١

46 7 0
                                    


‎خريف عام ١٩٨٩-
‎اشتم رائحة القهوه تدخل انفي لانتشي من جمالها ،، واقف كعادتي عند النافذه لانظر اليها وهي تذهب الي المدرسه تلك الطفله البريئه والجميله "جانيت" ابنة الجيران حبي الاول والاخير ،، ربما بالغت في تعبيري عندما قلت طفله ،، كيف اجرؤ علي نعت هذا الجمال بطفله انها شابه جميله بل اجمل النساء علي الارض ،، قد تكون طفله نظراً الي الثمانيه عشر عاماً التي تبلغهم بينما انا في اواخر عشريناتي ،، انها طفلتي انا ،، جميلتي ومحبوبتي التي راقبت تطورها من طفله حمقاء سرقت قلبي الي امراءه جميله ارهقت رجولتي.
‎جانيت هي الابنه الوحيده لآل ماكنزي جيراننا ،، تربطهم بعائلتي علاقه وطيده كما التي تربطني بجانيت او كانت تربطني ،، اه لو استطيع ان ابوح لها عن مشاعري لكنني لا استطيع ،، اعلم انها لا تري في شئ غير الاخ الاكبر الذي كان دائما يضايقها بتحكماته في الذهاب والعوده ،، الذي كان يضرب كل الشبان الذين يحاولون التقرب منها ،، اعلم ان نظرتها لي ليست كنظرتي لها واه والف اه علي عشقي لها الذي يدعوني ان اختلس النظر اليها في كل صباح وهي ذاهبه الي المدرسه بالجونيلا المخططه والقميص الابيض الساده الذي تضيف اليه معطفاً رمادي في الشتاء ،، اراقبها كل صباح وظهيره ومساء،، اعلمها كما اعلم كف يدي ،، ما تحب وما تكره كما تكرهني ،، تكرهني لانها تظن انني اتدخل في حياتها لانني كسرة انف حبيبها السابق قبل حفلة تخرجه بيوم واحد ،،كانت الغيره قد اصابتني عندما رايتهم يقبلون بعضهم في الزقاق بجوار منزلي ومنزلها ،، شعرت بالدماء تغلي في عروقي ولم استطع ان اكبح جموحي وانهلت عليه ضرباً ،،كانت تبعدني عنه وتبكي عليه حتي كسرت له انفه ،، لا اصدق كيف صرخت في وجهي يومها وكيف طلبت مني الا اتدخل في حياتها كرة اخري وانها لن تعتبرني اخاها بعد اليوم ،، لطالما تمنيت ان اسمع منها اننا لسنا اخوه لانها تري في ما اري فيها انها افضل نساء الكون تمنيت ان تقول لي انت حبيبي لست اخي لكنه علي النقيد قالت انني لست اخاها بعد اليوم لانني اذيت حبيبها ،، حبيبها الذي اتت تبكي في عناقي يوم ما تركها لانه اعجب باخري يومها اتت تدق علي باب منزلي في الثامنة مساء وكم ارتعبت وقتها من رؤية دموعها ارتمت في عناقي وظللت اربت علي ظهرها حتي تهدئ وفي النهايه كفت ع البكاء ونامت في عناقي ،،نامت كطفله صغيره وذكرتني كيف كنت اوي بها الي الفراش ليلاً عندما كانت في السادسه من عمرها وتجعلني اتاكد انه ليس هنالك وحش في الخزانه او اسفل الفراش ،،كيف كنت اطبع قبله اخويه علي جبهتها عندما تغفو ثم اذهب الي منزلي.
‎لم تحدثني بعدها منذ ان ارتمت في عناقي ،، ليس لسبب معين كما قالت انما هي فقط مشغوله في الدراسه لامتحاناتها حتي تلتحق بكلية الحقوق كي تصبح مثلي كان هذا ما تفعله منذ الصغر تري انني قدوه لتحذو حذوي ،، انها نسختي المؤنثه التي ربيتها بنفسي انها طفلتي وعشيقتي ،، لكنها لا تشعر ولن تشعر بي.

Mercy حيث تعيش القصص. اكتشف الآن