One shout ... 1

9 0 0
                                    

اظلمت السماء على بيت صيفي واسع نوعًا ما، هادئ تماما فلا يقطنه سوى شخص واحد كل صيف.

تايلر براين شخص هادئ الطباع وانيق البنية، شفاه ممتلئة باهتة اللون وأنف منحوت ببراعة، وبشعر أقرب للأسود منه إلى اللون الذهبي.

جلس على طرف سريره في الطابق العلوي ذا النقوش المطرَّزة بأناقة لأوراق شجر بلون أخضر هادئ ،أمسك بالساعة الصغيرة ليضبطها على الساعة الخامسة صباحًا إذ لا يزال يعاني من اضطراب في النوم وأحيانا الأرق يلازمه حتى الصباح لكنه تمكن من النوم تلك الليلة الهادئة.

انتفض جسده كاملًا مجبرا إيَّاهُ أن يفتح عينيه على أشُدِّها، عَينَيه ذات اللون الأخضر النادر والتي داخلتها الزرقة الخفيفة تعبِّر عن أبسط قدرات خالق الكون بجماله وروعته، إنقلب على جنبه الأيمن ونظر للساعة، إنها السادسة! لم يسمع رنينها أو أنها لم ترنَّ أصلًا؟!

نهض وقد قرر ألا يُطيل أكثر ويأخذ حمامًا، فتح الماء الحار واتجه إلى النافذة الصغيرة ليغلقها لكنه رأى شيئا ... بدا غريبًا، أغلق الماء وخرج ليأخذ نظرة ثانية على الساعة وكان أكيدًا من كونها السادسة صباحًا.

أسرع في فتح درج صغير في الطاولة قرب سريرة ليخرج ساعة معصمه ويتأكد بنفسه وهي بالفعل السادسة، لربما أخطأ في ضبط ساعاته فأخذ جوال آيفون خاصته ليبحث على الانترنت عن الوقت الحالي وهو السادسة أيضًا!

بدأت إشعارات جديدة تصله من الفيس بوك وتويتر وانستقرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي ومعظمها كانت عن قدوم ذلك الصباح المزعوم، وجد نفسه يندفع ناحية نافذة غرفته الكبيرة ليفتحها على مِصراعَيها ليلقي بنظرة مندهشة مصدومة ومستنكرة إلى ذلك الظلام الذي امتدَّ حتى طال كل شيئ .... لا الشمس ولا القمر يراهما!

ظلام لا تشوبه شائبة، كل ما يراه كان بسبب الضوء المنبعث من نافذته، شيئ ما قد لمحه من الأعلا هناك ... بين الأشجار، كيان مثل كيان إنسان، ظل واقفًا يُركِّز ناظِرَيه لكن لا فائدة فالظلام يغطي ملامحه

اختفى ذلك الشخص بعد أن كان يمشي بهدوء فحسب، أمسك الجوال ليتفقَّد الاشعارات حتى أنه حصل على لقطات حيَّة لبعض الاشخاص ... الشمس موجودة ودفؤها لم يفارق ضوءها، ماذا يحصل في هذا العالم بأي حال؟!

لم يستوعب شيئا مما حصل لذلك كل ما يمكنه فعله هو العودة إلى فراشه ومشاهدة الصور والمقاطع ... وأول ما كتبه هو "أين الشمس؟"!

تلقى بعض التعليقات الساخرة والأخرى مستغربة فقام بتصوير ساعته قرب النافذة والتي أظهرت صدق كلامه، استغرب الناس هذا وتفاعلوا معه مِمَّا أشعره أنَّ عليه اخبارهم بما يشعر به وما يراه ...
"لا أشعر بالأمان وبرودة الجو غريبة رغم أنه الصيف، رأيتُ شخصًا ما يمشي في الخارج لكني لم أُميِّز نوعه لشدة الظلام ... ماذا أفعل؟"

insaid darkness!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن