قبيل الشروق اتجه نحو تلك الغرفة المغقلة باحكام من يرى طريقة غلقها يظن لوهلة أنها مهجورة من سنين، بابها عتيق أسود قاتم منقوش عليه رموز غريبة الشكل باللون الأحمر فتح تلك الاقفال وتقدم للداخل غرفة تبث الرعب فالقلوب جدرانها لا تختلف كثيرا عن شكل الباب توجد أوراق بنفس الرموز فى كل مكان وفى منتصف الارضية توجد دائرة بالاحمر القاتم منقوش عليها زهرة سوداء أغلق وتابع سيره نحوها وبدأ فى القاء بعض التعاويذ استمر هكذا لفترة لا بأس بها حتى سمع طرق باب شقته اتجه للخارج وأعاد غلقها بإحكام وذهب ليرى من الطارق.
.......................قام بفتح الباب ليجد أخته زهرة تطالعه بنظرة قلقة قائلة "تليد قلقتنى عليك بقالى ربع ساعة بخبط عليك عشان تنزل تفطر معانا كنت فين"
أجابها محاولا امتصاص قلقها "مفيش داعى للقلق يا حبيبتى انا كنت باخد دش بس ومسمعتش الباب يلا بينا" امسك يدها وسحبها معه حتى ينهى الحديث هبطا معا السلم إلى الطابق السفلى ألقى التحية على ابن اخته قائلا بمرح"صباح الخير يا كنان أمال فين توأمك"
أجابه كنان بمرح يشابهه "صباح الخير يا خالو سيليا بقالنا ساعة بنصحيها ومفيش استجابة خالص سايبينلك المهمة دى"
سمعوا صوتها الناعس يأتى من خلفهم يشوبه بعض الغضب قائلة "انتو بتقولوا ايه عليا ده أنا حسى مرهف وبقوم من أقل حاجة"تابع كنان بسخرية "اه انت هتقوليلى ملاك نايم"
تدخل الأب بنبرة صارمة "صباح الخير يا ولاد يلا اقعدوا افطروا"
جلسوا حول مائدة الطعام حين يتبادلون أطراف الحديث عندما فجأة صرخ تليد فى غضب "أنا مش قولتلكوا ابعدوا عن صاحبكو زين ده ازاى يعنى مستنيينه تخرجوا معاه"
رد كنان باندهاش من غضبه "يا خالو مش شايف داعى لاننا نقطع علاقتنا بيه مش معنى انه بيدرس علم نفس ومعظم افكاره غلط انه هيأثر علينا ماتقلقش"
رد تليد بيأس وعلامات القلق لم تفارق وجهه" أنا حذرتكوا كتير ومفيش فايدة ياريت تخلوا بالكو من نفسكو ولو حصل حاجة غريبة منه ماتترددوش تقولولى"
أجابه التوأم باستسلام بالمواقفة ليريحوه وتدخلت أيضا زهرة لتخفف عنه القلق وأنهم يعتمد عليهم ولم يعودوا صغار ولم يظهر الأب اى علامة مبالاة ،أنهوا الفطور وذهب أباهم أمجد إلى عمله مع تليد فالإثنان يعملان كمصصمين فى شركة كبيرة كما يتميز تليد بموهبته الفائقة فى الرسم ، وسارا التوأمين على نهجهم حيث التحقا بكلية الفنون التطبيقية وهما فى السنة الأخيرة منها وعندما خرجوا أمام البناية كان زين يقف منتظرا التوأمين جدحه تليد بنظرة سوداوية بينما رمقه زين بتحدى وعندها هبطا التوأمان فتحولت نظرات زين إلى لامبالاة ، ودعا تليد وأمجد وذهبا برفقة زين فى سيارته.التفت كنان ناحية زين وعلامات التساؤل على وجهه قائلا "مودينا على فين بقى يا عم"
رد زين وعلامات الثقة تحتل وجهه "انت نسيت التحدى ولا ايه موديكوا المكان اللى هثبتلكوا فيه صحة كلامى"
سيليا بنبرة مختنقة "انت لسة مصر على الأوهام اللى فى دماغك دى"
جاهد كنان فى اخفاء قلقه من نبرة صديقة الواثقة قائلا بلامبالاة "سيبيه يا سيليا هيبقى شكله وحش فالأخر"
لم ينبث زين بحرف واحد وابتسامة الثقة تعلو ثغره واستمر بالسير حتى وصل إلى ذاك المتحف القديم.
كنان بسخرية رافعا يده "لا اتصدق أبهرتنى جايبنى متحف ميت من سبعتلاف سنة"
التزم زين الصمت وأشار اليهما أن يتبعاه ، قام كنان بالقبض على يد أخته لطمأنتها ، كانت سيليا تشعر بخوف من هذا المكان لا تعلم سببه أراحها صوت كنان الساخر عندما وصلا إلى المكان المراد به داخل المتحف قائلا "وعامل واثق اوى لدرجة انى بدأت أخاف تعالى يا سيليا يا حبييتى شوفى جايبنا ده كله يورينا ايه"
ارتسمت ابتسامة مجهولة على ثغر زين بينما تقدمت سيليا وهى تتنهد بأريحية نتيجة لكلام كنان لترى ما لم يكن بالحسبان فجأة شهقت بفزع واضعة يديها على قلبها جحظت عيناها وهى ترى المنقوش أمامها دارت الكثير من الافكار برأسها جعلت تتراجع للوراء خطوة بخطوة فى النهاية وضعت كلتا يديها على أذنيها مغمضة العينين جاهدة فى نفض تلك الافكار عنها ولكن فى النهاية سقطت مغشيا عليها وابتسامة الانتصار الخفيه لم تفارق زين.
أنت تقرأ
The Deadly rose
Horrorتلك اللحظة حين ندرك أننا وقعنا ضحايا أخطائهم فى الماضى لا أحد يختار قدره، عائلته التى هى جزء من مصيره، وذاك الوشم الذى اختارك لتصحيح ذاك الخطأ الذى اقترفوه،، ليس أمامك إلا النجاح وإتمام مهمتك وإلا فلك الهلاك لا محالة.