و هَذا ما حَدَث !

324 28 16
                                    

ملحوظة : الفصل على لسان بطلة الكتاب

اسمَحُوا لِي أن أُطِيلَ عَليكُم تِلكَ المرَّة ..
لا أعلَمُ جَانب مَن تَتَّخِذونَ الآن ..
فَلَو لَم أكُن أنَا لَكُنتُ فِي صَفِّه .. بَدَا مَكسُورًا و يائِسًا .. هه !

" كَم هُو شُعورٌ قاتِل .. أن تَقَع فِي حُبِّ مَا لَيسَ لَك ! "
أَكانَ هَذَا حقًّا مَا قَالَه ؟!
مؤسِف !

قَد يَحدُث أحيَانًا ..
أن تُحِبَّ مِن طَرَفٍ واحِد
و عَن تَجرُبة .. الأمرُ مُؤلِم حقًّا و صَعب التَّخطِّي !
كُل ما تَتَمنَّاهُ وَقتَها حُدُوث أحَدِ أمرَين :
إِمَّا أن يُبَادِلك ذَلِكَ الشَّخصُ المَشَاعِر ..
و إمَّا أن تَتَمَكَّنَ مِن التَّخلُّصِ مِن مَشاعِرِكَ تِلكَ لِلأَبَد ..
و مُنذُ أنَّ لِكُلِّ أمرٍ مِنهُما طَريقٌ مُختَلِف ..
تَظُلُّ أنتَ عَالقًا بالمُنتَصَف !
حتَّى يَحدُث أن تَتَأكَّد أنَّ هَذا الشَّخص ليسَ لَك .. لَم و لَن يُبادِلَكَ تِلكَ المَشاعِر ..
وقتَها تَتَّخِذُ قَرارًا بالابتِعاد و المُضِيّ قُدُمًا ..
و قد يَستغرِقُك هَذا شُهورًا ، أو ربَّمَا أعوَام .. مِثلِي !
و قَد يَحدُث .. أن يَبدَأ ذَلِكَ الشَّخص بالاهتِمَام بِك ، و التَقرُّبِ مِنك ..
وَقتَها سَتُقرِّر بدُونِ تَرَدُّد أن تَسيرِ نحوَه ، خطوَتان مُقابِلَ كلّ خُطوةٍ يَخطُوهَا تِجَاهَك .. المُهِم أن تَكُونَا معًا !

ماذَا تَفعَل إن عَلمتَ أنَّ شخصًا يُحبّك و أنتَ لا تُبادِلهُ تِلكَ المَشاعِر ..
لا أتَفاخَر ، و لكنَّنِي مَررتُ بِذَلِكَ المَوقِف مَرَّتَين ، و أعلَمُ أَشخَاصًا مَرُّوا بِه ..
و لَكِن أُقسِم لم يَفعَل أحَد مِثلَما فَعَلَ هُوَ مَعِي !

عندَما كُنت أَمرُّ بِهَذا المَوقِف .. كُنت حقًّا أتأَلَّم لِهذَا الشَّخص الذي يُحبُّنِي و لا أُبادِله ..
كُنتُ أتمَنَّى أن أُبادِله .. و لكنّ الأَمر لَيسَ بِيَدِي !
أبتَعِد عن الأمَاكِن التي يتوَاجَدُ بِها و أَكُونُ حَذِرَة فِي حَديثِي مَعَه حتى لا يَتعلَّق بِي أكثَر أو يتأَلَّم بِسبَبِي ..
تَكفِيه آلامُ مَشاعِرِه !

أمَّا هُو !
لَم يَكُن يُكِنُّ لِي ذَرَّة حُبٍّ واحِدَة ..
لكَنَّه كانَ أنَانيًّا ، قاسِيًا ، أسوَدَ القلبِ كِفايَة لِيفعَل العَكس !
يتوَاجَدُ حولِي دائمًا ، يُحيِطُنِي بالاهتِمَام و السُّؤال ، حتَّى أنَّ صَداقةً نَشأَت بينَنَا ، مع أنَّهُ يَعلمُ أنَّنِي لا أرَاهُ كَصَدِيق !
كُنتُ بَدأتُ أسيرُ في ذَلِك الطَّريق مُعتَقِدةً بِسَذاجتِي أنَّهُ يُكِنُّ لي المَشاعِر !
حتَّى عَلِمتُ _صُدفةً_ أنَّهُ يُحبُّ أُخرَى !
لن أَذكُرَ تَفاصِيل و لَكِن ..
ماذَا كَان هَذَا إذًا ؟!

حيِنهَا أَدرَكتُ أنَّ هذَا الطَّرِيقُ الخَطَأ !
و لَكنَّني لَم أَعُد بالمُنتَصَف .. بَل خَطوتُ الكَثيرَ نحوَه ظَانّةً أنَّهُ يخطُو نَحوِي فِي المُقابِل !

و لَن تَشرَح الكَلِمَات عَذابَ ثلاثِ سَنوات ..
فَقَط كَي أَعُودَ تِلكَ الخُطواتِ التِي تَقدَّمتُها ، و أسلُكُ طَريقَ النِّسيَان و التَّخطِّي !

كُلُّ مَا استَطِيعُ قَولَهُ الآن أنَّنِي شُفِيتُ مِنه .. تَمَامًا !
و يأتِي الآن لِيقُولَ أنَّهُ يُحِبُّنِي !

لَقِد سَئِمتُك ! بَل زَهِدَ قَلبِي فِيك !
انطَفَئَ كُلُّ شَيءٍ فِي قَلبِي تِجَاهَك .

لَم أَعُد تِلكَ الخَرقَاء التِي تَنتَظِر مِنكَ نَظرةً أو كَلِمَة لِتَتَلوَّن حَياتُها باللَّونِ الوَرديّ ،

لَم أَعُد تِلكَ السَّاذَجة التِي تُتَرجِم أيّ نَبرةِ اهتِمَام - و ربّما فُضُول - إلى حُب !

لَم أَعُد تِلك الحَالِمَة التِي تَرسِمُ فِي أَحلَامِ يَقَظَتِهَا يَومَ اعتِرافِكَ لَها و يَومَ زِفافِكم !

و لَم يَعُد قَلبِي ذَلِك المُتسَامِحُ الذي يغفِرُ لَكّ كُلَّ شَيء !

بِبَساطَة لِأنَّهُ لَم يَعُد يُحِبُّك !

أَنا و أنت - You & Me حيث تعيش القصص. اكتشف الآن