٢٥/١٢/١٦
-قامت بسحب كلتا من مذكرتها وقلمها من الطاولة
الصغيرة قرب سريرها الخشبي ،شفطت قليلا من عصيرها المعتاد الذي يحوي خليطا من فواكهها المفضلة،اخذت نظرة سريعة على ساعة يدها بينما تسارعت للوصول لشرفتها الموجودة بغرفتها سكرية اللون بالطابق العلوي ،القت بثقلها على كرسيها الخشبية امام طاولتها دائرية الشكل ذو الارجل الصغيرة،القت بكلا من المذكرة وعصيرها عليها و لامست خصلات شعرها بنفسجية اللون مائلة للازرق لترجها خلف اذنيها ،تأملت الشمس التي شارفت على الاختفاء مستعدة للرحيل،نقلت نظراتها للطريق الممتدة بالاسفل تراقب المارة الذين يعدون على اصابع اليد .
تنهدت بقلق لتعيد النظر لساعتها ،فصلت شفتاها لتنطق بتعب بينما تنظر لاول الشارع :'تأخر على غير العا.... '
قبل ان تتم جملتها لمحت جسدا رجوليا يجر اقدامه ببطئ
شعر بني اللون ،سروال مخملي لاسفل قدميه يتبعها قميص ازرق فاتح ذو زركشات خفيفة تتوسطه ازرار للاسفل بدون اكمام واخيرا معطف بنفس لون سرواله .
بحركة سريعة قامت من كرسيها ليتكئ جسدها الهزيل على حائط الشرفة بينما ترمقه بنظرات متعجبة محاولة قراءة الهالة الغامضة التي تحيط هذا الرجل ، محاولة تحليل شخصيته من تعابيره جسده كل مرة منذ لقائها به للمرة الاولى،لكن دون جدوى فكالعادة نظرات فارغة نحو الطريق لانهاية لها ، لا تعابير ولا تحركات ،كالجثة المتحركة لولا تحريكه ليديه تسهيل حركة مشيته لظنت انه اشبه بروبوت ينصاع لاوامر كتيب التشغيل .
رافقته اعينها حتى اختفى عن ناظريها لاخر الشارع ،همست بابتسامة تنافس :'ساكتشف ماوراء ذاك الستار الذي يستمر باظهاره للعامة'
تذكرت لوهلة امر المذكرة استدارت في حركة سريعة للخلف لتسحب القلم والمذكرة بسرعة لتكتب عليها .
"اليوم الخامس" تعنونت كلتا الكلمتين اعلى الصفحة لتقوم بتدوين ملاحظات اليوم ،لكن الجديد في الامر وصف الملابس ،فالايام السابقة دونت على نفس الخانات اللون الاسود ما الجديد لهذا اليوم ياترى ؟ ألمناسبة خاصة؟ قاطع سلسلة افكارها وسلسلة اسألتها صوت ذبذبات الهاتف لتقوم بالنهوض لجلبه من اعلى سريرها ،اكتسحت وجهها ابتسامة عريضة كادت ان تشق وجنتيها ."-اعجب المدير بمخططك...
- تم قبولك نراك اول الاسبوع "هاذا ما القت عليه عينيها ذا اللون العسلي ببريق من الفرحة من بين كل الرسالة ،اعادت قرائتها ملايين المرات دون تصديق ،اماتراه حقيقة؟ام تتخيل هاذا فحسب ! .
ماتاريخ اليوم ؟ اعادت تشغيل هاتفها لكن هذه المرة باحثة عن مايكون تاريخ اليوم ..تبقى يومان فقط للمقابلة! قامت بالتنهد بعمق بنبرة ممزوجة بحزن :' غدا نهاية الاسبوع مما يعني لا ملاحظات لليومين الجاريين ...'
--------
٢٧|٠٨|١٧مر شريط تلك الذكرى امام عينيها المغلقتين ،ليرتسم شبح ابتسامة على وجهها لتغرق بعدها بالنوم على كرسيها متناسية رائحة المستشفيات التي طالما كرهتها منذ صغرها،اعتادت على البقاء فيها لاشهر قبل سنين طويلة يوم كان لحياتها انوارا تزينها .
تحركت بجسدها محاولة تعديل جلستها تسلل اذناها بعد فترة من سباتها صوت ضحكات ضعيفة مصدرها الماثل بقربها ،قامت بفتح كلتا جفونها ببطئ لتبتسم هي الاخرى على الموقف .
قام الاخر بدحرجة عيناه بعيدا عنها محاولا اعادة ترميم حصنه الذي يفصله عن من حوله،اعاد النظر خلسة ليلاحظ تدفق لون الاحمر كالورد على كلتا وجنتيها .
اعاد تشغيل اسطوانته التي طالما تحوي اسئلة تطرح يوميا عليها ،والتي لم يحظى يوما بجواب عليها :'مالذي تسعين اليه يون"
كلماته كانت كفيلة بشفط اللون الذي اصطبغ على وجهها سابقا،بنظرات خالية من التعابير قالت وكانها تعيد مسرحيتهما المعتادة ،بحفظ كل منهما اسطره :' جئت لكي ازيدك مللا جون ،لقد مر اسبوعين بحق " .قاما كللاهما بتبادل النظرات بعد حل صمت مخيف على الموقف.
اعاد دحرجة عيونه مرة اخرى لكن هذه المرة مع جسده :'صحيح ان بريق عيناي اختفى وراء الهالات التي اعتلت اسفل عيناي ، لكن هاذا لايدعي للحملقة بهما طوال هاذا اللوقت '.
قامت بحركة سريعة من على كرسيها بنظرات تعجب نحوه ،اكل ما بعقل هاذا الكائن سوء الفهم ونفر من حوله ، قامت بالبحث عن كلمات مناسبة للرد لكن دون جدوى اكتفت بقول:' لايزالان كما شهدتهما جون ،ذا بريق خاص '.
فور انتهاء جملتها لاحظت تشكل ابتسامة الشفافة على محياه ،قامت بالتبسم هي الاخرى لتضيف على عجل :' الواضح انني لم احظى بنوم هنئ في المنزل لذا اختطف كل وقتي معك ،اراك لاحقا جون ،حافظ على بريقك الخاص ،استودعك '.
________-بعد هذه التجربة ايقنت انني فاشلة بكتابة المقدمات ☺💙
كتب يوم الاثنين 6/8/2018
نشر يوم 12/09/2018
