الفصل ٢ (ورود وجبروت)

67 8 6
                                    


عندما دخلت ولاء صباح اليوم التالي لصفها وحيت أطفال صفها، استقبلتها باقة أنيقة من الورد الأبيض والزهري على طاولتها

لم تبد كوردة من تلك الورود التي تعود الصغار على إهدائها إياها في المناسبات؛ لذلك شعرت بالغرابة وهي تمد يدها نحوها، وكعادة الصغار

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لم تبد كوردة من تلك الورود التي تعود الصغار على إهدائها إياها في المناسبات؛ لذلك شعرت بالغرابة وهي تمد يدها نحوها، وكعادة الصغار.. تبرعوا بإجابتها إجابة جماعية قبل سؤالها (إنها من طلال)
فالتفت إليه باسمة:
- صباح الخير طلال .. ما مناسبة هذه الورود الجميلة؟
- إنها هدية لك من أمي.
ضمت ولاء الصغير إلى صدرها وشكرته:
- شكرًا لك صغيري، لم يكن هناك داعٍ لها.. لابد أنها كلفت والدتك الكثير.
- خالي وليد هو من دفع؛ أخذني وأمي إلى محل الأزهار، ولقد غضبت منه والدتي لأنه لم يشتري الورود الصفراء التي انتقتها لك وأمر بتنسيق هذه الباقة بدلا منها.

" وليد اشترى هذه الباقة؟ إذن؟ هل عرفها؟ أم هي مجرد طريقة لقول شكرًا وآسف؟ آسف؟ آسف على ماذا أو ماذا؟" وقبل أن تستطرد في أفكارها أنقذها نعيق الجرس آمرًا إياها أن تصرف كامل انتباهها للدرس..

(ولأنني معلمة متمكنة.. أستطيع ترك متاع ولاء الشخصي خارج الصف.. لأتسلح بعدتي كمعلمة داخله)
هكذا اقنعت ولاء نفسها وبقيت في منأى عن خطر الذكريات حتى نهاية اليوم الدراسي، حيث أصرت على إكمال تصحيحها والتحضير لدروس الغد قبل خروجها من المدرسة.
وحين عادت إلى الصف لتتأكد من عدم وجود أي من الأطفال وانصرافهم جميعًا، جلست على حافة طاولتها تتأمل باقة الورود الرائعة، لفت انتباهها وجود ظرف صغير موجه إليها بخط طلال، ابتسمت بحنو وهي تفكر في إبداع هذا الولد وتعلقه بها، فهو دومًا يغمرها برسائل حبه لها حتى أثناء شرح الدروس.

التقطت الظرف وفتحته لتذوي الابتسامة وتجف فوق شفاهها، فهذا الخط المنمق فوق الورق يستحيل أن يكون خط طلال .. يستحيل أن يكون خط طفل ذي ثماني سنوات أصلا، وهي ليست موجهة من أمه، فشخص واحد فقط يجرؤ على كتابة ( أصبحت جميلة كالغزال .. لكني أتساءل أما تزال شراسة اللبوة في داخلك؟)

طوت الورقة بشدة وجعدتها بين راحتيها، والدموع تتجمع في مقلتيها، لقد عرفها إذن..
لابد أنه كان يعرفها منذ البداية، فلم يتسن له البارحة من الوقت والمكان ما يكفيه لتجديد رؤيتها، لكن ما مضى قد مضى، ولا مجال لعودته، ولا مجال لافساح المجال مرة أخرى، فقبل خمس سنوات كانت تحبه من كل قلبها، أما الآن فقد أجادت كراهيته بذات القوة، فأناني مثله لا يستحق حلو عواطفها.

لا رأفة في الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن