لكل شيءٍ نهاية

357 24 6
                                    

كُنتُ أُفتِّش بين أورَاقِي عن شيء ..
و في طرِيقي وجَدتُ خاطِرةً كتبتها في فترَةٍ مظلمة كُنتُ أحاوِل نسيانَكَ فيها !

" حُبّكَ داءٌ ألمَّ بي .. لا أعْرِفُ كيفَ أُصِبتُ بِه ، ليتَهُ كان عَدَوي مِنك ! لما كاَن يُؤلِمُ قلبِي كَما هُو مكلُومٌ الآن ! أشعُرُ بِه يتَمزَّقُ في اليَومِ مئاتِ المرَّات .. ولا أحد يعلَم .. ولا أحَدَ يشعُر .
جَميعَهُم صدَّقوني حين قُلتُ انَّنِي نسيتك ، و محَوتُ حُبَّكَ من قلبِي و ذاكِرتِي .. حتَّى أنا صدَّقتُنِي حينَهَا ! و لَيتَنِي فعَلت !
ماذَا فَعلتَ بي لأُصبِحَ مَعلُولَةٌ بِكَ إلَى هذَا الحد .. كَرِهتُ نَفسي و كرِهتُ الحُب و كَرِهتُ قلبي اللَّعين الذي أحَبَّكَ ولا يزَال ، كَرهتُ اليومَ الذي رأَيتُكَ بِه لأولِ مرَّة بعد سِنينَ غياب ، و اليَوم الذي اعتَرفتُ لِنَفسي فيهِ بِحُبِّي لكَ و كَانَ بدَايَة النِّهايَة ! كَرهتُ كُلًّ ذِكرى لنَا سَويًّا و كُلّ كَلِمَة قُلنَاها و كلَّ شيءٍ كَانَ مُشتَرَكًا بَيننَا و كُلَّ شيءٍ لَهُ صِلَةٌ بِكَ من قَريبٍ أو بَعيد ..
كَرِهتُ كُلَّ شئٍ و لَم أستَطِع يومًا أن أكرَهَك !
أَنتَ دَاءُ قلبِي .. و لا شئَ يُسرِعُ المَوتَ أكثَرُ مِن قَلبٍ سَقيم .. يمُوتُ القلبُ و يدُفَنُ و جَسَدي البَائِس لازَالَ حيًّا ، و ذَاكِرتِي التَّعيسَة لا تَزَالُ جالسَةً في عقلِي في هَيئَة عجوزٍ تُحِيكُ كِنزَةً من الذِّكريَات الأَليمَةِ على كُرسيّ الرّوح ، تَجثُمُ فَوقَ روحِي مُحرِقَةً إيَّاها دُونَ أن تَعي ! ولا هِيَ تَمُوتُ أَبَدًا ولا تَنتَهي مِنَ الحِياكَة ! و أظُنُّهَا سَتَظَلُّ كَذَلِك حتَّى تُزهِقَ رُوحِي المُظلِمَة.. و تُريحُها مِن ذَاكَ الثُّقبُ الأَسوَدُ الذي يَسكُنهُ قَلبُها ! "

يا إلهي ! أشفَقتُ على روحِي و قلبِي من ذلكَ العذاب حقًّا ! أدرِكُ للمرَّة المئة كَم كان هذَا غير حقِيقي !
كما أن تلكَ الكلمات تُثبت النظرية التي بِتُّ أؤمن بها تلك الفَترَة و هي أنَّ " لكل شيءٍ نهاية " !
في الأوقات المُظلِمة تظنّ أنَّك ستبقَى للأبَد في ذلِك الظَّلام و لَن تَنجو ، و لكن في الحقيقَة ، كل شيءٍ يَمُرُّ و ينقَضي ..

الشخص الذي تحبينه من طرف واحد و أنتِ بالسادسة عشر لن تتذكريه و أنت بالسادسة و العشرون !
الموقف المحرج الذي مررت به في المدرسة و أنتِ بالمرحلة الابتدائية ، لا أحد سيذكره و أنتِ بالجامعة !
و الحزن الذي مررت به حتمًا سيزول ، و حين تسعَدِين لن تتذكري لم كُنتِ حزينة وقتها !

لا دَاعي لتعذِيب روحِك ،
و لا داعِي لاستعجال شيءٍ قبل أوانِه حتى لا تُعاقَبِين بحرمانِه ،
لا داعِي للقلق و الخَوف ،
و لا داعي لليأس من شرُوق شمس أيَّامِك .. تفائلي !
و أحسني الظن بالله ،
أدعيه بأن يدبر لكِ أمرك ، فنحنُ لا نُحسِن التَّدبِير ،
وقتها .. و حين تشعرين أن الأشياء لا تسير وفق ما خططت لها ،
ثقي أن يومًا ما ، ستجدين نفسك بمكانٍ أفضل مما حلُمتِ به ،
و حولكِ أناسٌ أصدَقَ و أنقى مما تخيلتِ !

و بما أنَّ " لكل شيءٍ نهاية " ، سأعتبر تلك نهاية كتابي ، رغم أن ما عندي لم و لن ينتهي ، و دمتم بخير ⁦♥️⁩ 

أَنا و أنت - You & Me حيث تعيش القصص. اكتشف الآن