PART (1)

1K 4 0
                                    

شعر طويل متداخل بشكل فوضوي ، وجه قد فسدت زينته الثقيلة وتداخلت ألوانه لتطمس معالمة بعد ان غسلته الدموع الغزيرة
وجسد قد غطته الكدمات بتلك الامكان التي لا يجب ان تكشف عنها الملابس
لم تكن هكذا دائما
لقد حولها هو لشبح امرأه جميله كانت عليه يوما
ذلك الجمال الذي وهبها الله اياه كان سبب لعنتها
ذلك الوجه البسيط الذي يجلب الاهتمام اصبحت تكرهه لأنه جعله يختارها
تمقت لحظات حضوره رائحته انفاسه الدافئة البشعة المشبعة بالنيوكوتين والمشروبات الكحولية
فتحت المياه الدافئة لتزيل اثار عدوانه عنها زادت حرارتها فلم تحاول الابتعاد فتمنيت ان تصل للغليان حتى تطهرها من اثار الدنس الذي ألحقه بها
ان استطاعت التخلص من الدنس الجسدي فكيف ان تتخلص من الدنس الروحي والنفسي ؟

نظرتُ الى صورة زفافنا والدموع تغسل وجهي كنت مخدوعة حينها وترتسم على وجهي ابتسامه لم اكن اعلم انها ستتلاشى بعد بضع ساعات الى الابد
اكتشفت من السهل ان تصدر صورة زائفة عن نفسك للأخرين

يكفي ان تكون كاذبا بارعا وستسير امورك جيدا
هذا فعله لي مايكل
هكذا اوقعني بفخة
كنت اذكر المره الاولى التي رأيته بها
لقد كنت حزينه يومها لفراق اخي فلقد تم تحديد ميعاد سفره ليستلم وظيفتة في جامعة هايدلبرغ الألمانية بعد أن حصل على شهادة الدكتوراة في الامراض العقلية الحديث منذ بضعة شهور
عاد الى فلوريدا ليقضي معي انا وأبي شهرين لم يكن يعلم انهما اخر شهرين في حياة أبي
أصر والدي قبلها على ان يمد اجازته لوقتا اطول لكي نستمتع بوجوده معنا لبعض الوقت
كانا افضل شهرين مرا بعد وفاة امي
كان ديفيد يصطحبنا بهما كل يوم بمكان جديد
بالصباح نقضي الوقت انا وهو نتنقل من مكان الى اخر
اقوم بدور المرشدة السياحية رغم أنني لا اعرف الكثير من المعلومات مما يضحكه كثيرا
وبالمساء يصطحبنا ديفيد انا وأبي لأحد المطاعم لتناول العشاء
بعدها يدعونا للسينما أو نعود لنقضي الليلة بلعب الشطرنج

الى ان كاد موت ابي المفاجئ ان يقتلني

بعدما اخبرني انه سيذهب لغرفته لأحضار شيء ما
ذهبت لأعداد القهوه التي يحبها وقام ديفيد بتشغيل اغنية أبي المفضله ( هذه ليلتي )
وعندما تأخر دخلت لأراه
ابي لقد سلم روحه على أريكته
بعد موت ابي رفضت السعادة أن تمر لمنزلنا
ماتت عصافيرة في اليوم التالي واختفى كلبه ولم نستطع العثور عليه وعندما ذهبت الى قبره رأيته يقبع هناك يقف هزيل الجسد رافضا ان يأكل الطعام
اربكت خطط اخي فلم يرغب بتركي وحيده في فلوريدا فقرر أصطحابي معه وبدأ بتجهيز الاوراق الازمة
هو من اقنعني للخروج لحضور حفل زفاف صديقتي اوصلني للحفل وأخبرني بأنه سيعود لأصطحابي بعد ساعتين
ليته ما اقنعني وليتني ما ذهبت
هناك رآني
هناك اختارني ضحيه
هناك اوقعني بشباكة
لفتت زميلتي انتباهي له قائلة انه لم يرفع عينة عني وان هناك زواجا قريبا يلوح بالأفق
سخرت منها ونظرت لساعتي وجدت ديفيد قد تأخر عن الحضور
رفعت عيني لتصتدم بعينيه العميقتين بعدها وجدت ديفيد بجواري وأبتسمت له استعديت للمغادرة لكن صوته قد قاطعني وهو يوجه حديثة لأخي قائلا :
ماذا تريد منها ؟
نظر له اخي حائرا وسأله : من انت ؟ وماذا تريد
فقال له : هذا ما سألتك عنه قبل قليل
ابستم ديفيد قائلا : انا ديفيد اخيها ، وانت
ابتسم ثم اعتذر قائلا : اسف ، كنت اعتقد انك تحاول ازعاجها ، انا مايكل مدير مالي في شركة رسلان
هز رأسه ديفيد محييا وشكرا على اهتمامه بي واستأذن لنغادر لكنه عرض علينا ان يوصلنا ان لم يكن معنا سياره فقبل أخي
بعد يومين حضر لمنزلنا وقابل أخي وطلب منه يدي فأخبره ان الامر يتوقف علي
كما أخبره بظروف سفره ورغبته في اصطحابي لكنه عندما علم بذلك عرض على اخي ان يقيم عرسنا سريعا قبل ذهابه
حدثني ديفيد بالأمر فلم اعلم ماذا أجيبه فأقترح علي ان يسمح له بالحضور للمنزل والحديث معه كي اقرر
بكل المرات التي حضر بيها مايكل كان ديفيد يجلس بالزاوية يقرأ كتابا
اخبرني مايكل انه يتيم قد توفى والده وهوه صغير وربته امه الى أن توفت قبل 3 سنوات
اخبرني انه يعيش وحيدا في شقة والديه وأنه سيجري عليها بعض التعديلات كي نقيم بها بعد زواجنا كما انه يحتل مرتبا هاما بالشركة والجميع يحترمه
احضر لنا ديفيد عصير فشربناه ثم وضعت الكأس على الطاوله غضب مايكل ووضع الكأس الفارغ بجانب الاخر تمام ثم اردف ضاحكا :
هكذا لن يشتاق لرفيقته
فضحكت ، كنت اعتقد انه يمزح حينها ولم اعلم انه عرضه من اعراض مرضه النفسي
عندما اخبرت ديفيد بموافقتي قبل رأسي وضمني أليه واخبرني سأكون اجمل عروس وباليوم التالي مساء جلس بجوراي وسلمني ميراثي اخبرني ان ابي قد ترك له شقه ليتزوج بها لكنه لا يريدها وقد سلمها بأسمي واعطاني عقدها بيدي واستأذنني ان يحصل على شقة والدينا فهي تعني له الكثير فوافقت بكل سرور واخبرني ايضا انه قد فتح لي حسابا بالبنك بأسمي وأنه سيرحل بعد زفافي مباشره لأنه تأخر كثيرا على عمله سلمني نسخه اخرى لمفاتيح شقته لأحتفظ بها واعتني بالشقه في فتره غيابه
وساندني بكل خطوه أخطيها لكي لا يشعرني بغياب امي وابي ساعدني في كل شيء حتى اختيار فستان الزفاف وتسرحيه الشعر حتى جارتي بالشقه المجاوره اعتقدته زوجي
شعرت بالفرح عندما رافقني ديفيد وسلمني الى مايكل و
انهرت بكائا وأنا أضمه قبل ان يغادر بنهاية الحفل
فبعد سفره فقدت كلشيء يربطني بالواقع ، بل بالحياة
بمجرد دخولنا للشقة اقفل مايكل الباب بالمفتاح اعتقد انه يمزح معي ويحاول أخافتي لكن ما رأيته بعينيه اكد لي انه لا يمزح ولن يمزح مجددا كانت عيناه باردة قاسية
تغيرت نظرته من نظرة حب التي كان يدعيها الى نظرة احتقار لم استطيع استيعاب التغيير السريع فأبتسمت وتقربت منه وسألته : ماذا بك ؟
ضحك ضحكه مخيفة قائلا : انا بخير ، لقد عدت لطبيعتي لكنك لن تستطيعي ان تعودي ابدا
ابتعدت عنه قليلا قائلة : انا لا استطيع فهمك
قال لي وهو يخلع ربطة عنقه ويفك ازرار قميصه :
سأفهمك بالطريقة الوحيده التي تحبيها ، لقد كانت عيناك تتوسلني منذ المرة الأولى التي رأيتك فيها ان افعل وها قد حان الوقت لأفعل
ابتعدت للخلف :
انت تخيفني
اتسعت ابتسامته ثم اردف :
هذا جيد
ركضت الى غرفة النوم لأهرب منه لكنني تعثرت بفستاني فوصل الي وحلمني ثم رماني على الفراش بقوه
........................................................
معدلة ؛

يتبع

تـزوجـت سـاديــاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن