عُدت إلي المنزل بخطوات متثاقلة ، أحمل بين أصابع يدي يدي نهاية فستاني الأبيض و باليد الأخري خذائي ، أخذت قداماي تداعب الأعشاب الخضراء علي الأرض ، كنت أترنح بهدوء بين هذة البقعة و غيرها ، حتي توقفت امام شجرة عتيقة تمتلك أغطان طويلة و عالية و أوراق كبيرة و كان قد حفر عليها الزمن ملامحه ، تحسست الشجرة لأجد أسمائنا ما زالت موجودة كما حفرناها ، لا أصدق أن بعد كل هذة السنين ستتركني ، لأنظر لخاتم الخطوبة الذي بيدي ثم جلست علي العشب ، لم أتحمل توديعك و أنت داخل القطار ، أتمني أن تكون من الناجين ، يا ليت هذة الحرب أنتهت قبل أن تذهب ، فنحن لم نكمل ما بدأناه بعد ، لأغمض عيني بهدوء أتذكر ملامحه و وجهه المبتسم ، كان أيام جميلة و ستعود لا محالة ، بتلك الكلمات حاولت تهدئة نفسي و فجأة أبتلعني قاع الظلام..