البارت السابع

589 79 14
                                    

حل صباح جديد على الفتيات الأربعة ، اقتربت ليلى من نور و سلمى و هي معقدة حواجبها قالت باستغراب : " غريب أين المثقفة ليس من عادتها التأخر على المدرسة ؟" اجابت نور :"لا أعلم أنا قلقة عليها ما رأيكما ان نذهب بعد المدرسة إلى بيتها " ، اردفت سلمى :"لا نستطيع نحن ان تأخرنا دقيقة واحدة على البيت سنتلقى تعذيبا شديدا " صمتوا لدقائق حتى قالت ليلى بحماس : " وجدتها ! سأجعل خالد يذهب إليها و يكلمها من النافذة "، ردت سلمى " اليوم اكتشفت أن غباءك يشمل كل المواضيع ليس فقط موضوعك انت و خالد "، صرخت ليلى :"لست غبية إنها فكرة جيدة " اجابت نور :"نحن نريد معرفة اخبارها يا عزيزتي ليلى ليس ان نسمع خبر موتها على يد السيد حسن " فكرت ليلى مليا و قالت : " حسنا ، لننتظرها حتى تأتي هي " . فى مقهى القرية حيث تجتمع فيه كل رجال القرية جلس السيد حسن يشرب الشاي حتى سمع رجلا يقول بصوت مرتفع :"كل بنات القرية تزوجن لم يبقى إلا ثلاثة فقط و بنت مختار القرية بينهن لا بد أن لها عيب " عقد السيد حسن حاجبيه و  ووقف غاضبا ثم جذب ذلك الرجل من ياقته و قال : " هل تعلم عن من تتحدث أنا مختار القرية هنا " ، أسقط الرجل على الأرض بقوة ثم اردف بصوت مرتفع : " و بالمناسبة الفتاة ستتزوج بعد ثلاثة اسابيع من الآن و الحاضر منكم يعلم الغائب " خرج من القهوة بينما قال والد سلمى لوالد ليلى :"و انت يا رجل ألم يحن وقت زواج ابنتك لقد اصبحت بعمر الخامسة عشر " ، نظر له والد ليلى و رد :"لم يطلبها أحد الى الآن  أتعرف رجلا  مناسبا ؟؟"، اردف والد سلمى " لا أعرف ، صحبح لا تنسى حضور الزواج الذي سيكون يوم الخميس ". دخل السيد حسن بيته غاضبا ثم فتح باب الغرفة و جذب شعر ابنته و صرخ :"هل اعجبك الآن ؟؟ سيرتي و سيرتك اصبحت على كل لسان يا حقيرة هل تعرفين رجلا يا عاهرة قولي " نظرت له ثم جذبت نفسها منه يشراسة و صاحت :" إلا شرفي يا سيد حسن  ، لن أسمح لك ان تطعن بشرفي لا انت و لا غيرك و زواج لن اتزوج " صفعها بقوة و اردف : " ستتزوجين يا ابنة سامية من حازم افهمتي " همست و هي تقترب بوجهها منه و قالت : " ستندم يا سيد حسن ".  اقتربت منه  بهدوء و صرخت في أذنه :"خالد " ارتعب ثم نظر اليها و جذبها من يدها و هي تضحك بشدة قال هو : "كدت ان اصاب بسكتة قلبية " نظرت له بعينيها الزرقاوتين و قالت : " يبعد عنك كل الشر يا حبيبي " ارتفع حاجبيه و قال : " من أين لك كل هذه الحنية " ضربت صدره بلوم و ردت : " سامحك الله ، انا منبع الحنان يا عيني " نظر لها مليا ثم نطق :"هل سامحتني " تنهدت ليلى :" سامحتك و لكن ليكن بمعلومك والدي سيزوجني في اقرب وقت لذا عليك ان تتحرك يا خالد " مسكها من خصرها و قال : " لدي حل سيجعلنا نحن الإثنان مع بعض دائما ووالدك لن يفعل شيء بخصوص زواجك " أشارت برأسها بمعنى ما هو الحل ؟؟ ثم تابع كلامه :" تسلمين نفسك لي و بعدها والدك لن يزوجك لأنه يعرف بأنك ملكي " ابتعدت عنه بسرعة و هي مفتحة عينيها من شدة الصدمة :"هل تريدني ان اسلمك نفسي ، وماذا ان تخليت عني ها ؟ ماذا سيحدث بي انا " صرخ قائلا :"حسنا ، لنظل هكذا انت عند والدك و زوجته الظالمة و انا سأتزوج امرأة " صاحت به : " كن رجلا و افعلها يا خالد ، و لأقسم لك بأن اقتلك بيدي " ، اردف هو :" انت لا تحبينني يا ليلى ان كنت تحبينني بصدق لفعلت كل شيء من اجلي و لنكن صريحين الطلب الذي طلبته لمصلحتنا نحن الإثنين " عقدت يدها و اقتربت منه :" حسنا و لما نصعب الأمر لدي حل سهل و بسيط  اطلب يدي من والدي و كن أكيدا بأن والدي سيوافق " مرر يديه على شعره الأحمر و قال : " لست جاهزا اسمعي انا اريد ان نخرج من هذه القرية نذهب للعاصمة و بعدها نفتح محلا خاصا بنا لكن والدي لن يوافق لذا انا مضطر لأجمع القرش فوق القرش "  رجع للوراء و تابع :" فكري جيدا بالموضوع " . كانت تنظر لغروب الشمس من نافذة غرفتها  و هي تفكر مالذي ستفعله زواجها بعد ثلاث أسابيع سمعت السيد حسن يقول لسامية ذلك اه يا إلهي انا احتاج لمعجزة نهظت بسرعة و هي تجول الغرفة الصغيرة لن اسمح  لهذا بالحدوث  لكن أين المفر بنات القرية كلهن تزوجن بهذه الطريقة لكن انا لا ، هل ستغيرين قدرك ؟؟ و هل قدري هكذا يجب علي المحاولة لن اخسر شيئا توقفت امام مرآة الخزانة و نظرت لنفسها العلامات الزرقاء تحيط عينيها العسليتان و فمها مجروح معصمها يؤلمها بشدة و خدها أحمر ، هل هذه انا ؟؟ نزلت دمعة ساخنة على خدها و سقطت على الأرض  كانت ستسقط واحدة اخرى لكنها مسحتها بسرعة توليب لن تخسر عند أول عقبة ابتسمت بسخرية رغم الألم الذي في فمها حياتي كلها اصلا عقبات .  بعد مرور ثلاثة أيام ، كانت جالسة في كرسي تنظر ليدها المليئة بخواتم من الذهب سمعت أشخاصاً يدخلون الغرفة رفعت نظرها ووجدت ليلى و نور اقتربا بسرعة منها بينما سارعت باحتضانهما و هي تبكي ابتعدت ليلى عن حضنها و قالت : " لا تبكي سيفسد كحلك الآن " اردفت سلمى : " حسنا اين توليب " ردت ليلى :" يقال ان عرسها بعد ثلاث أسابيع " وضعت سلمى يدها على فمها و قالت : " فعلها السيد حسن يا حسرتاه لذلك لم تأتي للمدرسة لابد ان المختار ضربها " اجابت ليلى : " المهم مبارك عليك و مبارك على نور التي عرسها بعد اسبوع " انزلت نور عينيها تحدق للأرض  ثم خرجت من الغرفة . بعد الانتهاء من العرس رحلت سلمى لمنزل مروان جلست في السرير تلعب بفستانها الأبيض حتى دخل مروان بكرشه و صلعته نظرت له بخوف و اشمئزاز ثم نهضت بسرعة و قالت : " لا تفكر بلمسي " جذبها بسوة ثم اسقطها على السرير بقوة و صفعها .
كبرت يا أمي لم اعد تلك الطفلة التي كان كل همها لعبتها ، اصبحت الآن امرأة تعرف معنى الحياة بحزنها و سعادتها في حلوها و مرها
ابكي يا امي و دموعي في وسادتي تأبى الوقوف


هزمتيني يا امرأةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن