قاعدة على كنبة قُدام ممر بيطل على البحر ، الناس عمالة تعدي من قدامها ، بتصرخ ان حد يحاول ينقذها من الغرق ؛ غرقت في بحر احزانها واوجاعها .. زهقت من القعدة وقامت ولمت حاجتها ومسكت ايد بنتها وجات تمشي .. شافته !
حست بإحساس غريب ، معرفتش تسيطر على اي حاجه فيها ؛ فضلت واقفة باصة عليه وخلاص ، لحد ما لف واكتشفت انه مش هو دة ..
"مر الشبيه فأنتفض القلب ما بالك إن مررتَ أنت .. !"
____________________
فضل بيبصلها ومبرق ، كانت خايفة تعترفله علشان كدة ، مكانتش عايزة تواجهه ، مش مستعدة !! بس اهو اللي حصل ..
"وانتِ كنتي ناوية تخبي عني لأمتى ؟! هتبطلي انانيتك دي امتى !!"
بصتله بعدم تصديق وهزت راسها بمعنى لا وحبست دموعها ..
"انا عمري ما كنت أنانية."
__________________
فضلت واقفة مكانها مش عارفة تعمل ايه ، كان كابوس بالنسبالها مش عارفة تصحى منه .. !! مكنتش متوقعة انها هتشوفه تاني خلاص ..
بس حصل ، واهو واقف قدامها وكل تركيزه منصب عليها ، كأنهم هما الاتنين الوحيدين اللي في المكان ..
واخيرا سمعت صوته اللي كان واحشها من زمان ..
"كل سنة وانتِ طيبة .."
__________________
بصت على الراجل اللي قدامها اللي كان بيلعب مع بنتها ، شافت قد ايه بنتها كانت محتاجة اب في حياتها ؛ كانت دايمًا بنتها بتيجي تعيط علشان كل صحابها عندهم بابا وماما ؛ ما عدا هي ، عندها ماما بس ..
لف وبصلها وابتسملها ، حست بقلبها بينبض بسرعة ، وخدودها احمّرَت ، ندهتله وهو ساب البنت الصغيرة تلعب مع الكلب بتاعهم ..
"انا عارفة ان انتَ مستني اللحظة دي من زمان ، وأنا قررت اني اديك فرصة علشان تثبت حبك ليا ، بس اوعى تجرحني .."
_____________________
محاطة بأجهزة ، انابيب المحاليل متوصلة بكل حتة في جسمها ، هي كانت عارفة ان دي خلاص نهايتها ، وكانت مستعدة تمام الاستعداد ..
بس اللي حوليها مش مستعدين على خُسارتها ، كانت زي الشمس بالنسبالهم ، مينفعش يوم متطلعش ، ولما تغيب الدنيا بتبقى كئيبة وضَلمة ..
كان واقف معاها اتنين رجالة ، اكتر اتنين وثقت فيهم ، وحبتهم من قلبها بجد ، واحد كان اول حب في حياتها ، والتاني علمها تحب من تاني ..
كانت عارفة ان وقت ظهور الحقيقة آن أوانه ، مفيش هروب ، ولازم ترضي ضميرها قبل ما تمشي وتسيبهم ..
قالت بصوت ضعيف بالكاد حد سمعه ..
"انا عايزة اعترفلكم بحاجة .."