الفصل الأول

3.6K 44 0
                                    

طريق نائي ، سريع ، و واسع ، تطير به سيارتان مختلفتان النوع ، كأنهما يسابقان الزمن ، شعاعات برتقالية بدأت تتسلل للسماء تبشر بشروق الشمس ، وأختفاء الهلال ذات جيش النجوم اللامعة.. .

بداخل إحدي السيارتان - ذات اللون الأسود - كان يقبع بها رجل ذات ملامح شرقية يتخلل شعره بعض خصلات رمادية تدل علي تقدم سنه وبجانبه إمرأته ذات الملابس الفضفاضة والراقية ، وبالخلف يقبع شابان يافعان واحدًا ممسك بكتابٍ علمي يقرأ به والآخر ممسك بهاتفه المحمول .. .

تحدث الرجل مع إحدى أبنائه الشباب ونظره معلق علي الطريق :

- باهر ، هاتف آيات وأخبرها أن تجعل منة تقلل من سرعتها قليلاً ، أنها طائشة ونحن نسير علي طريق سريع ، لا أريد أن يحدث لهما شيء.. .

كان باهر منتبه لحديث والده ، وما أن أنهى حديثه حتي قال :

- حسنًا أبي .. .

خرج باهر من ما كان يفعله علي الهاتف ودخل علي سجل المكالمات باحثًا عن رقم آيات ، ما إن وجده حتي ضغط عليه ثم وضع الهاتف علي أذنه منتظرًا ردها.. .

***

بالسيارة الأخرى .. .

كان بها فتاتان فقط ، يجلسان علي المقعدين الأماميين ، والأريكة الخلفية يقبع بها حقائب السفر.. .

نظرت واحدة منهما للأخري اللتي تقود السيارة تحدثها بنبرة مهزوزة وملامح متوترة :

- منة ، أرجوكي قللي من سرعتك ، أخاف أن يظهر أمامنا شيء ولا تستطيعين التوقف .. .

نظرت لها منة من فورها تحدثها بنبرة هادئة :

- " قُل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ".. .

صمتت لبرهة تتطلع لتعبيرات آيات ، ثم أستردت حديثها :

- فهمتي أم لا.!؟.. .

لم ترد آيات عليها بل صرخت بها بذعر :

- أنظري أمامك منة ، أنني خائفة حقًا ، وأنتِ تعلمين ذلك.. .

نظرت منة أمامها مرة أخري متنهدة بضيق من أقتراح شقيقها بأن تكون تلك الماكرة معها بسيارتها ، تنفست منة الهواء ثم لفظته بحدة هاتفة بها :

- خائفة من ماذا ؟! هل مازالت تلـ.. .

قطع حديثها صوت هاتف آيات ، فردت آيات من فورها عندما رأت أسم المتصل ، صرخت به دون أن تعطيه الفرصة بأن ينطق حرف :

قَلبي يُنادِيكِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن