حل صباح جديد على الفتيات الأربعة ، اقتربت ليلى من نور و سلمى و هي معقدة حواجبها قالت باستغراب : " غريب أين المثقفة ليس من عادتها التأخر على المدرسة ؟" اجابت نور :"لا أعلم أنا قلقة عليها ما رأيكما ان نذهب بعد المدرسة إلى بيتها " ، اردفت سلمى :"لا نستطيع نحن ان تأخرنا دقيقة واحدة على البيت سنتلقى تعذيبا شديدا " صمتوا لدقائق حتى قالت ليلى بحماس : " وجدتها ! سأجعل خالد يذهب إليها و يكلمها من النافذة "، ردت سلمى " اليوم اكتشفت أن غباءك يشمل كل المواضيع ليس فقط موضوعك انت و خالد "، صرخت ليلى :"لست غبية إنها فكرة جيدة " اجابت نور :"نحن نريد معرفة اخبارها يا عزيزتي ليلى ليس ان نسمع خبر موتها على يد السيد حسن " فكرت ليلى مليا و قالت : " حسنا ، لننتظرها حتى تأتي هي " . فى مقهى القرية حيث تجتمع فيه كل رجال القرية جلس السيد حسن يشرب الشاي حتى سمع رجلا يقول بصوت مرتفع :"كل بنات القرية تزوجن لم يبقى إلا ثلاثة فقط و بنت مختار القرية بينهن لا بد أن لها عيب " عقد السيد حسن حاجبيه و ووقف غاضبا ثم جذب ذلك الرجل من ياقته و قال : " هل تعلم عن من تتحدث أنا مختار القرية هنا " ، أسقط الرجل على الأرض بقوة ثم اردف بصوت مرتفع : " و بالمناسبة الفتاة ستتزوج بعد ثلاثة اسابيع من الآن و الحاضر منكم يعلم الغائب " خرج من القهوة بينما قال والد سلمى لوالد ليلى :"و انت يا رجل ألم يحن وقت زواج ابنتك لقد اصبحت بعمر الخامسة عشر " ، نظر له والد ليلى و رد :"لم يطلبها أحد الى الآن أتعرف رجلا مناسبا ؟؟"، اردف والد سلمى " لا أعرف ، صحبح لا تنسى حضور الزواج الذي سيكون يوم الخميس ". دخل السيد حسن بيته غاضبا ثم فتح باب الغرفة و جذب شعر ابنته و صرخ :"هل اعجبك الآن ؟؟ سيرتي و سيرتك اصبحت على كل لسان يا حقيرة هل تعرفين رجلا يا عاهرة قولي " نظرت له ثم جذبت نفسها منه يشراسة و صاحت :" إلا شرفي يا سيد حسن ، لن أسمح لك ان تطعن بشرفي لا انت و لا غيرك و زواج لن اتزوج " صفعها بقوة و اردف : " ستتزوجين يا ابنة سامية من حازم افهمتي " همست و هي تقترب بوجهها منه و قالت : " ستندم يا سيد حسن ". اقتربت منه بهدوء و صرخت في أذنه :"خالد " ارتعب ثم نظر اليها و جذبها من يدها و هي تضحك بشدة قال هو : "كدت ان اصاب بسكتة قلبية " نظرت له بعينيها الزرقاوتين و قالت : " يبعد عنك كل الشر يا حبيبي " ارتفع حاجبيه و قال : " من أين لك كل هذه الحنية " ضربت صدره بلوم و ردت : " سامحك الله ، انا منبع الحنان يا عيني " نظر لها مليا ثم نطق :"هل سامحتني " تنهدت ليلى :" سامحتك و لكن ليكن بمعلومك والدي سيزوجني في اقرب وقت لذا عليك ان تتحرك يا خالد " مسكها من خصرها و قال : " لدي حل سيجعلنا نحن الإثنان مع بعض دائما ووالدك لن يفعل شيء بخصوص زواجك " أشارت برأسها بمعنى ما هو الحل ؟؟ ثم تابع كلامه :" تسلمين نفسك لي و بعدها والدك لن يزوجك لأنه يعرف بأنك ملكي " ابتعدت عنه بسرعة و هي مفتحة عينيها من شدة الصدمة :"هل تريدني ان اسلمك نفسي ، وماذا ان تخليت عني ها ؟ ماذا سيحدث بي انا " صرخ قائلا :"حسنا ، لنظل هكذا انت عند والدك و زوجته الظالمة و انا سأتزوج امرأة " صاحت به : " كن رجلا و افعلها يا خالد ، و لأقسم لك بأن اقتلك بيدي " ، اردف هو :" انت لا تحبينني يا ليلى ان كنت تحبينني بصدق لفعلت كل شيء من اجلي و لنكن صريحين الطلب الذي طلبته لمصلحتنا نحن الإثنين " عقدت يدها و اقتربت منه :" حسنا و لما نصعب الأمر لدي حل سهل و بسيط اطلب يدي من والدي و كن أكيدا بأن والدي سيوافق " مرر يديه على شعره الأحمر و قال : " لست جاهزا اسمعي انا اريد ان نخرج من هذه القرية نذهب للعاصمة و بعدها نفتح محلا خاصا بنا لكن والدي لن يوافق لذا انا مضطر لأجمع القرش فوق القرش " رجع للوراء و تابع :" فكري جيدا بالموضوع " . كانت تنظر لغروب الشمس من نافذة غرفتها و هي تفكر مالذي ستفعله زواجها بعد ثلاث أسابيع سمعت السيد حسن يقول لسامية ذلك اه يا إلهي انا احتاج لمعجزة نهظت بسرعة و هي تجول الغرفة الصغيرة لن اسمح لهذا بالحدوث لكن أين المفر بنات القرية كلهن تزوجن بهذه الطريقة لكن انا لا ، هل ستغيرين قدرك ؟؟ و هل قدري هكذا يجب علي المحاولة لن اخسر شيئا توقفت امام مرآة الخزانة و نظرت لنفسها العلامات الزرقاء تحيط عينيها العسليتان و فمها مجروح معصمها يؤلمها بشدة و خدها أحمر ، هل هذه انا ؟؟ نزلت دمعة ساخنة على خدها و سقطت على الأرض كانت ستسقط واحدة اخرى لكنها مسحتها بسرعة توليب لن تخسر عند أول عقبة ابتسمت بسخرية رغم الألم الذي في فمها حياتي كلها اصلا عقبات . بعد مرور ثلاثة أيام ، كانت جالسة في كرسي تنظر ليدها المليئة بخواتم من الذهب سمعت أشخاصاً يدخلون الغرفة رفعت نظرها ووجدت ليلى و نور اقتربا بسرعة منها بينما سارعت باحتضانهما و هي تبكي ابتعدت ليلى عن حضنها و قالت : " لا تبكي سيفسد كحلك الآن " اردفت سلمى : " حسنا اين توليب " ردت ليلى :" يقال ان عرسها بعد ثلاث أسابيع " وضعت سلمى يدها على فمها و قالت : " فعلها السيد حسن يا حسرتاه لذلك لم تأتي للمدرسة لابد ان المختار ضربها " اجابت ليلى : " المهم مبارك عليك و مبارك على نور التي عرسها بعد اسبوع " انزلت نور عينيها تحدق للأرض ثم خرجت من الغرفة . بعد الانتهاء من العرس رحلت سلمى لمنزل مروان جلست في السرير تلعب بفستانها الأبيض حتى دخل مروان بكرشه و صلعته نظرت له بخوف و اشمئزاز ثم نهضت بسرعة و قالت : " لا تفكر بلمسي " جذبها بسوة ثم اسقطها على السرير بقوة و صفعها .
كبرت يا أمي لم اعد تلك الطفلة التي كان كل همها لعبتها ، اصبحت الآن امرأة تعرف معنى الحياة بحزنها و سعادتها في حلوها و مرها
ابكي يا امي و دموعي في وسادتي تأبى الوقوف
أنت تقرأ
هزمتيني يا امرأة
Romanceلو اخبرني احد انني سأهزم من طرف امرأة متوهجة مثلك لضحكت كثيرا من ذلك لكن القدر شاء ان التقي بك يا امرأة هزمتني بنظرة منها