ربما لم يكون ذلك الخطأ الاول الذي ارتكتبه بتلك الحياة ، ولكنه بالتأكيد الأسوء ، ظننتك غيرهم فما رأيتك منك سوى انك نظيرهم بل اسوأهم .
اللعنة على ذاك القلب الذي تشبث بك و عشقك حد النخاغ ، اللعنة على ذاك العقل الذي توقف عن عمله منذ رؤياك اول مرة ،اللعنة على ذاك الحظ العسير الذي وضعك امامي لكي تبدأ في حطامي .
لم اذنبك في حقك بشئ و رغم ذلك لم تدع في نفسك من سوء الا و فعلته بي .
اتذكر الى الأن حينما التقيت بك اول مرة حينها كنت انا زهرة تلك الفتاة الفائقة في دراستها ،و الجادة مع كل من حولي لا اعرف شئ عن المزاح الى ان اتيت انت ذاك المعيد الذي انتقل حديثاً الى الجامعة لتغير كل هذا دون عناء ،كنت اراك مختلفاً عنهم سواء في تعاملك مع زملائك ،او مع طلابك احترامك للجميع تقبلك لوجهة النظر الاخرى بالاضافة الى اخلاقك و التي شهدتها الجامعة بأجمعها .
سعيت دائما كي اكون تلك المختلفة عن الجميع اصبحت ابحث و اجتهد اكثر كي اناقشك و افوز بشرف الحديث معك و لو لحظات حتى اشتهرت بين الجميع بمساجلاتي معك بل اصبح الجميع ينتظر تلك المساجلات ،كانت تغمرني الفرحة حينما تمدح ذكائي .
اقترب انتهاء العام الدراسي ولم يحدث جديد و ان كنت اشعر بإعجابك المتبادل معي ،و لكني طردت تلك الفكرة من رأسي خوفاً من تصديقها فاصبح بعدها نادمة ، بدأت امتحاناتي و اصبحت لم أراك كثيرا مما جعلني اصاب بالضجر من هذا الا ان اتى ذاك اليوم الذي اخبرتني فيه انك ترغب مقابلة والدي لأمر هام ،حينها دون تعلم جعلتني اشعر بوغزة في قلبي فأجبتك بإبتسامة باهته انني اعيش وحدي وان كنت تود التحدث مع أحد فبإمكانك التحدث معي حينها تركتني وغادرت بعد ان القيت التحية باحترام دائما ما يتناسب معك ، بادلتك التحية بإبتسامة لم تجدي نفعها وغادرت ايضا ،جاهدت كي اظهر عدم اهتمامي بذلك الامر التي وددت محادثة فيه ولكني فشلت فى ذلك ، وضعت ظنون ونفيتها سريعاً قائلة لنفسي "كُفي عن الاوهام فانت لم تكوني له شيئاً سوى طالبته الفائقة ".
تبقى يوم واحد فقط في الامتحانات و في تلك الفترة لم اشاهدك قط مما جعلني اشعر بالخيبة .
انهيت آخر امتحان لي و كعادتي حاولت البحث عنك ولكن محاولتي بائت بالفشل .
خرجت من الجامعة و قد انعدم الأمل بداخلي ان القاك ولكن صوتك احيا ذاك الأمل من جديد ،التفت اليك و حينما طلبت اصطحابي معك دقت طبول قلبي معلنة عن سعادتها قبل أن يتفوه فمي بالموافقة .
اصطحبتني الى ذلك المكان الذي رأيت فيه الشئ و نقيضه ،ذاك المكان الذي اذقتني فيه لذة الحب و مراره ، نظرت الى تلك الحديقة التي اخذتني اليها و بالاخص الى ذلك المكان التي تمتلئ به الزهور التفتت الي قائلا بنبرة ثابتة "بالطبع انت لا تعلمين لماذا اتيت بكِ الى هنا ".
هززتُ رأسي نافية و انا اشعر بقلبي يخفق ،ابتسمت لي ابتسامة عذبة جعلت قلبي ينبض بصورة غير منتظمة قائلا "انظري إلى تلك الأزهار "
نظرتُ الى حيث تشير بعينيك فأكملت انت "كم هى جميلة ! ".
هززت رأسي اوافقك على رأيك حينها زادت ابتسامتك و كشفت عن اسنانك البيضاء قائلا "مثلك ".
خفق قلبي اكثر ولم استطع تصديق ما قولته حاولت طرد تلك الكلمة فبرغم بساطتها الا انها اثارت ثورة بداخلي ولكنك اكملت "تعلمين يا زهرة كيف تزرع الزهرة ".
بدأت اعبث في اصابعي و كنت سأتحدث لكنك قاطعني بقولك "دعيني اخبرك انا نأتي ببذرة الزهرة ثم زرعها في الارض و نسقيها و مع الاعتناء بها ستزدهر اليس كذلك ".
اجبتك حينها بتردد "نعم ".
فألقيتني بأولى صدمة حينما اخبرتني "كذلك اصبح حالي مع يا زهرة فقد زرعتِ بقلبي نبته حبك و ها انا احاول جاهدا الاعتناء بها ولكني احتاج مساعدتك كي تزدهر تلك الزهرة فهل تقبليني مساعدتي " .
لم استطع حينها الرد بل لم استطع تصديق ماذا يحدث ، اكملت انت حينها بعدما وضعت يدك في جيبك مخرجاً تلك العلبة الصغيرة ذات اللون الازرق فاتحاً اياها "هل تقبلين ان اكون عائلتك بأكملها ، هل تقبلين ان اكون ونيسك ، و انتزعك من تلك الوحدة ،هل تقبلين ان اكون شريكك الى مدى الحياة".
فقدت حاسة النطق حينها رغم ان قلبي كان يبدي العكس فقد كان لا يهدأ من شدة فرحه ،ادمعت عيناي فرحاً ، تمنيت لو كنت استطيع ان اجعل الوقت يقف عندها ، اخرجت صوتي بالكاد قائلة بصوت خافت "اقبل بك ساهر ".
ابتسمت تلك الابتسامة الساحرة بالنسبة لي و قدمت لي الخاتم كي ارتديه بنفسي ،فلم استغرب ذلك منك فقد كُنتُ على علم بأنك تتمسك بمبادئ الدين وهذا ما جعلني اطمأن اليك اكثر فربما هذا يجعلك تعاملني معاملة حسنة .
مر الوقت وتلاشت بيننا المسافات في لحظة ، اصبحنا روح واحدة تسكن جسدان ، علمتني الكثير و استفدتُ منك الكثير ، علمتني كيف يكون الحب حينما اخبرتني بقصة حب رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)و السيدة خديجة رضي الله عنها حينما قال عنها "إني رُزقت حبها " ( رواه البخاري ) علمتني كيف يكون الوفاء حينما توفت السيدة خديجة فلن. ينساها رسولنا الكريم بل كان حينما يذبح الذبائح فيوزع على صاحبات خديجة فاذا سُأْل عن ذلك قال "إني لأحب حبيبها " (صحيح مسلم ) لازلت استمع إلى صوتك و انت تقصص علي تلك القصة ، لِمَ فعلت بي هكذا ساهر ؟لِمَ جعلت من قلبي جمرة تحرق كل من اقترب منها ، جمرة تحرق حتى من هو منها ، لِمَ جعلتني وردة ذابلة بعد أن وعدتني بالاعتناء بي .
مازلت أتذكر تلك التغيرات التي بدت عليك في الأونة الأخيرة حيث ترك الصلاة ، و اهمالي ، مرافقة اصدقاء السوء ، وغيرهم لم اعرفهم .
كان قلبي يشعر بالخوف مما اصبت به ، وازداد قلقي اكثر حينما طلبت مقابلتي بنبرة جادة لا تبشر بالخير ، و برغم ما كنت اشعر به الا انني حاولت طرد تلك الفكرة السيئة التي راودتني حينها و ذهبت الي ذلك المكان الذي شهد بداية تلك النبته بعدما ارتديت اجمل ما لدي ، ذهبت ولم اعرف ان تلك ستكون لحظة اقتلاع النبته بل تلك لحظة اذبلالي انا .
التقيت بك فقابلتني بوجه جامد خالي من اي مشاعر ،مما جعلني اصاب بقلق ازدته انت بقولك "بالتأكد تودين معرفة لماذا اتيت بك إلى هنا "
امأت برأسي لك حينها اردفت ببرود "اود ان اخبرك بشئ يعني لعلاقتنا سويا "..
"ساهر كُف عن اللعب بأعصابي و اخبرني ماذا تود القول " اخبرتك بذلك حينما شعرت بتلف اعصابي امام التبلد الذي اصابك حينها .
اجبت انت بقسوة لم اعهدها منك من قبل "كما تحبين عزيزتي ، انا قررت اليوم انهاء تلك المهزلة التي بيننا "
"عن اي مهزلة تتحدث ؟" اخبرتك بعدم فهم .
فألجمتني انت حينما اخرجت تلك الدبلة من إصبعك رافعاً ايها امامي نصب اعيوني قائلا بصوت جهوري "تلك المهزلة المقيدة بها ،انا اليوم لقد قررت التحرر منها من تلك العلاقة السخيفة التي تجمعنا زهرة "
أنت تقرأ
مش نفس الحكاية
Short Story"انا الزهرة التي عصفت بها رياحك ، انا الزهرة التي اذبلتها دناءتك " تلك هى الكلمات التي اعترفت بها لنفسها . "انا الرضيع الذي افتقد امه بإفتقادك ، انا من اظلمت حياته بعد فراقك " تلك الكلمات رددها هو في غيابها . مين قال ان الحكاية دايما واحدة ؟ مش ي...