حرب الدلو الخشبي

الفصل الخامس

لاحت رفرفة رايات الجيوش في الأفق البعيد ، و كلما اقترب مشاة و فرسان ألفريدو ، بانت لهم صفوف ال4 الاف فارس تصطف كالبنيان المرصوف بجانب 30 الف جندي مشاة ، كان المنظر يآسر العين المجردة ، تبدو كلوحة حربية كبيرة مرسومة تنقصها الملائكة الصغار المحلقة فوق رؤوسهم .

الاف المخيمات  كانت منصوبة ، عشرات المئات من السيوف كانت جاهزة ، ملايين السهام في جعبها بجانب الأقواس التي ستطلقها ، رماح موضوعة بجانب السور المحيط بالمخيم ، صهيل الأحصنة المضطرب يملئ المكان، غمغمة الجنود تبدو كطنين يزعج الأذن ، اكوام من الحطب قد احرقت نفسها لأجلهم ، أزكمت  الرياح الأنوف برائحة التراب الندي بعدما تساقطت هذا الصباح زخة مطر لم تكد تبلل الارض فقط ، تغطي رائحة الرماد و الدماء ، و في منطقة معزولة تحوم رائحة القيئ و البول .

عِند قدم تلة زابولينو و خارج أسوار مدينة كاستيلو دي سيرافيلي ، تمركز الجيشان و اعلنا الأستعداد للمعركة التي لن يفصل بينها سوى هذه الليلة .

*

انظم القائد الفريدو و جنوده الى قوة بولونيا العظيمة ، و حط الرجال رحالهم ضمن المخيمات ، كانت الأعداد الهائلة من الجنود تأخذ لبّ أميلي و هي تطالعهم ببلاهة و فم مفتوح .

ضربها بيبيتو  على رأسها بخفة ، ايقظها من نومها في سبات الشرود ، فحملت أغراضهما و تموضعت في مكان معزول لها ، بحثت عن خيم المداوين الطبية ، و وجدت هناك 10 فقط ، كان عدد المداوين قليل نسبة الى هذا العدد الكبير من الجيش ، و لاحت لها من بعيد خيمة القادة التي انظم لمجلسهم الفريدو .

كانت الأخبار بالنصر المؤكد تفوح بين الجيش كرائحة البيض الفاسد ، و زرعت بنفوسهم الثقة بالنصر المؤكد ، بعدما تأكدت الأخبار بعدد الجنود التي أحضرتها مودينا لا تظاهي مهولة الغعدد التي جاءت بها بولونيا بقيادة البابا يوحنا الثالث و العشرين.

جاءت مودينا بقوة خمس الف جندي مشاة و الفان فارس فقط ، توزعوا على تل زابولينو ، لقد كان الفارق العددي واضح جداً ، و يكاد لوهلة ان يعلن المنتصر مبكراً ، و لكن الحرب لا يمكن توقعها في العادة ، فلا احد يعلم من هي الأسماء التي وضعها سيد الموت في قائمة يوم غد .

*

امضت اميلي الكثير من الوقت مع اقرانها ، و وجدت الحديث معهم شيق و ممتع لتبادل المعلومات و النصائح الكثير ، فمنهم من استمد علمه من اطباء سالريزو بأنفسهم ، و هي تعتبر أفضل مركز لتعلم اسرار الطب و العلاجات الجديدة المكتشفة حديثاً ، بعد تناقل المعارف من الشرق و الغرب ، كأبن سينا و بطليموس ، و حفزها كمُ الخبرة التي لديه لتلتحق بسالريزو يوم ما في المستقبل ، و علّه سيكون المستقبل القريب المشرق بعد ظلمة المعركة القادمة .