part 01

34 1 0
                                    

و أخيرا إنتهى فصل الشتاء و إرتحت من كل ذلك البرد و الملابس الثقيلة و الضيقة سأستعيد نشاطي و سأصبح شخصا سعيدا في الايام القادمة أتمنى ذلك..
توفي والدي منذ عامين، في ذلك الوقت مرت عائلتي بفترة سيئة جدا، معنويا و ماديا، كانت وفاة والدي صدمة كبيرة علينا، أمي و أخي و أنا، لن تمحى من ذاكرتنا مهما مرت السنين.
كان والدي يعمل في شركة، موظف محترم و يتقاضى راتبا جيّدا، لم نكن أغنياء و لا فقراء، ببساطة كنا بسيطين جدا؛ عائلة سعيدة في بيت متواضع، والدي كان مصدر عيشنا، وفّر لنا كل شيئ لم ينقصنا شيئ، لذلك بعد وفاته لم يَعُد لدينا مصدر للمال، أمي لم تكن تعمل و أخي الكبير كذلك.
و بالصدفة تلك الشركة أفلست و قد تم إرسال حِصّة والدي ففتحت أمي بإستعمال ذلك المال متجرا للورود في مرآب والدي القديم أسفل بيتنا بعدما قمنا بتنظيفه و تهيأته؛ لطالما كانت أمي مولعة بالورود و لديها خبرة بالازهار و النباتات، أخي يساعدها به؛ هو يحب النباتات و الأزهار مثلها، و أحيانا يعمل سائقا يقوم بتوصيل البضائع، لكنه فتى عصبي جدا و متهور و يتشاجر كثيرا مع مديره و الموظفين الآخرين.
أما أنا منذ الحادثة لم أعد أهتم للدراسة أبدا و تراجعت علاماتي جدا و كثرة الغيابات و فوق هذا مصاريف الدراسة لِذا تركت المدرسة نهائيا، كنت بالسنة الأخيرة في الثانوية.
بعد عام تقريبا، بدأت حالتنا في التحسن فمتجر الورود قد نجح بالفعل بمجهود أمي و أخي، ما يكفي للطعام و الشراب و مستحقات العيش، و أنا كنت أعتني بالبيت عندما يكونا بعملهما و أطبخ الطعام أيضا، يكونان فخوران جدا بي عندما يجدان العشاء جاهزا، هما لم يسمحا لي بالعمل لذا لم أكن أخرج كثيرا.
و الأن مر عام على هذه الحالة، أنا أفكر في الحصول على عمل، أريد مساعدة أمي و أخي بتوفير المال أيضا فأنا لم أعد صغيرا. أنا أخجل جدا عندما تعطيني أمي المال، و أخي مزعج جدا و يحب إغضابي كثيرا لكنه يحبني و يعتني بي، مرات يقوم بتوصيل البضائع بين المدن و يعطيني مالا كثيرا و يطلب مني أن أشتري ملابس جديدة لنفسي، و مثيرة أيضا. أنا حقا لا أريد هذا، هما يتعبان جدا من أجله و أنا فقط كالعبئ..، سأبحث عن عمل، على الأقل سأشتري ملابسي بمالي الخاص.
إستحممت و خرجت أجفّف شعري؛ إنه طويل نوعا ما ربما سأقوم بقصِّه قريباً. نظرت قليلا من نافذة غرفتي التي تطل على شارع حيِّنا، إن الجو معتدل و اليوم مشمس و جميل،
لبست ملابس خفيفة و واسعة و توجهت للمطبخ
"صباح الخير أوما!"
رفعتْ رأسها لي بإبتسامتها المليئة بالحنان بينما كانتْ تضع الاطباق على المائدة، لقد جهَّزتْ وجبة الإفطار .
"صباح الورد عزيزي"
جلستُ على الكرسي لتجلسِ هي أمامي
"تاي، هل أيقظت أخاك؟"
أوه عندما كنتُ متوجه للمطبخ سمعتُ صوت المياه
"أظن أنه يستحم" قلت لأمي لتومأ لي.
End POV tae
بدأ تايهيونغ و أمه بتناول الطعام
"أوما سأبحث عن عمل اليو..." تكلّم صاحبُ الشعر الأشقر الفاتح جداً لِيقاطعه دخول أخوه الكبير
"هل قلتَ عمل؟"
كان يرتدي شورتا فقط يصل لمنتصف فخذاه و صدره العاري ناصع البياض و بعض الوشوم المثيرة جداً و اللطيفة جداً على كتفه و رقبته و خصره و ذراعيه كذلك، خصلاته الشقراء الأمامية مبتلة بالماء،
قَلَبَ تايهيونغ عينيه بملل ليقول:"قُل صباح الخير أولا!"
قال أخوه و هو يتوجه للكرسي بجانب تايهيونغ:"إنتظر حتى أجلس"
جلس ثم قال مرة أخرى موجها نظره لوالدتهما ثم تايهيونغ:" صباح الورد أوما، صباح الخير تاي تاي" و بدأ بتناول الطعام
" هيوجونغ، لِم لَمْ ترتدي قميصا قبل أن تتوجه للأكل مباشرة من الحمام ؟!!" قالت الأم بتذمر
" ثم إنّ شعركَ يَقْطُرُ على الطعام !!" قال تايهيونغ بتذمر أيضا
" لا شأن لك يا أنبان، ثم هذا إنه على طعامي!" قال هيوجونغ مخاطبا تايهيونغ،
حشر الطعام في فمه و قال مجددا:" ألا يمكن لي التصرف بحرية ببيتي!!"
حشر ملعقة كبيرة أرز ثم أضاف و هو يمضغ بصعوبة لإمتلاء فمه:" دعوني و شأني الآن ، أنا جائع ممممم"
تجاهله تايهيونغ و أكمل أكله و الأم تنظر لولدها الكبير هيوجونغ بخيبة أمل؛ هو أكبر من تايهيونغ بثلاث سنوات لكنه أحيانا يتصرف كطفل في الخامسة من عمره و لو أمه أعطته الحرية المطلقة في البيت كما يقول لصار يتجول في البيت عاريا.
قال تايهيونغ مرة أخرى: " أوما سأبحث عن عمل، أنا لست صغيرا فأرجوكي لا تعترضي، أريد أن أعمل أيضا و أكسب المال مثلكما، أرغب أن يكون لدي مالي الخاص الذي تعبت من أجله".
تنهدت الأم و قبل أن تنطق بكلمة، قال هيوجونغ:" أنا لم أرى في حياتي شخصا يبحث عن التعب مثلك، أنا أعمل أنا و أوما و هذا يكفي، حالنا ليست بذلك السوء لتعمل أنت أيضا، هل ينقصك مال؟ هل رأيت حذاءا أعجبك؟ فقط أطلب أنا سأعطيك النقوذ، لو كان أبا حيّاً لَرَفض أنْ تعمل"
" أنا أعلم هذا لكن الوضع تغير الآن، و أنا أريد الاعتماد على نفسي، إضافة لهذا أنا أشعر بالملل من دون فعل شيئ، أعدكما أني لن أُتعب نفسي، و بالفعل أنا سأبحث عن عملٍ في شيئ أحبه لأستمتع به في نفس الوقت" قال تايهيونغ و مازال يحاول إقناعهما
" حسنا بني، بما أنك ترغب بهذا سأسمح لك، لكن تذكر لقد وعدتنا أن لا تُرهِق نفسك" هذه المرة قالت الأم ما أسعد تايهيونغ
" ما بالك أنتِ أيضا؟ وافقتي بهذه السرعة!" رد عليها هيوجونغ
ثم تنّهد بغيرحيلة:" آآه لٍما كل هذه العائلة عنيدة؟!!"
وجَّه نظره لأخيه الصغير و قال: " أراسو كما قالت أوما، لكن إن لم يُعجبني العمل ستغيِّره أَوْ لا خروج."
" هيونغ،أنا لست زوجتك لتقول لي لا خروج!" قال تايهيونغ بإنزعاج طفيف، ليستقيم من الكرسي بعدها و هو يهتف:" ياهوووو سأبحث عن وظيييييفة مثل ريتشارد واترسون يو هو هو هو هو*ضحكة بروك من أنمي ون بيس*
" مَن ريتشارد هذا؟" سأله هيوجونغ
"إنه والد غامبول، هيونغ" أجابه تايهيونغ بعدما توقف عن الهتاف
" آآآه الأرنب الوردي السمين!" قال هيوجونغ و هو يتذكر أنه شاهد حلقة غامبول *الوظيفة* البارحة مع تايهيونغ عندما كان ينتظر دوره في مشاهدة التلفاز.
وقفت الأم لتنظف المائدة، قال تايهيونغ متسائلا: "أوما ماذا ستعدين للغداء ؟"
"أممم لم أفكر بعد" ردت عليه بينما تضع الاطباق في المغسلة
" أوما، تشيبال أريد السمك على الغداء، لم أتناوله منذ يومين " قال تايهيونغ يترجّى أمه، مشابكا يديه و يستند بمرفقيه على الطاولة
"لك هذا تاي، سأنظفه من أجلك و أنتي قُم بقليه" قالت الأم لأنها تعرف أن إبنها يعشق السمك و يتمنى لو يأكله هو فقط كل يوم و للأبد
" أندييي أنا من سيقوم بكل العمل، تنظيف السمك و تهيأته للطهي من أمتع الأعمال في حياتي، أنت فقط إهتمي بعملك اليوم " قال تايهيونغ بإنفعال
أومأت الأم بإبتسامتها المعتادة، تعلم أن إبنها يستمتع بهذا فهو يحب كل أنواع السمك و ما يتعلق بالسمك أو بالأحرى هو يعشق البحر و السمك جزء من البحر .
بدأت بغسل الأطباق ثم قالت ملتفتة تنظر لهيوجونغ
"يااااا كفى! ضع الهاتف جانبا و إنزل إفتح المتجر لقد تأخرنا اليوم كثيرا بسبب الكلام"
نهض هيوجونغ و مازال ممسكا بهاتفه و لم يرفع نظره عليه، متوجها للخروج، لتصرخ أمه بصوتها الرقيق بينما هو إقترب من الباب يرتدي حذاءه
"يا أبله إرتدي ملابسك أولا، أووفف لا أعلم مع مَنْ يتحدث على ذلك الهاتف اللعين "
إستقام تايهيونغ أيضا بعدما أخذ النقوذ لشراء السمك ليودع والدته و يتوجه إلى الباب
" حظا موفقا في إيجاد وظييييفة!" قالت أمه تصرخ قليلا ليسمعها، فضحك تايهيونغ على نبرة أمه، شكرها و خرج.
" فايتينغ كيم تايهيونغ" شجّع نفسه بينما ينزل من الدّرج.

تايهيونغ و هو يضع سماعات الأذن و يمشي في الشارع بحيوية، كان يبدو وسيما جدا؛ ذلك السروال الأسود الفضفاض و التيشرت الابيض الواسع الممزق قليلا في الذراع اليمنى و شعره الأشقر الفاتح كان يلمع تحت ضوء الشمس، هو قد أحب الجو بالفعل . متوجه بحماس نحو البحر بالطبع، فهو يبعد على بيته بثلاث شوارع فقط، تايهيونغ لا يحب ركوب الحافلة هو يفضل المشي كثيرا، كان يغني مع موسيقاه" love maze yeah"
عند وصوله و ككل مرة ينبهر بجمال البحر كأنه يراه للمرة الاولى، هو يزداد جمالا مع كل يوم، زرقته و رائحته العذبة و قوارب الصيد مصطفة هناك و قوارب أخرى للتجوال في البحر
أوقف تايهيونغ الموسيقى و قطع الطريق بخفة، السمك بكل الأنواع و كائنات بحرية كثيرة كالأخطبوط و الجمبري الكبيرة و الصغيرة، كل ما يعيش في البحر يباع هناك،
يتعالى صياح الأجاشيات كل واحد يهتف بجودة و لذة ما يبيع ليجذب المشترين.
بدأ يسير على طول خط البحر و يتمعن في كل أنواع تلك المخلوقات البحرية مستمتع بما تراه عيناه و يستنشق رائحة البحر و السمك التي يفضلها، يتمنى أن يتذوق كل هذه لكنها غالية الثمن قليلا و هو سيشتري فقط السردين ككل مرة هو يحبه حد اللعنة، لو كان بيده لجعله غذاءه و عشاءه كل يوم، لكن أمه ترفض هذا لأن على طعامه أن يكون متنوعا ليس فقط سمك سمك سمك سمك سمك..

Fishحيث تعيش القصص. اكتشف الآن