تحتَ المطر

49 1 1
                                    

#شهدائك_يا_وطني #شهداء_السلط_الفحيص
تعزية لكل شخص أردني ، تعزية إلي ولوطني ، أو بالأحرى تهنئة للأردن وإلنا إحنا الاردنين الله يرحمهم ويتقبلهم ، ثواني ما يتوخد من الوقت مجرد دعاء بالرحمه لشهداء الاردن ، إلي ما بعرف شو صار ممكن يسأل .# الله_يحفظك_يا_أُردنا
قراءة ممتعة ...
_____________________________
//دانيل
سماءٌ توشكُ على الإمطار ،عشب رطب من قطرات غيث مضي عليها سويعات ،نسيم باردٌ عليل يلقي السلام،  حفيف اشجار ،يطرب بأحلى النغمات ،وافكاري التي لا أدري إلى أين ستقودني .
قمت بأكثر نشاط أُحبذه ألا وهو الاسترخاء فوق بطانيتي في الحديقة الخلفية المطله على الغابة مع النسيم البارد وفوق العشب المبتل ، وغفوت .
استفقت من غفوتي على ارتطام قطرات المطر بوجهي ، لحظة كم بقيت هنا ،إنها فترةُ المساء ، آه انتهت إجازتي وغدا يبدأُ دوامي من جديد ، ذاك المدير البغيض يجبرني على الحضور بسبب بعض الإجراءات التافهة ، حملتُ البطانية ووضعتها عند باب شرفتي وعدتُ أدراجي من حديقة جارتي لأتقصى الأوضاع من باب الفضول لا أكثر .
حسنا إما أنها مجنونة حقا ، وإما أنها تجمدت من البرد فلم تستطع التحرك ، وأنا مع الخيار الاول .
كانت واقفة تحت المطر ووجهها إلى السماء وفمها مفتوح ولسانها بالخارج ، هل جنت ،
ذهبتُ لها ووقفت أمامها أنظر لها كانت مغمضةً عينيها ومبتسمه ، إنها حقا جميله عن قرب .
يداها الصغيرتين مفتوحتان كما ولو أنها تنتظر أحد يعانقهاويضمها ويؤويها ، أصابعها  الرقيقة  تلونت أطرافها باللون الاحمر ، واتتني فكرة غريبة ولم أجد نفسي إلا وأنا أَضُمُ يداها الصغيرتين بيداي الضخمه وأُدفئُها ،يبدوأنها خافت من هذه الحركه ، ضغطُتُ على يداها كي لا تتحرك ، رفعتُ نظري لوجهها ،كان فارق الطول بيننا واضحا ،كان أنفها الصغير محمر ، أَعدتُ نظري ليدها واستمريت بتدفئتها ،وما زالت تقاوم .
وصلني صوتها كما ولو أنها على وشك البكاء ."اتركني يا هذا " وجهتُ احد نظراتي الحاده لها " هي ، ماذا تظن نفسك فاعلاً ،هذا لا يجوز " قالت النهاية بصوتٍ ضعيف مهتز .
أمسكتُ كلا كفيها على حدى ووضعتها في جيوب معطفها ، ونظرتُ لها ،عادت خطوتان إلى الوراء وقالت مع نظرةٍ حادة " إياك وأن تفكر مرة أُخرى في لمسي ، هل فهمت ؟"  وبعدها تخطتني وذهبت إلى المقعد الخشبي  ورائي ذهبتُ وجلست بجانبها فأنا أشعر بالملل ولا ضرر من التسلية قليلا ، ولكن هي حقا مجنونة لتجلس تحت المطر ، نظرت ُ لها فكانت شاردة في الاشئ ، قاطعتُ شرودها بسؤالي " لما أنتي لستِ في مكانك ؟" رفعت نظراتها لي وكانت كلها متسائلة " أنتي لستي من هذا المكان وهو ليس منكي "
" أو لا ضرر من التكيف مع المكان على الأقل " نظرتُ لها وإلى وشاحها المحكم حول رأسها وأشرت إليه " ما عليكي إلا خلع هذا الشئ " .
//نايا
بنبرة يملئها الإستحقار وصلتي جمله كما السهوم ، قاطع خلوتي بأفكاري ولمسني بوقاحه ولم يزل على بروده ، لم أستحمل جملته الأخيرة وخاصاً بعد أن مد يده إلى حجابي ،قمت كما المسعوقة ، وجهت سبابتي إلى وجهه " إياك أيها الوقح ثم إياك أن تتحدث عن حجابي بتلك الطريقة ، وإن كانت لك أراء فحتفظ بها لنفسك " قلتُ بنبرة تملؤها الحدة ، من هو هذا ليتحدث عن ما لا يعرفه بتلك النبرة المستحقرة ، فقط جاهل ." ولما كل هذا الإنفعال أمن أجل وشاح بالٍ يخفي ما أنت عليه من جمال ،أو أن ما تكونين عليه من دين يحبذ القبح " نبرة ساخرة لأبعد حدود ، يستهزء بها ، يستهزء بما أنا عليه يستهزء بديني بماهيتي بشخصي ، كانت نظراته البارده مخيفة حد الموت .
//دانيل
" وإن كان ديني ما يحبذ القبح فهل ستكون أنت وما تعتنقه مثلا من يحبذون الجمال ؟، وإن لم تعرف حدودك يا هذا فأنا لا أسمح لك أو لأي كان غيرك بأن يتعدى حدوده معي أو بحجابي " قالت بصوتها الأنثوي وبنبرة حادة ، وأنفها المحمرة إن غضبها ظريف ، تبدو كالأطفال ،  ولكن لسانها ذاك يأتي بكلام يخرس الحجر ، ولكن لست أنا طبعاً .
لم أسمح لأحد بأن يتكلم معي هكذا قط ، أمسكت معصم يدها وعصرته بين يدي لعله يترك أثراً كي لا تنساني ،" فلتعلمي كيف ومع من تتكلمين يا إرهابية " ورميتها ببعض النظرات المستحقرة ، لحظاتٌ و رأيتُ ماهية تجمع الدموع في تلك المقلتين الواسعتين ، حاولت أن تخفيها قدر المستطاع بعدم النظر إلى وجهي ، تركت يدها بعد أن أدركت أنها تتألم  لم أكد أنظر ليدها فقد خبأتها سريعا وذهبت بإتجاه شقتها تناها إلى مسامعي صوتها وهي تنعتني بالقذر إلتففت لأردها ولكني وجدت الباب مغلقلا والستارة كذالك ، فرت من بين يدي بسهولة تلك الصغيرة .
//نايا
ذلك الوغد القذر كيف يجرئ لقد وقع مع اللسان الخاطئ ، عدتُ من الشركة وأنا فرحة ، فقد تمت المقابلة بشكلٍ جيد مع أنني ما زلتُ أظن أنه لم يتقبلني بعد ، بعد شهر من الأن سوف أبدء عملي ولكن تحت المراقبة ذلك يشبه التدريب لحدٍ ما ، سأبدأ حين تنتهي مدة تدريب أحد طلاب الجامعة ، أي أنني أملكُ إجازة لمدة شهر ، كنت فرحة بسبب ذلك وفعلت ما أُحبه الوقوف تحت المطر وفتح ذراعي لأقصاها ، فقط ، وربما في بعض الاحيان اخراج لساني لتذوق المطر ، حسنا لقد اعتدت ذلك لا استطيع رؤية المطر من دون أن أفعل ذلك وينتهي بي الأمر وفكي يؤلمني من الابتسام ، ولكن ذاك الجار المتطفل أفسد متعتي ولن أنسى طبعا لمسه لي بوقاحة ، ولكن لم ينتهي أمري معه ، فليعلم عواقب الأُمور .

شرقية الكيانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن