//نايا
انهيت أداء فريضة العشاء واتجهت الى الاريكة أطالع أحد الكتب ، ثوانٍ وبدأ هاتفي بالرنين ، إنه المطعم الذي طلبت منه وجبة العشاء ، أرسلت موقعي له وجلست أنتظر أكاد أموتُ من الجوع منزلي خالٍ بمعنى الكلمة من أي نوع من الطعام هذا فقط يومي الثاني في لندن ولم أُجهز منزلي إنه شبه خالٍ أحتاج إلى العديد من قطع الاثاث ،إنه خالٍ من الحياة ، فقط لو أن حاجياتي تصل من الشحن بسرعة ، إنها تحتوي على العديد من الكتب وتصاميمي ،أحتاجها قبل بدء عملي ، أوه طرق الباب الرئيسي لبستُ حجابي وعبائتي وذهبتُ لفتح الباب .
" مساء الخير " لحظة أين رأيتهُ من قبل عينان زرقاءُ غامقة كما المحيط وشعرٌ كثيفٌ أسود ، كان مبتسما بإتساع .
"أهلا "
//جاك
" إذا جاك إن أردت المحافظةَ على مهنتك لا تحدث أي شجار ، ولا تهمل إتصلاتي وتعامل بأدب كما ولو أنني معك وقد بحذر وإلا ذهبتَ سيراً المرة المقبلة ...أو...تستلم غسل الصحون ،ولتعلم أنني أُراقبكَ في كل مكان ويمكنك المغادرة بعدها إنها الطلبية الاخيرة " ما بالهم مع غسل الصحون الجميع يهددني بها ، أنهى حديثه بنبرةٍ أقسم أنها مليئةٌ بالشر ، إن قام مديري السابق بطردي لأنني أتحدث مع أصدقائي في ساعات الدوام فليكن ،ولكن هذا المدير الذي أعمل عنده الأن كنت قد ظننتُ به خيرا وأحببتُهُ لأنه وظفني في توصيل الطلبات ولكن عند الطلبية الفائتة تشاجرتُ مع الزبون لأنه وقح وكسر المصباح الامامي للدراجة ، وها هو يحذرني مع نظراته الحادة وإبتسامته الجانبية من الأشرار في برامج الكرتون ،فليذهب إلى الجحيم ،بغيض .
إستلمتُ الموقع من الزبون ووضعته على الهاتف وانطلقت ، دقائق ووصلت إلى الطريق المشجر الذي يخلو تقريبا من المنازل ، لحظة إن دان يقتن في هذا المنزل ، هل من أحدٍ يا ترى قد إستأجر الشقةَ المجاورة ، إن المطر غزير ، لا يهم من يسكن لندن ولا يعتادُ المطر ، أوقفت الدراجة ،ترجلتُ منها ،خلعتُ الخوذة ،فتحتُ المظلية ، أخذتُ الطلبية تحتَ المظلية واتجهتُ إلى الباب الخارجي ودخلتُ ، توجهت إلى الباب الرئيسي مع المدخل الزجاجي لطالما أحببته ،وأمضيت وقتي أنا ودان هنا ، طرقتُ الباب الرئيسي وأنا لاأدري من هو صاحب الطلبية دان أم المستأجر الجديد إن وجد ، لحظات وفتح الباب من قِبَلِ فتاةٍ محجبة ، لحظة تلك التي بكت في المطعم الذي كنت أعملُ به ، أوه إنها جميلة ، كم أنك محظوظ يا صديقي .
" مساءُ الخير "
" أهلا " أجابت بصوتها الرقيق .
" خدمة التوصيل تفضلي طلبيتكِ "
" كم الحساب ؟ "
" خمسة عشر "
" لحظة " دخلت إلى شقتها وذهبتُ أنا وجلستُ على الاريكة في المدخل الزجاجي ،كم أحبها هذه الاريكة .
" تفضل " قالت بنبرة يشوبها الاستغراب ،ماذااا؟؟
مابها لا تذهب .
" معذرةً "
" نعم ؟" أوه يالغبائي ، ذهبتُ لباب دان وطرقته ، استدرتُ ونظرتُ لها ، مازالت تنتظر ، أشرتُ إلى الباب الرئيسي وقلت " أغلقيه " إتسعت عيناها وفتحت فاهها فتحة صغيرة وعادت خطوتان إلى الوراء ، عدت لطرق باب دان مابه لا يستجيب ، لحظات وخرج كما ولو أنه كان بحرب ، يسيل بعض الدماء من خده وفكه الحاد مشدود وشعره مرفوع بإحدى الربطات العريضة وكنزته ممزقة ، لحظة من المؤكد أنه جيس . كم أحب هذه الفقرة من الجيد أنني لم أفوتها .
شهقة صغيرة خرجت من الفتاه خلفي .
"هل مازلت حيا دان ؟ توقعت أن أحضر جنازتك غدا " أخبرته ممازحا إياه .
إلتفت للفتاة ورائي ، إنها جد مستغربة ، ذهبت إالى الباب الرئيسي وأغلقته بالمفتاح ووضعت المفتاح على المنضدة مقابل الأريكه في المدخل الزجاجي نظرت لدان فرفع حاجبه لي .
"ماذاااااا ؟؟هل تدع صديقك يغادر في هذا الوقت المتأخر والجو ممطر أيضاا ؟ "
"إذا نم هنا " أشار إلى الأريكة .
نظرت للفتاه ويبدو أنها علمت أنني صديق دان .
" حسنا دان لنتفق ، أكمل حمام جيس عنك وأنام الليلة عندك "
" من دون إزعاج ، وانتهى العرض " أمر دان بصوت حاد وفتح الباب لأدخل ، وجه حديثه الأخير لجارته خلفي بوقاحه ، نظرت لجارته إنحنيت قليلا وقلت لها " طابت ليلتك يا جميلة ، واعذريني عن وقاحة صديقي "
//دانيل
احمرار طفيفٌ يجتاحُ وجنتاها الصغيرتين ، عيناها الناعسه ، كانت تستمر بفركهما كالأطفال .
" لا ذنب لك ، أو لا عتب على صغار العقول ، وطابت ليلتك " قالتها بكل جراءه ، وابتسمت في النهاية وسارعت بالدخول وإغلاق الباب بالمفتاح والقفل ، إلتفتُ لجاك وكان غارقا ً بالضحك ، حقا ً .
دخلت متجاهلا إياه وكدت أُغلق الباب ولكنه دخل ، ذهبت لأُغير ملابسي وجلست بعدها في غرفة الجلوس أشاهد التلفاز مع كوب من الشاي .
" هي دان ، ما رأيك بأن أعيش معك "
رفعت له حاجبي وتجاهلته .
" أنظر لي إن تلك الفتاه ، أعني جارتك ، فاتنةٌ حقا ، إضافة إلى أنها لن ترفض شاب وسيما مثلي " قال بصوت حالم .
"يبدو أنك ستنام في الخارج هذه الليلة " أجبته مبتسما ، أغلقت التلفاز و الأضواء والتفت لجاك " أنهي حمام جيس من دون ضوضاء أريد النوم "
" شكرا على إهتمامك دان ، حقا صديق مثالي ! " بسخريته المعتاده .
استلقيت على السرير ، حسنا غدا سأعود للعمل ، بدأ ينفذ صبري فقط مشروعان من تصاميمي تمت فقط . سوف أحتاج لمضاعفة عملي ، لحظات وغفوت .
اوه ، إنها التاسعه ، تأخرت تبا .
اخذت حماما وارتديت ملابسي وذهبت إلى المطبخ ، لحظه أين جاك ، بحثت عنه في الغرفه الاضافيه و غرفه التلفاز ، أين هو ؟؟
لحظه جيس ، الحمام ، ذهبت مسرعا إلى الحمام وفتحته ، هل هكذا هو استحمام جيس ، حسنا ، إن جاك داخل حوض الاستحمام ومحتضن جيس وهما نأمان وهو عاري الصدر جميع المناشف على الارض والصابون في كل مكان إلا على جيس ، حسنا هذا يحصل عادة معي وينتهي بجروح كما البارحة ولكن ليس لهذه الدرجه . ببساطه سيعود كل شئ لمكانه ،تناولت إفطاري أخذت معطفي وخرجت .
//نايا
أوه ، وأخيرا انتهيت من تنظيف باقي المنزل فقد كان في حالة يرثى لها وتفرغت هذا الصباح لتنظيفه ، كنت مستيقظة منذ الخامسة ، تناولت ما وجد وشربت بعض الحليب ولكني الأن أتضور جوعا قمت بتنظيف الغرفة الاضافية والمطبخ بأكمله وغرفتي وباقي المنزل إنه يبدو مهجورا منذ زمن فإن الاغبرة متراكمه .
كم أن صدري يؤلمني ، تناسيت حساسيتي وأكملت التنظيف والنتيجة ؟؟ بالتأكيد سأمرض .
ارتديت ملابسي وكانت تنورة سوداء ومعطفا بلون بني باهت وتحته كنزة مخططة بالابيض والاسود وحجابا بلون الخمري أخذت حقيبتي وخرجت .
بدأت بالسير علي أصل قبل بدء المطر ، لا أريد أن أبتل قبل إنهاء التبضع ، تبعد شقتي مسافة نصف ساعة أو أكثر بقليل من مركز المدينه ، إنها شبه منعزلة ، لاااا لحظات وبدء المطر بالنزول بغزاره ، وضعت حقيبتي فوق رأسي علها تخفف من وطأة المصيبه ، يا إلهي إبتلت حقيبتي حاولت أن أکمل السير لم يبقى الكثير ، أوه لقد توقف المطر ، أم من فوقي فقط ؟ ، نظرت فوق رأسي وكتن هناك مظلية وجهت نظري لصاحبها ، هل تعلمون كما قلت لكم أنا أعشق المطر ولا مشكله في أن أبتل .
أكملت سيري ولكن جاري الاحمق لم يفهم أنني لا أريد أمسك يداي ووضعهما حول المظلية ، أنزل رأسه تحتها ، قرب وجهه مني لم يبقى سوى بضع إنشات وقال بصوت خافت " لا يوجد وقت لمعاندتك وإلا سوف تمرضين ... ياصغيرة " لحظات ولم أراه أمامي إختفى كما الريح ، ..... وقح .
//دانيل
خرجت وقدت سيارتي ، لم يمضي الوقت إلا وأنا أرى جارتي تحت المطر تسير وتضع حقيبتها فوق رأسها ، تلك الصغيرة عديمة المسؤولية ببساطة ، كيف تذهب بهذا الجو سيرا ومن دون مظلية ، ..... حمقاء .
نظرت إلى المقعد الخلفي وجدت مظليتي أخذتها وذهبت ووضعتها فوقها ، عندما نظرت لي بتفاجئ وبإستفزاز أكملت سيرها أمسكتها من يدها وأعطيتها المظليه أنزلت رأسي كانت تنظر بتوتر وعيناها توسعت لأقصاها ، عربية جميلة ، مسلمة حمقاء أمقتها ، هذا حالها بالنسبة لي .
أنت تقرأ
شرقية الكيان
Romanceوإن سألتني عن الحب الحقيقي ... فإنه ذاك الحب الذي تغير كل ما فيك وبك لأجله ، محاولتك لتكون لآئقاً به ...لآئقا بنقائها وبراءتها ، فتستحقها . وما حال تلك الروح الشرقية ... بها وبدونها.... نصف في موطنها ونصف معها وما كانت ديانتها إلا ملتقى للسلام والكي...