حينها عم الصمت للحظات قبل أن تدوي مني ضحكة عالية اثر تلك الصدمة التي اعتلتني ظللت اضحك للحظات حتى ان ادمعت عيناي من كثرة الضحك حاولت اتوقف عن الضحك قائلة "يلا سخافتك ساهر ما هذه المزحة ! الم اخبرك من قبل ان تكُف عن تلك الحيل السخيفة ؟".
"ولكنها ليست مزحة "كنت احاول على ابقاء زهرتنا بخير رغم كل ما حدث ،كنت اتمنى لو انك اخبرتني ان تلك مجرد مزحة ولكنك صفعتني حينما أكدت لي انها الحقيقة .
اصبحت غير قادرة على تصديق ما تفوهت به ،صرختُ بك "ساهر كُف عن هذا المزاح فانا لا استطيع التحمل اكثر "كنت اشعر بقلبي يحترق اكملت اليك بتوسل و قد انسابت الدموع من عيني "ارجوك يا ساهر كُف عن هذا المزاح "انتظرت ان يرق قلبك و تتراجع عما تفعله بي ولكن هيهات قد اصبح قلبك ارض غير صالحة للاعتناء بزهرتنا ،لم تكتفي حينها بذلك بل اجبتني ببرود يتنافى مع عاصفتي "قولتُ لكِ انني لم امزح فانا قد مللتك "
"كيف و انت تحبني ؟ اخبرتني اننا سنظل سوياً" صِحتُ بك غير مصدقة ما تقوله حاولت ان اعاود الهدوء ثانية راجية منك ان تتراجع عن ذلك قائلة بصوت مختنق "ارجوك لا تفعل بي هكذا فانا احبك "
"حب !!ماذا سأحصد انا من ذلك الحب فانت فتاة بلا أموال بلا نفوذ "ثم نظرت لي بسخرية مشدداً على كل حرف "و بلا عائلة ايضاً فلماذا اذن احبك ".
كانت كلماتك اشبه بصفعات تطلقها على وجنتي ، شعرت بقلبي الذي قتلته و الذي لازال يحاول التماس العذر لك اخرجت صوت اجمعت به ما تبقى من روح "لماذا فعلت بي هكذا اذن ؟ "
اشرت لي بعينك ثانية تجاه تلك الزهور والتي شهدت ذكرياتنا ولكن قد اختلف شكلها هى الاخرى فأصبحت جميعها ذابلة "اخبرتك من قبل بجمال تلك الزهور ،انظري اليوم اليها اصبحت جميعها ذابلة لاحياة فيها ولا قيمة لها هكذا حال معكِ فانتِ الفتاة التي عجز الجميع عن نيلها وانا اكون ذاك المعيد الوسيم الذي اوقعها في غرامه دون عناء ".
ألمتني كثيرا ساهر جعلت قلبي ينزف بشدة ،جعلته يصرخ كرضيع فقد مأمنه ،ولكنك لم تبالي بذلك ايضاً و اكملت و انت تشعل سيجارة تلك العادة التي طرأت عليك حديثاً انفثت الدخان مكملا بثقة "انا الأن سأذهب و سأكمل حياتي و سأتركك تحصدين ذكرياتنا سوياً عسى ان تنفعك في إكمال حياتك بعدي "
ليتني استطيع ان اكرهك ساهر ،اللعنة عليك فقدت استحوزت على قلبي لدرجة انه مازال يشفع لك و يرفض تصديق ما فعلته بي ، رحلت عن منزلي لعلي انساك ، هجرت كل مكان اجتمعنا به ، كرهت كل شئ اشتركنا فيه ،و رغم كل هذا مازلت أحبك ، ماذا فعلت بي كي اعشقك إلى هذا الحد .
مرت سنوات على فراقنا ولازلت لا تفارق خيالي برغم الشجاعة الذي اخبرتك بها في نهاية آخر لقاء لنا انني سأكمل حياتي انا ايضا ولن اهتم بتلك الذكريات السخيفة التي جمعتني بك لكنني الى الأن عجزت عن اهمال تلك الذكريات ، كنت اظن ان تلك الذكريات لن تعني لي شيئاً حينما كنا سوياً ولكنك أخبرتني بأن تلك الذكريات ستكون حصن حبنا المنيع ،ادركت الأن فقط انك على صواب لذا لن اهرب من تلك الذكريات ثانية بل سأحاول اجماعها وابحث عن الضائع منها ،صدقت ساهر حينما أخبرتني ببرود تام أنني سأعيش على تلك الذكريات فقد انتصر ذلك القلب الجريح على ذاك العقل العنيد الذي حاول إنكار تلك الحقيقة لسنوات .اليوم قد ذهبت إلى ذلك المكان الذي شهد جميع ذكرياتنا الجميلة ، و السيئة ايضاً تلك الحديقة التي زرعنا بها زهرة حبنا و ايضا ذلك المكان الذي اقتلعت فيه تلك الزهرة ، ولكنك فاجئتني كعادتك ، فقد رأيتك بل رأيت عائلتك بأكملها ذلك الفتى الوسيم الذي اكتسب خضرة عينيك ،اعتقد انه سيشابهك حينما يصبح شاباً ،اتمنى ان لا يأخذ اخلاقك وان لا تكون له ضحاياه مثلك ، كان يلعب مع تلك الطفلة ،أخبرتني يوما انها ستشابهني ولكن ما أراه الأن ان لا يوجد تشابه بيننا فتلك الطفلة ارى فيها الكثير من والدتها و التي تتأبط الان في زراعك الأن لتعلن أمام الجميع انك حقها وحدها ، و تحمل ذاك الرضيع الذي لم استطع تمييز هويته ، قد كان اتفاقنا على اثنين ولكن يبدوا انك خالفت ذلك الاتفاق ايضاً .
ها انت قد وفيت بوعدك و اكملت عائلتك ،و ها انا لم افلح فيما اخبرتك به و اتيت احصد ذكرياتنا الضائعة .
خططتُ آخر كلمات لي في مذكرتي ، تلك التي اخبرتني اننا سنتشارك فيها ذكرياتنا سويا ، ها انا اجمع ذكرياتنا وحدي "اطفأتُ النور الذي اشعلته داخلي ، فجاهدت انا على اعادته فحينما أفلحت في ذلك أتيت انت لتطفأه ثانية ،لأجد نفسي اصبحت في ظلمة لا نور لها ،ولأصبح انا الزهرة التي عصفت بها رياحك ، انا الزهرة التي اذبلتها دناءتك ".
---------------------------------------------------------
لم اكن اود ان نصل إلى تلك النقطة عزيزتي ،شعرت بوخزة تصيب قلبي حين رأياكِ محتمية خلف الشجرة تشاهدي عائلتي ...اتظنين انني لم اشعر بكل ؟ اتظنين انني لم أرى تلك الدمعة التي سقطت حين قررتي ان تكتفي بما رأيتيه ؟ ،كم تمنيت و ان امسح تلك الدمعة التي تسربت منك ولانني عجزت عن فعل ذلك ،مثلما عجزت سابقا عن حماية حبنا فاضطررت ان انسحب قبل ان اراكِ تتعذبين معي .
ظننت أن ذلك هو الحل الامثل لنا ، فمنذ ان علمت بإصابتي بمرض في قلبي ،و ان هذا المرض لن تتعدى نسبة شفاءه الخمسة في المئة ،خشيت حينها ان اخبرك فتعانين معي وبعدي حينما اموت ، خشيت ان تتبدل نظرة الحب التي دائما ما تلمع في عينيك لي إلى نظرة شفقة .
لذا اخذت القرار دون الرجوع اليك يقيناً بداخلي ان هذا فقط لأجلك ، قررت مواجهة ذاك المرض وحدي ،وقبل ان افعل ذلك كان لابد أن اجعلك تكرهينني ، كنت اعلم ان ذلك الشئ سيكون صعباً ولكنني عزمت على ان اجتازه ، صورتُ لكِ انني قد تراجعت اخلاقي ، اصبحت ارافق مَنْ لا يستحقون ذلك ، قمت بكل شئ يجعلك تكرهينني ولكنك رغم كل هذا لم تتركيني ، لذا حسمت امري على تدمير كل شئ يجعلك تحبينتي ،طلبت ملاقاتك في ذلك المكان الذي شهد مراحل نمو ذلك الحب ليشهد تدميره ايضاً ، حاولت بالكاد اظهر لكِ انك لا تعنين شئ بالنسبة لي ، وحينما شعرت ان أمري سينكشف لكِ قمت ببث طلقاتي السامة في قلبك كي لا تلاحظي خلل تعبيرات وجهي ، حطمت قلبك الصغير وقضيت على تلك الزهرة التي اذابتنا بجمالها ولم ننتبه لأشواكها الحادة التي لن تقتلع الا بدماء كلانا .
التهيت فيما كنت اخطط له من دمار لنا ، وتغافلت عن رحمة الله بنا ، فبرغم سوء حالتي الا ان الله قد اراد ان يشفيني ،وبعدما كنت انتظر الموت لأحيا بِتُ احيا لأموت .
عدتُ إليكِ آملاً ان يسامحني قلبك الصغير عما بدر مني في حقه ، ولكني ادركتُ انني قد تأخرت ، فقد اخبرني أحدهم بزواجك و رحيلك ،فصدقت ذاك الغريب و كذبت غيابك عزيزتي ، وعُدت أجر ذيول خيبتي .
أنت تقرأ
مش نفس الحكاية
Short Story"انا الزهرة التي عصفت بها رياحك ، انا الزهرة التي اذبلتها دناءتك " تلك هى الكلمات التي اعترفت بها لنفسها . "انا الرضيع الذي افتقد امه بإفتقادك ، انا من اظلمت حياته بعد فراقك " تلك الكلمات رددها هو في غيابها . مين قال ان الحكاية دايما واحدة ؟ مش ي...