اللامُفرداتية|نِصفُ جسد

ظِلٌ أبيض

....................

أنت وحشٌ جائر
أنت جحيمٌ بِذاتك

هذا ما قالهُ لي والدي في أكتوبر السابق، يوم عيد ميلاد جيمين
في غفلةٍ من غضبهِ مني

لأنني أخبرتهم بأنهم السبب في كُل شيء
السبب في جعل حرف الجيم تحفُ بنا بشكلٍ مؤذٍ

قلتُ ذلك بكل برود
وبكل اللامبالاة التي أمتلكها

وقتها أستطعت معرفة أن والدي شعرَ بالذنب نتيجة كلامه الذي وجههُ لي

لكنهُ يعلم
أنني لا اتأذى ولا أبالي
لذا لم يعتذر
وأنا حرفياً لا أهتم

أخبرني جين
أن كل من قابلني كان لهُ نصيبٌ من
لساني الحاد وأفعالي المؤذية

لكني أعلم جيداً
جيمين الوحيد الذي لم ينل نصيبه من أذيتي
لأن جيمين ظلهُ أبيض
وانا لا أحب تلويث هذا اللون بالذات

كيفَ لي تلويث من سَلبَ نصفي؟

.....

صعدتُ لغرفتي بعد أن تناولت قطعة من كعكة عيدميلاد جيمين
نظرت لساعة الحائط
إنها العاشرة ليلاً

جلستُ على طرف سريري
أُقابل الحائط بظهري

وكل ما أراه هي نافذتي مُسدلة الستائر

إبتسمت بخفه بعد أن حضر
"اليوم عيد ميلادك"

"أعلم "

"لماذا لم تكن هناك؟"
زامن حديثي خطواته ليجلس على الأرض قبالتي
أسند جذعه على الحائط خلفه
بينما النافذة أعلاه

توقعت منهُ رفع الستائر كما يفعل عادةً ليرى القمر
لكنهُ لم يفعل

"أنت تكبر بشكلٍ جيد جيمين
لذا أحضرت حلوى الجوز كهدية "

ضحك بخفه
"كما تفعل عادةً "

"لكني لم أفعل بيوم عيد ميلادك العاشر"