ما قبل ميــلاد الـنـبـي

250 3 2
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


البداية الطبيعية:
إن من البديهي: أن البداية الطبيعية والمعقولة لتاريخ الإسلام، وأعظم ما فيه وهو سيرة النبي الأكرم >صلى الله عليه وآله< تحتم علينا إعطاء لمحة خاطفة عن تاريخ ما قبل البعثة، وما اتصل بها من أحداث سبقتها، لنتعرف على الأجواء والمناخات التي انطلقت فيها دعوة الدين الحق، وهو دين الإسلام فنقول:

الوضع الجغرافي لشبه جزيرة العرب:
هي شبه جزيرة مستطيلة يحدها شمالاً: الفرات، وآخر قطعاتها بادية الشام والسماوة، وفلسطين، وشرقاً خليج فارس، وجنوباً خليج عدن، والمحيط الهندي، وغرباً: البحر الأحمر([1]).

ولا يعنينا الوضع الجغرافي هنا إلا في النواحي التالية:

الأولى: إنه لم يكن في جزيرة العرب حتى نهر واحد، بالمعنى الصحيح للكلمة([2])، وأكثرها جبال، وأودية، وسهول جرداء، لا تصلح للزراعة والعمل. ومن ثم فهي لا تساعد على الاستقرار، وتنظيم الحياة.

ومن هنا فقد كان أكثر سكانها، بل قيل خمسة أسداسهم من البدو الرحل، الذين يمسون في مكان، ويصبحون في آخر.

الثانية: إن هذا الوضع قد جعل هذه المنطقة في مأمن من فرض السيطرة عليها من قبل الدولتين العظميين آنئذ: الرومان، والفرس، وغيرهما؛ فلم تتأثر المنطقة بمفاهيمهم وأديانهم كثيراً، بل لقد هرب اليهود من حكامهم الرومان إلى جزيرة العرب، واحتموا فيها في يثرب (المدينة) وغيرها.

وقد نشأت عن هذا الوضع للجزيرة العربية، ظاهرة الدويلات القبلية، فلكل قبيلة حاكم، وكل ذي قوة له سلطان.

الثالثة: إن هذه الحياة الصعبة، وهذا الحكم القبلي، وعدم وجود روادع دينية، أو وجدانية قوية، قد دفع بهذه القبائل إلى ممارسة الإغارة والسلب ضد بعضها البعض، كوسيلة من وسائل العيش أحياناً، وأحياناً لفرض السيطرة والسلطان، وأحياناً أخرى للثأر وإدراك الأوتار، إلى آخر ما هنالك، فتغير هذه القبيلة على تلك؛ فتستولي على أموالها، وتسبي نساءها وأطفالها، وتقتل أو تأسر من تقدر عليه من رجالها، ثم تعود القبيلة المنكوبة لتتربص بهذه الغالبة الفرصة لمثل ذلك، وهكذا.

الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ج2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن