عُمري مَ حبيت ، ولا عُمري عرفت طَعم وأحساس الحُب ، أتقدمولي كتير لكن ولا واحد كان بيخطف قلبي زي مَ جدِتي قالتلي أنها وافقت علي جَدي رَحمُة الله لأنة خطف قلبها أول مَ عنيها وقعت علية حست أن الدُنيا كانت زحمة وتاهت فيها وهو وقع فِ طَريقها عشان يدِلَها عَ النور ، النور اللي عُمرها مَ شافتُة غير علي أيدية ..
حارتنا عبارة عن بيوت من تلات أدوار بس ، وكُل بيت جمب التاني مفيش اي مسافة بينهُم ، "حسين" أبن طنط أُُُولفت كان ساكن قُدمنا بالظبط ، البلكونة فِ وِش البلكونة كُنت حافظة مواعيدُة ، طلع أمتيَ ونِزل أمتيَ ، كُنت بحب الساعه ١٠ بليل جِدًا بسببُة ، كان فِ الوقت دا بالذات بيقعُد فِ الفراندة وف أيدُة الجُرنال وفنجان قهوة وصوت أسمهان فِ الجِرامَفون ، بيفضَل قاعد لحد مَ الساعه تدُق ١٢ بعديها يقوم وينام ، تدريجيًا بدأت الأحظ أني مُتعقبة الخطوة والنفس ، أنا بتخطف !
النهاردة الشارع كُلة أنوار وزينة وزغاريط الستات فِ كُل البيوت ، أصلة بقي بشكاتب ، ودي حاجة عظيمة جِدًا ، لأول مرة أُمي توافق أنها تاخُدني ونروح نبارك ، لبست فُستان بنفسجي قُصير منفوش وفية حزام عَ الوسط ، عندي مُعادلة الجمال موزونة شوية ، بشرتي فاتحة جِدًا وشعري أسود جِدًا عيوني كمان سود ، ف قررت أسيب شَعري وأجيبة كُلة علي جمب واحد ولبست حلق لؤلؤة بيضة وكحلت عيني وردت شفايفي وخدودي ولبست الجزمة الكعب لونها أسود والشنطة كمان كانت سودة ، ماما لاحظت أهتمامي الفريد مِن نوعة وتحمُسي للزياردة جِدًا ، تجاهلت تسؤلات عنيها ونزلنا من بيتنا ودقيقة وكُنا طالعين بيتهُم ، رنيت الجرس ، الباب فتح ولقيت طنط اولفت فِ وشي ، أبتسم وسلمت عليها ودخلنا ، بيتهُم حلو خالص ، غير أنُة عشان هو عايش فية لكن أنا بحب الأثاث الأثري العتيق جِدًا وتقريبًا مُعظم البيت كِدا ، فضلت هي وماما يتكلموا وأنا فضلت أفتش علية بعيني فِ المكان ، حبة وأتحججت بدخولي الحمام بعد مَ لاحظت أن أوضتة فِ وش الحمام ، دخلت لقيت باب الأوضة مفتوح والنور مقفول ودا يدُل علي عدم وجودة ، قولت يمكِن فِ المطبخ ! فِ الاوضة التانية أو التالتة ، أكيد موجود يعني ، خرجت وقعدت ولقيت طنط أولفت بتقول..= أنتوا متتصوروش أنا سعيدة أد إية بالزياردة دي ، وحقيقي كُنت أتمني أن حسين يكون موجود ، لأحسن أنا نفسي تتعرفوا علية جدا
أنا نزل عليا سهم الله مع تبليمة ، وبصيت علي الفُستان وكمية التفاصيل الزيادة اللي أول مرة أعملها وف الأخر مِش موجود ! ، نزلنا من عندُهم وانا واحدة تانية تمامًا فَ كان دا أكبر دليل يأكد شكوك ماما اللي برضوا تجاهلتها ودخلت أوضتي وغيرت هدومي وقعدت ، لقتني مرة واحدة خارجة بسألها ..
= هو أحنا هنروح نزورهُم تاني أمتيَ ؟
_ ونروح لية ؟
= عشان نباركلُة..
_ أحنا ملناش معاه سابق كلام ، كفاية أننا باركنا لطنطك أولفت.
= لأ طبعًا مش كفاية.
_ أمُال؟
= هو اللي بقي بشكاتب مِش طَنط أولفت !
_ عَندك حق ، إية رأيك أتصل بيها وأقولها أول مَ يكون موجود فِ البيت تبلغنا عَ الفور ونروح نباركلة.؟