة يا حبيبـي ؟
شـادي بخبـث
- يـاا إيـه ، سمعينـي كده تاني بتقولي إيه ؟!! ..
رقيـة بخجـل
- أنـا ؟! ، أنا ماقولتش حاجة خالـص
شـادي بضحك
- تّوهـي الموضوع يا قلبي تّوهـي ..
ثـم أكمـل بجديـة ..
- ها بقـي هتاكلي إيه ؟
رقيـة بإبتسامة أطفال
- عايـزه أيس كريـم ، و بيبسـي ، و شيبسـي ، و شاورما ، و ....
شادي مقاطعاً بإستغراب
- ده كلـه هتاكليه لوحـدك ؟ ..
رقيـة بتأكيـد
- أهـاا ، بس هات البيبسي دايت بقي علشان الدايت مايبوظش
شـادي بصـدمة
- عشـان الـ إيه ياعنيـاا ؟!! ...
رقية بـدلع
- الدايـت يا شادي ،، الدايـت !! ...
شادي بسخـرية
- بقي بعد ده كـله و تقولي دايـت ؟ ، روحـي يا رقيـة .. روحي يا حبيبتي و اسكتي شويـة أحسن ليكي .
و كـادت رقية أن تتحدث ، لكنها لاحظت أن شادي يتألـم و لا يُظهـر فأمسكت بيديـه فجأة ثـم أردفت بتساؤل
- شـاادي ،، فيـك إيـه ؟!! .....
شـادي بألم
- مش قـاادر يا رقيـة ، إتصلـي علي الإسعاف بسرعـة .
رقيـة بقلق
- انا لسه هستني علي ما يوصلوا ؟!! ،، قوم بسرعة نروح للمستشفي !! ...
نهضت رقية عن الطاولة و سندت شادي إلي السيـارة و عاونته علي الصعود ، ثم إنطلقا بإقصي سرعة إلي المستشفي ....
***
- بعـد مـرور قليل من الوقـت ..
- فـي المستشفـي ..
جلست رقية تنتظر خارج الغرفة و القلق ينهـش في قلبها بـلا رحمـة ،، و ظلت تفكـر أستفقـده كمـا فقـدت من تحبـهم قبـلاً أم أنه سيصمـد لأجل حبهمّـا ؟!! ...
مـرت الساعات ببطئ شديـد علي رقيـة و كلمـا زاد الوقت كلمـا زاد معه قلقهـا و توترهـا ، مازالت تشعر بالقلق مما يدور في عقلها و تدعـو و تتمني من اللّه أن يخرج سالمً لها ... و في نفس اللحظة خرج الطبيب المشرف علي حالته لتقـوم بسرعة كبيـرة ثـم تتسائل بقلق
- خيـر يا دكتـوور ،، إيه اللي حصـل لشادي ؟!! ..
إبتسـم الطبيب معلقاً
- هـو تمـام ، الألـم اللي حس بيه ده كان حاجة بسيطـة أووي ..
و رغـم كلام الطبيب لكن مازال قلق رقيـة مستمـر فـأردفت بتساؤل ممزوج بالقلق
- طب و هو حالتـه إيه دلوقتـي ؟؟!! ....
الطبيب بجديـة تامّة
- النهاردة كانت أخـر جلسه كيماوي لشـادي  و الحمـدلله بقي مُعافـي من اللوكيميـا ،، بس هو هيستمر في عـلاج خفيف كده عشان نضّمن إن الخلايا السرطانيـة الميتـة ماترجعش تانـي لنشاطهـا..
لم تصّدق في البدايـة ،، لكن سرعان ما إنفرجت أساريرها بفرحة غامـرة و هي تشعر كأن الدّنيا تبتسـم لها من جديد .. و ظلت تتخيـل حياتها و هي مع من تُحب و لا شئ يقف أمام طريقهما .. لا مـرض .. لا أحـد .. و لا شخـص !! ...
و أخيـراً إستفاقت من شرودها ،، فـأردفت بتساؤل و لهفـة
- طيب ممكن أدخل أشوفه دلوقتـي ؟!! ..
أومأ لها الطبيب برآسه إيجاباً و كادت أن تنطلق إلي غرفته و لكن أوقفها قائـلاً
- ياريت ماتتعبيهـوش ،، هو لسه طالع من جلسه و تعبـان .. مش عايزين نزود من تعبـه !! ..
أومـأت برأسها بـلا مبالاة فـكل ما يهمها الأن أن تـري حبيبهـا فقـط ..
***
دلفت رقيـة إلي داخل الغرفـة لتجده متسطح علي الفراش مطأطأ الرأس فإنطلقت نحوه بسرعـة كبيـرة ثـم أردفت بهـدوء
- قلقتني عليـك .. أووي !!!
رفـع رأسه لتري دمـوعه المتحجـرة بين عينيـه فتعجبـت .. أليـس سعيـداً بشفائـه .. ألا يسعـد كل مريـض بزوال مرضه .. لمـاذا ،، لمـاذا تلك الدمـوع .. أهـي دمـوع الفرحـة أم دمـوع الحـزن .. و لكـن لما الحـزن ؟!!
أسئـلة .. بل العديد من الأسئـلة تدور في ذهنها عن سبب تلك الدمـوع ،، و ما أن فشـلت في توقع السبـب حتي هتفت بإستغـراب ممزوج بالقـلق
- إنت زعـلان ليـه ؟!! ،، هو في حد بيزعل مـن شفاءه من مرضّه !!! ..
أردف شـادي بهـدوء
- مش زعـلان ، انا بس إفتكـرت حد قعد يساعدني طول فترة مرضّـي .. و إتحمّـل إهاناتـي ليه .. و قعـد يحاول يراضينـي .. بس انا كنت غبـي ... كنت غبـي و ماخدتـش بالي منـه !!!
و صـدقاً بكـي .. شـادي بكـي .. بكـي و هو يلوم نفسه مـراراً و تكـراراً علي أفعـاله الحمقـاء معهـا ..
مع من ساندته طوال فترة مرضـه و شقائه .. مع من أرادت أن تخفف عنه ألآمـه .. مع من أخذتـه سنداً في حياتهـا ..
و كيـف ردّ هو الجميـل ؟!! ،،
بالخـذلان .. الخـذلان و فقـط !!! ..
خذلها بإفعـاله ،، خذلهـاا بإقـواله ،، و خذلها أكثر حينما علم بحبّها و تجاهـله ....
فهمّـت رقية عن من يتحدث فإنسحبت ببطئ حتي خرجت من الغرفة ثـم من المستشفي بإكملهـاا ،،
ظـل شادي حزينـاً في غرفتـه و هـو يتذكـر مناداتها له بإسمه الخـاص الذي إخترعتـه هـي ..
و لكن فجـأة إنتبه ممـا حدث فرفـع عينيه ليبحث عن تـلك المسكينه التي لا ذنب لها في أي شـئ ... ليجدهـا قد إختفـت ،، و لكنها تركـت ظرفً علي الكومـود الذي بجـانب الفـراش فأسـرع بإمساكه ثم فتحه ليقـرء ما فيـه و النـدم ينهش في قلبـه علي فعلته تلك و التي أذي بها من ليس لها ذنـب سـوي أنها أحبتـه .. أحبتـه و فقـط !!!!
"
شـاادي ..
كنت أعلم أنك تُحبها ، و لكنني عاندت الدنيـا و لم أعـلم أن القدر كان له رأي أخـر و أردت أن تُحبنـي رغم علمّي بكل شـئ .
لن تستطيع تخيـل فرحتي حينما علمّت بشفائك ، و لن تستطيع تخيـل حزني حينما رأيت دمـوعك ...
لقـد سلمتك قلبـي ورحلـت ،، فأتمنـي أن تحافظ عليه في حفظك علي من إختارها قلبـك .
( رقيـة )
"
و حقـاََ تأثـر بكلماتهـا و ظل يدعو لها أن تجد من يحبها بصّـدق و يحافـظ عليهـا ....
***
شـروق بتساؤل
- ماما ،، إنتي كلمتـي العريـس و لا حد تاني ؟!!
أمل بإرتبـاك
- أه طبعا كلمت العريـس .. بتسألي ليـه !!
شـروق بشـكّ
- محمـد بيبحبني من زمان أوووي ،، و لو عرف إني وافقت كان هيتصـل بيا .
أمـل بتوتـر و قـلق
- إ إنتي بتشكّي فيا يا شـروق .. دي هي نهاية تربيتي ليكي ؟؟!!
شروق بإندفاع
- لأ والله يا ماما .. بس الموضـوع مُحيـر أووي و أنا إستغربت فكنت بسألك بس مش بشـكّ فيكـي
أمل بحزن مصطنـع
- يارتنـي كنت مُت قبل ما أشوفك بتشكّي فيا .. يـا خسـاارة تربيتـي راحـت هّـدر !!!
و نـدمت شروق علي إسلوبها مع خالتهـا و ظلت تحاول أن تشـرح لها الأمـر ،، و لكـن مازالت أمل تتصنع الحـزن و هي تتمني من الله أن يعود وحيدها في أسـرع وقت
***
- بعـد مـرور عـدة ساعـات ..
- في ڤيـلا عائلـة المحمـدي ..
وصل شادي أخيـراً إلي المنـزل بعد مكوثـه في المستشفـي لأكثـر من ثمانية ساعات ،، نزل شادي من سيارته ثـم إتجه إلي الداخـل عازمـاً علي أن يُصلح كل ما إرتكبـه ...
***
فـور سماع أمل لصوت سيارة إبنها حتي إرتسمت إبتسامة خبيثـة علي شفتيها لـم تراها شـروق ..
و حينمـا دلـف شادي و رأته شروق نهضت قائلة بـ توتـر
- هقوم انا بقي يا ماما ،، علشـان عايزة أنام !!! ...
أومـأت أمل بصمت ، بينمـا لاحظ شادي ما حدث فحمحـم قائـلاً بصوته الجهوري
- إقعدي يا شروق علشان عايزك .
رفعـت إحدي حاجبيها بإستغراب و كادت للحظة أن تنصاع لأوامـره ،، لكنها عاندت و أولته ظهرها ثـم بدأت بصعـود الـدرج ببـرودٕ تـاام ..
أُظلمت عيناه غضبـاً من فعلتها ،، و في أقل من الثانيـة كان يقف خلفها ممسكاً بمعصمها بقـوة و هـو يهتـف بغضب
- لما اكلمك تقفي و تكلميني .. فاهمـة ؟؟
أجابتـه بعناد أكبـر و هي تتألـم من يده الممسكة بها
- لأ .. 
إنسحبت أمل و هي تبتسـم علي تصرفاتهـم ،، بينما جحظ عينه بعدم إستيعـاب .. ثـم هتف قائـلاً بتساؤل ماكـر
- بتقوليلي لأ ؟!! ...
أومأت برأسها إيجاباً و هي تراقب تعبيراتـه دون أن تتحـدث ..
إستفـزه إسلوبهـا و رغمـاً عنه ضغط علي يديها أكثـر قائـلاً
- ياريـت تلزمـي حدودك معايـا ، و تعرفـي إنه مش انا اللي يتقالـي لأ ...
حاولت التخـلص من يـده ، و لكـن دون جـدوي .. فهتفت قائلة بغضـب
- سيـب إيدي يا متخـلف !!! ..
إتسعت عينيه علي وسعيهما و هو مصدومـاً من سبّـه لها ،، و لكن هتـف فجـأة بجنـون
- بحبــك !!! ...
شـروق بعدم إستيعاب
- هــاا ؟!! ..
أعـاد كلامـه مجدداً و هو يراقب تعبيراتها المصدومة بخبـث
- بقـولك بحبـك ..
و رغـم شعورها بالفرح ، إلا إنها أبعدته عنها قائلة بنفـور
- لأ ،، إنـت كـداب .. و خايـن .. إنت بتحب رقيـة !!
هـز شادي رأسـه قائلاً بجنـون
- انا مش خاين .. و مش بحب رقيـة ،، و كمان إحنـا إنفصّلنـا .
لـم تنطق شروق من الصدمة ،، فجلس شادي علي السلالم و سحـبّ شروق لتجلس هي الأخـري .. ثـم تابع حديثـه
- لما فكّـرت .. لقيت نفسي بحبك من زمـان بس بعانـد ، و لما ظهرت رقيـة في حياتي إتعلقت بيهـا .. و قولت لنفسي بحبها .. بس ده كله طلع إني خدتها فرصـة عشان ما اعترفش لنفسي إني بحبك ،، بس دلوقتي بقولهالك و انا معترف .. شـروق .. تتجوزينـي !!! ...
وقفت شروق صارخـة بغصـب
-  مستحيـل ، إنت إزاي كـده !!
لأ بجـد إزاااي ،، تستغل بنت مالهاش أي ذنـب علشان مش عايز تعترف لنفسك بـ حاجة تافهة ؟!! .. إنت إيـه ؟!! .. هو إنت علشان غنّـي و معروف يبقي بنات الناس لعبّـة في إيـدك ؟؟! .. إنـت أنانـي يا شـادي ،، و يستحيـل أتجـوزك حتي لو أخـر راجل في الكـون !! ..
و رغـم صّـدمتـه مما تتفوه به ،، إلا أنه أمسكها من كتفيها ثـم قال بتمّلك
- أيـوه إنتي صـح ،، أنا أنـانـي .. و أنانـي جـداً كمـان !!! .. و علشـان كده هتجـوزك .. و برضّاكـي .
إشتعلت شـروق غضبـاً من تعمـده لإستفزازهـا ،، فهتفت بتهـور و إندفـاع
- دي كلها تخيلات ،، لإن في عريـس متقدمّلـي و بصّراحـة كده بقي عجبنـي أووي و وافقت .
رفـع شادي أحـد حاجبية بمكّـر قائلاً
- لا واللـه ؟!! ..
أومأت شروق برأسها إيجاباً فـ سألها شادي بخبّـث
- تعـرفي ماما إتصلت بـ ميـن لما وافقتـي علي العريـس ؟ ..
تجمـد وجههـا دون إظهار أي تعابيـر ،، فـ أكّـد لها شكوكّهـا قائلاً
- بالظبـط ،، بيـا أنـا .. مـش بالعريس !!
و فـور إنهائه لحديثـه حتي إنفجـر ضاحكـاً من شكلهـا ،، بينما ظلت شروق تتوعـد له في سرهـا ثـم أولته ظهرها مكمّلة صعودهـا الـدرج ..
إنتبـه شادي أنه أغضبهـا فـوقف أمامها قائـلاً و هو يحاول كتم ضحكاتـه
- أنـا أسـف بجـد .. ماقدرتش أمسك نفسـي !!
أدارت شـروق رأسها بغضـب دون أن تتفـوه بكلمـة ،، فصعـد شادي السلالم و جلس علي أول الدرج مصطنع الحـزن ..
و لكـن لم تبّالـي شروق به و أكملت صعودها .. و حينمّـا مّـرت بجوار شادي ألقت نظرة عليـه فظنتّـه حزينـاً و لكـن مـدّ قدمـه دون أن تلاحظ لتتعثـر بها و تكاد أن تسقـط فيمسكها شادي لتسقط بداخـل أحضانّـه ..
تصنـع شادي البراءة قائـلاً
- اللـه .. مش إنتي مش طيقاني ؟!!
شعـرت شروق بالخجـل و كادّت أن تنهض لكنه تشبث بها و منعها من النهـوض قائلاً بصّـدق
- وربنـا بحبـك !! ..
تـوردت وجنتيها خجـلاً من إعترافـه ، ثـم هتفت قائلـة بحـزن
- بـس إنت بتجرحنـي .. و بتزعلنـي أووي .
إندفـع شادي قائـلاً بنبـره تحمـل الكثيـر و الكـثير
- أوعـدك إني مش هزعـلك و لا هجرحـك تانـي ،، بس إنتي وافقي بس !!! ..
إبتسـمت شـروق بسعـادة .. ثـم هتفـت بخجـل
- انـا مـوافـقـة ..
لـم يُصـدق شادي ما تفوهـت به ،، فهتـف بصدمـة
- إيه ،، قولتـي إيـه ؟!! ..
نهضـت شروق بسرعـة ثـم إنطلقت إلي غرفتها و هي تشعـر بالخجـل الشـديـد ..
بينمـا إبتسم شادي علي تصرفها ثـم نهـص هو الأخـر متجهـاً لغرفتـه
***
- بعـد مـرور شهـر ..
- و في أفخـم القاعـات ..
دلف شادي و بيـدّه عروستـه و مدللتـه  ثـم سـارا معاً إلي الكـوشـة وسـط فرحـة الحضـور بهذا الثنائي الجميـل ....
إقتربـت رقيـة منهم و معها شخـص أخـر ثم سلما عليهما و هتفت لشـادي بمـرح
- خـلي بالك منها و إوعـي تزعلهـا ،، لو عملتلها حاجـة همّـوتك .. فاهـم ؟!!
إبتسـم شـادي معلقاً بحـب
- دي حبيبتـي و بنتـي الصغنتته ،، يستحيـل أزعلهـا .
إبتسمت رقية علي كلامـه ثم نظرت إلي شروق و إحتضنتها قائله
- ألـف مبـروك يا حبيبتي ، فرحتـلك أوي بجد واللـه !!! ..
إبتسمت شروق علي تصرفاتها ثـم سرعان ما بادلتها العناق قائـلة بحـب صّـادق
- الله يبارك فيكـي ،، و عقبالك إنتـي و محمـد ..
رفعت رقية يديها بطريقة مضحكـة قائلة
- يـارب يا شـوشـو .. لحسن أنا خللّـت خـلااص !!! ..
قهقهت شـروق علي حديثهـا بينمـا ودعتهـم رقيـة هي و خطيبها ثـم ذهبـا ..
إبتسامة إرتسمت علي وجه شروق و هـي تهمـس لشادي بحـب
- رقيـة دي عسـل أوي ،، و ربنـا عوضها عن صبرهـا بـ محمـد ..
إبتسـم شادي و لكنه حينما سمع أخر كلمه قالتهـا هتـف بغيـرة واضحـة
- لاحظي إن ده كان متقدملك قبل كـده ياختـي .. ماشـي ؟!!
جحظت شروق عينيها بصدمـة ثـم سرعان ما بـدأت في الضحـك قائلة
- لأ بجـد ،، إنـت غيران منـه ؟!! .. ده زي أخويـا بالظبـط !!!
صّك أسنانه بغضـب و هـو يقـول
- زي أخوكـي و إتقدمـلك ؟!! ،، إسكتـي يا شـروق إسكتـي .
أدار شادي وجهة للجهة الأخـري بغضـب فأمسكت شـروق بوجهة بين يديها ثـم أدارته إليهـا قائلة بحـب
- ماتزعلش بقي .. أنا لو كنت بفكّـر فيه كان زماني مش جمبـك دلوقتـي !!!
ظـل صامتـاً .. يفكّـر في حديثهـا .. فـ تابعت هي بحـب و صّـدق
- بحبـك علي فكـرة !!! ...
رفع أحد حاجبيه بإستغـراب ثـم إلتف إليها قائـلاً بتساؤل ممزوج بالصدمـة
- إنتي قولتيها و لا أنا بتخيـل ؟!! ...
أومأت برأسها إيجابـاً ثـم هتفـت بخجـل
- لأ انا قولتهـا ...
قلّب عينيه بإهتمـام ثـم هتـف قائـلاً بخبـث
- قوليهـا تانـي ..
تـوردت وجنتيها خجـلاً ثـم حركت رأسها نفياً دلاله علي رفضهـا لما يقـول ،، فأدار شادي رأسه للجهة الأخـري و هو يتصنع الحـزن فإقتربـت شروق منه و همست بجانب أذنـه
- بحبـك ..
أدار رأسـه إليها مـرةً أخـري ثـم و بحركة مفاجأة نهض من علي مقعـده ثـم سحبها ليقفا علي الإستيـدچ فيضـع شادي يده علي خصرهـا و تضـع شروق يدها علي كتفيه فيشـاور شادي لعامـل الدي چـي فيقـوم بإعطائه المايك و بدء شادي بالغنـاء و هـم يرقصـون علي الكلمـات ...

هو إنتي لسه بتسألي...
إنتي بالنسبالي ايه...
لا .. لا يا حبيبتي إطمني ...
الجواب عندى تلاقيه...

لما تجري جوا دمي ..
لما تبقي كل همي ..
لما أعيش وياكي حلمي..
تبقي بالنسبه لي ايـه ؟!!

لما ضلك يبقى ضلي..
وتبقي أجمل شئ فاضلي ..
ولما اسهرلك تملي ..
ويا طيفك يبقى لييـه ؟!!

لما أتحدى الدنيا عشانك
لما اتعذب من أحزانك ..
لما اوهبلك وإنتي مكانك ..
كل اللي انتي بتتمنيه ..

لما الاقي الشوق صاحبني ..
والحنين ليكي غالبني ..
يبقى ايه اللي غاصبني ..
غير هوى بلاقيني فيه ..

ولما قلبي يدق دقه
من حنين وحنان ورقه
والقى روحي ليكي سابقه
عـ المكان اللي إنتي فيه

واما عيش واحلم بدنيا
انتي نورها في كل ثانيه
يبقى اي دنيا تانيه
مش معاكي تسوا ايه ؟!!

لما ثانية تفوت عليا ..
وإنتي مش قدام عينيا ..
كل شئ في الدنيا ديا
يبقى صعب وقاسي ليه ؟!!

مش بقولك يا عيوني
مستحيل ابدا تهوني ..
انتي احلامي وكوني
والهوى اللي بعيش عليه

ياجنوني وإشتياقي
لما بتغرب بلاقي
قلبك إنتي وحده باقي
جنب قلب يخاف عليه

لما بنسى عمرى قبلك
واتولد لحظة ما قابلك
قلبي يبقى ملك قلبك
والغرام مكتوب عليه

واما قلك مهما أقولك ..
برضو مش هقدر أقولك
انتي على بعضك وكلك ..
أحلى حلم حلمت بيه ..

لسا برضو بتسأليني ؟!!
ده انتي قلبي وانتي عيني
وانتي روحي ونور سنيني
عايزة تاني اقولك ايـه ؟!!
عايزة تاني اقولك ايه ؟!!
اقولك ايـه ؟!!

و فـور إنهاء شادي للغنـاء حتي حمّـل شـروق و دار بها قائـلاً بصوتٕ عالـي
- بحبـك يا أحـلي حاجـة في حياتـي !!! ..
بينمـا تشبثت شـروق بعنقـه بشـده ثـم أجابتـه بحـب و صـدق
- ربنـا يخليـك ليـا ..
إبتسم شادي علي كلامها ثـم أنزلها ليتوجهـو إلي باب القاعـة فيخرجـو منها ثـم صعدا إلي السيـارة منطلقيـن إلي بيتهمـا فـي سعـادة و فـرح ...
***
- و فـي داخـل السيـارة ..
إبتسمـت شـروق قائلة
- أول مرة اعرف انك بتغني و صوتك حـلو !! ..
إبتسـم شـادي علي كلامها ثـم هتـف قائـلاً
- مابغنيـش إلا للـي بعزّهـم بس ..
إبتسمـت شـروق علـي كلامّـه و لم تعقـب ،، بينمـا قال شـادي بحـب
- رقية بتقولي ماتزعلهاش ،، ماتعرفش إن مافيش حد بيزعـل قلبـه ..
دقت طبـول قلبها فـرحاً و أصبح قلبّهـا يتراقص يمينـاً و يسـاراً لحديثـه ،، ثـم إستدارت شـروق و أحـاطت شادي بيديها قائله بحنـان
- ربنـا مايحرمنـي منك .. و يخليـك ليـا يا شـرشـري !!!! ...
حاوطها شادي بيدّه هو الأخـر ثـم عقـب قائلاً بعشـق
- و ربنـا يخليكـي ليـا ،، و تفضلـي تناديني بإسمّـك
الحـلو ده يا شـروقـي .

(  تــمّــت بـحـمـد اللـه  )

🎉 لقد انتهيت من قراءة لوكيميا بقلم الكاتبة مي عماد 🎉
لوكيميا بقلم الكاتبة مي عمادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن