تنـبيـه
القصة لا علاقة لها بأفكاري الخاصة أو حياتي الشخصية أو حياة أحد آخر، انما هي قصة لأخذ العبرة والاستمتاع بالأحداث، شكرا للتفهم، استمتعوا.
____في زمانٍ ومكانٍ غير محددين، في مدينة تكتظ بالحياة وحيث الزمن يمر ببطء في حيٍّ قديم جاء يوم جمعةٍ من أواخر أيام الخريف
كانت نسائم باردة تداعب الوجوه، وأوراق الشجر المتساقطة تملأ الطرقات بلونها الأصفر والأحمر، كأنها رسومات غير متقنة لفنان مجهول
عكست الغيوم الخفيفة ضوء الشمس المتوهج الباهت على كل شيء مشحون بأصوات الحياة اليومية وضجيج السيارات وهمسات المارة
رنَّ جرس الكنيسة الكبيرة في منتصف النهار بنغمةٍ عميقة، كأنها تنذر ببداية حكاية جديدة في مكانٍ ما
داخل منزلٍ متواضع، يكسر صمت المساء صوت امرأةٍ شديد الحدة
- إلى أين أنتِ ذاهبة؟!
استدارت الفتاة ذات الشعر الأسود الطويل حد خصرها، وعيناها الزرقاوان تشعان بضجر واضح، وبينما تتنهد بنفاد صبر تلقي نظرة سريعة على لباس خروجها الأسود وسروال الجينز الأزرق الطويل الملقى على فراشها وكأنها تستعد لمعركة كلامية أخرى
- أخبرتكِ يا أمي طيلة الأسبوع أني سوف أخرج في موعد معه يوم الجمعة!، هل علي أن أكرر ذلك لتقتنعي أكثر بأني لم أخرجت بدون إذنك؟!
مسحت الأم يديها المبتلة بمئزرها بينما تتكلم ونظرة من القلق والشدة تعلو ملامح وجهها:
- ألم أقل إنه لا يمكنك؟، إنه من عائلةٍ منحرفة ونحن عائلة متحفظة، ثم أنك صغيرة لازلت في الثامنة عشرة
وضعت الفتاة كلا يديها على خصرها بانزعاج، وعينيها تتنقلان في الغرفة وكأنها تبحث عن مهرب:
- ألم أقل لكِ إنه مختلف؟!، في العالم كما يتواجد السيئ يمكن أن يتواجد الجيد، لذا لا دخل لكِ في حياتي!، أن تكون حياتكِ مملة لا يعني أن عليّ أن أكون مثلكِ!
كانت الفتاة تتحدث مع والدتها بطريقة وقحة جدًا، بينما ترتدي ملابس خروجها وتغلق رباط حذائها الرياضي الأبيض، وتحمل حقيبتها الزرقاء الصغيرة الأنيقة بيدها، وما إن وصلت إلى باب الخروج تبعتها والدتها لكنها لم تقدر أن تقول حرفًا لتعبها من الحديث معها لأيام رغبة في تحذيرها وإيقافها
خرجت الفتاة وانطلقت إلى طريقها وما هو إلا انعطاف واحد في الطريق حتى وجدت الفتاة الشخص الذي تنتظره على أحر من الجمر