عودة الغــائب 6 لـ منى لطفي

22K 571 11
                                    


عودة الغائب

الفصل (6)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

دلف داوود الى غرفتهما وقد قرر أنه حان الوقت لوضع النقاط على الحروف بالنسبة لزوجته العنيدة، فخطا الى الداخل راميا السلام ببرود، وكانت تجلس الى منضدة الزينة تمشط خصلاتها النحاسية عندما انتبهت الى وجوده، لتنظر الى صورته المنعكسة في المرآة خلفها وترد تحيته بهدوء، ثم وضعت فرشاتها على طاولة الزينة ونهضت قائلة:

- على ما تغيِّر خلجاتك هجهز لك العشا..

لم تكد تبتعد خطوتين حتى ناداها بحزم:

- استنيّ..

وقفت في مكانها ليتجه نحوها وهو يردف بأمر:

- أنا مش جولت لك أنك لازمن تعاملي أمي جليلة منيح؟.. كلامي ليه معيتسمعشي؟..

قطبت فتنة واستدارت تواجهه وهي تجيب باستنكار:

- وأنا كنت جللت في جيمتها في إيه؟.. جات وجعدت واخدت واجب الضيف، كنت رايد مني إيه أكتر من إكده؟..

دنا منها داوود حتى وقف أمامها ومال عليها يزرع نظراته الفحمية المشتعلة في بركتي العسل اللتان تسبح فيهما بؤبؤيها قائلا بصرامة:

- كتّر خيرك يا بت الأكابر، لمّا أمي تاجي عندي في داري وتتهان وأنتي واجفة تتفرجي، لو هي ضيفتك صوح كنتي هتطيبي بخاطرها أجلّ حاجة.. مش واجفة تتشمتي فيها!!!

عقدت فتنة جبينها بعمق مكررة باستهجان:

- أتشمّت فيها!!!!!!!!!.. هي جالت لك إكده؟..

لم تنتظر سماع جوابه بل واصلت باندفاع صائحة:

- كت رايدني أجف امعاها في صف مرات عمي؟.. وليه؟.. أنا سبج وجول تلك يا داوود.. مالهاش حدايا غير واجب الضيافة إو بس، لكن لمّن تكون مرات عمي طرف في الموضوع فلازمن كل واحد يعرف مكانه، لأنه ببساطة مرات عمي هي أم جوزي وحماتي، أنما الست اللي بتجول عنيها ديّ.. معْرِفهاشي، وبكفاياك ظلم يا داوود، بكفاياك يا ولد عمي!!!!!...

ما أن أنهت عباراتها المندفعة حتى وقفت تنظر اليه بصمت قابله هو بنظرات غامضة، قبل أن تهمّ بالابتعاد عنه ليقبض على مرفقها ويقرّبها منه ثم يقول بجدية شديدة:

- ظلم؟!!!!.. بتكلميني أنا عن الظلم يا فتنة؟!!!.. أنا اللي ظلمت أمي لما رمتني عند عمي ماراته هي اللي تربيني أنا وخوي؟.. ولا أكون أنا اللي ظلمتها لمّن ضعت أكتر من عشرين سنة اتناسيت فيهم؟.. ولا أنا اللي ظلمتها لمّا عاودت بعد غياب اسنين وبدال ما ألاجي الفرحة مالية الوشوش حاسيت كانّهم بيجولوا لي عاودت ليه؟.. ارجع موطرح ما كنت!!!!!..

عودة الغائب  رواية   كاملة  بقلمي/ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن