انفتح البااب و ظهر الغائب الحاضر ، ذات الوجه الاسمر كجمال القهوة خلط بماء النيل فاصبح القمر المنير ليلة بدره ، الوجه الذي لطالما كان يفرحني يضحكني ينسيني تلك الآلآم ، لطالما يبتسم لي و يقول ( ما تزعل انا معاك ) ، اجمل ما رآت عيناي ، زادها الحجاب جمالاً فوق جمالها ، جمالاً فاق التصور ، تدلت من مقدمته خصلتان كسواد الليل بين الطويل و القصير و غير الامور اوسطها نظرة لذلك الفتى الذي ينظر اليهاا و يبتسم فاخذت بساعدهاا الايمن تمرره على وجهها برقتها المعهودة تبعتهاا ابتسامة حزينة من ثغرها الحزين مع انحناء نظراتهاا للاسفل حيث ظنت انهاا هناك ، اخذ ذلك الفتى بكاس الماء الذي امامه ثم عاود النظرات ...
ما رايك في هذا المشهد ؟!
عباءة شامية منذ ان كاان للعباءة مكانة منذ عهد واه معتصمااه فحرك جيش من اجلهاا ، منذ عهد واه حجاجاه ففتح من اجلهاا الهند من اجل تلك السيدة ، عباءتها الزرقاء ربط في وسطهاا حزام ذهبي كماا في طرف كم اليدين ، اخذت بيد صديقتهاا التى كانت تتلفت يميناً و يساراً تشدها شداً و ذلك الفتى ينظر اليهاا و يحرك ثغره مبتسما ...
نظرت اليها صديقتهاا و قالت : دا ياهو المشوار الجايباك ليه ، عندنا ليك مفأجاة .
كان الاغتباط ظاهر على ذلك الوجه الجميل و لكنه فوق كل ذلك اصر على ان يظهر بشكل مقبول ، توجهتا قبالة ذلك الفتى الذي قام بدوره لرد السلام ازاح كرسيه للخلف و توجه ناحية الفتاة السمراء مزيحاً كرسيها الى الخلف على الطريقة الانجليزية : اتفضلي
اشاحت بابتسامة متصنعة : شكراا
تكلمت الفتاة الثانية بدورهاا و لكن دون ان تُسمع احد باقتهاا الفتى قائلا : قلتي شنو ؟؟
_طلع زوقك جميل في اختيار المطاعم يا احمد
اكتفي الفتى برسم ابتسامة اظهرت اخر اضراسه ،
عاودت تلك الندى مجددا : شنو يا رماذ فكي شوية ...
_انا كويسة
احمد : اطلب ليكم شنو ؟؟ و لا على زوقي ؟؟
ندى : انا عن نفسي دايرة اكل و ما بقوم من هناا الا بعد ما اكل ، بعدين نشوف موضوع العصير و التحلية ههههه
رماذ : اطلبوا ااي حاجة
احمد : رايكم شنو نطلب بروست ؟؟
رماذ : اطلب
ندى : معاه كاتشب و مايونيز كتيييييير تماام
اشاار احمد بيده بعدما ارتفع صوته منادياً ( حمودة ) .
_اهاا يا احمد شايف ضيوفك جوا
_ ااي و هسي عاوزين بروست و ما اوصيك
_من العين دي قبل العين دي
ندى : زبون قديم ؟ بتعرفه بعض ؟
حقاً انه سؤال تطفلي لكنه ممهد للحوار و ملطف للاجواء .
حمودة : يااااخ احمد دا صديق الطفولة و اكتر
احمد : قمناا و عشنا مع بعض و للان مع بعض
ندى : جميل و الله_اتفضلو يا جماعة البروست تبعكم و مايونيزكم و شطتكم و كله و التحلية علي ...
احمد : شوووكرا
ندى : و اخيراً ، و الله جيعانة جوع مبالغة
القى كل من في تلك الحلقة بنظراته صوب المائدة ، لم تنتظر تلك الندى فاخذت تاكل و تاكل بشراهة منقطعة النظير و رماذ تهمس لهاا ( براحة هوي بتتقنقي كدا ، براحة ) ، اخذوا ما يقارب النصف سااعة لمحو الطعاام من على الطاولة و حق لهم ذلك ، ثم تبعهاا تنهدات عميقة دلت على ان الشبع قد ملأ بطونهم ...
ندى : الحمد لله ، الحمد لله ، الشافني قبل ساعة ما ح يقول اني ح اشبع ، يااخ اكل مبالغ في روعته
احمد : بالهنا و الشفاء ، رماذ انت من جيتي ما سامع ليك حس ...
ندى : ممثلة دور البت الحنكوشة بت الراحات ههههه
رماذ : انتي حسابك معاي بعدين
ندى: يلااا يا جماعة انا ماشة اطلب حاجة باردة و ح اعمل لي تلفون و بجيكم ...انه اسلوب قديم في التسلل و المراوغة ليست ذاهبة لطلب البارد و لا لاجراء مكالمة و لكنهاا تعمدت ذلك لتهيئة القلوب المحبة لاستقبال عواطف بعضهاا .
احمد : إذنك معااك
ندى : ما تقوموا بالتحلية براكم ، فاهمين
لم يرد عليهااا احد ، اكتفوا برسم تلك الابتسامات السطحية ...
عم صمت في المكاان يشبه ذلك الصوت الذي تسمعه في دواخلك عند رؤية من تحب ، صمت تغشاهم كلاهم ، كانا صامتين كلن اراد صاحبه ان يبادر بالحديث ...
و كماا جاء في علم اللغة العربية و الفيزياء : لا يلتقي ساكنان ما لم يتحرك احدهماا ، و ماذا اذا قلت لك ان هذا هو قانون الحب ؟! ...
لم يكم هنالك مجالا للهرب او المراوغة إما الحقيقة و إما فلاا ، اما الحب و اما الصداقة ، انه حب نحن نعرف و لا جدال فيه ...
دام الصمت كثيرا حتى مللت انا من ذلك ، لم ينكسر الصمت بل تبعه صمت اعمق ، اشاح كل منهما عيناه عن الاخر تلك السمراء الشبيهة بالابنوسة بكل حبها و غرامهاا و صحبتهاا و كبريائها الذي جُرح عميقاا اشاحت عن ناظري حبيبهاا الذي لطالماا ارادت ان تسمع منه كلمة بح ... ، و ذلك الملهوف المتردد الصديق الوفي ابتسامته التى لا تفارق ثغره لطالما كان يؤانسها لطالما سهر الليالي و نام على صوتهاا و لكنه لا ادري انكر حبهاا اما تناساه ...احمد : رماذ انا اسف
رفعت تلك الفتاة نظراتهاا و اخذت تتفحص الفتى احقا هو احمد الذي تعرفه
_اناا اسف للعملتوا فيك اليوم داك ، اسف لكل اللحظات الجرحتك فيهاا ، اسف اني ما بادرتك بالاهتمام و الحب ، اسف على عنادي الذي لطالماا جرحك ، اسف على ما مضى و اسف على ما سيااتي ، من اخر مرة التقينا فيهاا و وريتيني مشاعرك اتجاهي و حبك لي و انك ما بتقدري تتخلي عني ، انا برضو حسيت بنفس الاحساس ، كنت مغطي حبي ليك و ناكره اشد النكراان ما عارف ليه خايف من اني ابادرك و تطلعي ما بتكني لي نفس المشاعر خايف من حاجات كتيرة خايف اخسرك اخسر صحبتك اهتمامك بي مرحك ضحكتك رقتك براءتك عفويتك شجاعتك ابتسامتك حتى حزنك خايف افقده ، صح انا قصرتا في حقك جرحتك كتير كتير بس ما كان بمقدوري ما كنت قادر اتحكم في مشاعري ، من بقيتي تعرضي عندي في الايام الاخير حسيت بانقباظ حسيت كانه في زول داس على قلبي حسيت بانه حاجة عزيزة علي فقدتهاا ، كنت ببتسم عشان ما اظهر الضعف الانا فيه بس اناا كنت متوجع كتير من جواي و لمن ما تسلمي علي خلااص بقول الدنيا دي قفلي علي و جاتني بكل هموم الناس و جدعتهاا فوقي و قالت : لي هاك دا نصيبك من الهم ...اراد ان يكمل ذلك المحب بيد ان حبيبه اوقفه ممسكن بيده ضاغطاً عليهاا بكل ما اؤتي من رقة و انوثة ، لقد التقت قلوبهماا التقت كما حق لها ان تلتقي ، الان اصبح لهاا ان تحلق في فضاء من كان قبلهم في الحب في الفضاء الذي جمع عنترة بعشيقته عبلة بذلك الفضاء الذي رثت فيه توبة حبيبهاا ذلك الفضاء الذي ألف فيه شكسبير مبدعته روميو و جوليت انه الفضاء الذي لطالما جمع المحبين بمن احبوا جمع عاشقا بعشيقته جمع خليل جبران بمني جمعك انت و من تحب أوليس من حقهم ان يجتمعوا ؟!
_رماذ بوعدك انك ما ح تكوني لزول سواي
_قول ان شاء الله
_ان شاء الله
_انت عارف ؟! اني حبيتك من اول نظرة جمعتا سوا ، لمن نزلنا اول يوم في الجامعة في لحظة التعارف في اول محاضرة اناا ح ... ك
_ياا جميل ح اعوضك ان شاء الله
_ما عاوزة اكتر من كدا ، يكفي انك معااي
_لنا التمنى و لله سر الإجابة ، و لا ما كدا
_و نعم باللهياله من لقاء ...
.......يتبع
أنت تقرأ
رحلة گفااح™
Romanceسأخبرك بشيء : 'العالم' لن يقف لأجل حزنك، فانفض غبار أحزانك وامضِ إلى الحياة، فالله كفيل بك وبحزنك كاافح ...