الفصل الرابع

805 29 0
                                    

جلس عمار على الرمال و ثنى رُكبتيه ساندًا ذراعيه عليهما ناظرًا للبحر بعدما قصّ على باهر - المندهش - كل شيء ، لم يشعر براحة تسكن قلبه كما توقع ، لم يشعر بتجمع شتات قلبه بعدنا أخرج ما بداخله ، لا يفهم لماذا؟! ، جلس باهر بجانبه بنفس وضعيته ولكن ينظر له سائلاً :

- وبماذا تشعر بعدما علمت.. .

أبتسم عمار إبتسامة جانبية تعبر عن مدى ألمه وقهرة قلبه قائلاً :

- أشعر بأنشقاق قلبي لنصفين ، أشعر بدمائه للأن ، أشعر برخص ذاتي ، أشعر ببغض أكنه لأمي ، أشعر بمزلة أمام من يحدثي ، أشعر بالأنهيار أمام شقيقتي .. .

- وعم عمتز! ؟ ، ماذا تشعر إتجاهه.. .

أختفت إبتسامته وظهرت علي ملامحه الحيرة ، لمعت عيناه بدموع أبت الخروج مجاوبًا:

- ستصدقني إن قلت لك أنني مُحرج منه ، ولا أستطيع النظر أمام عينيه ، أنني هنا لكي لا أواجهه ، لأنني أعلم أنه ضحيه مثله مثلنا تمامًا ، فهو قد طُعِن برجولته وبنسب ما كان يظنهم أبنائه ، لم يكن يعلم أن إمرأته خـ.. .

صمت غير قارًا على أسترسال كلماته ، فبكلماته تلك يزداد ألمه ، حزنه ، وقهرته ، تنهد باهر بتعجب ، فإن كانت تلك المشكلة منذ شهران فكيف طلب معتز آيات للزواج من عمار من أسبوعين ، كيف وهو قد علم أنه ليس أبنه ؟! ، ماذا كانت رسالته بطلبه ذلك ، خرج من شروده بتلك الأسأله بسؤال موجه لعمار :

- أنت تقول أن تلك المعضلة منذ شهران مضوا ، إذًاكيف لعم معتز أن يطلب آيات للزواج منك من أسبوعين ، ألا ترى أنه يوجه بها رسالة لك.. .

نظر له عمار رافعًا كتفيه بحيرة هو الآخر هاتفًا :

- لا أعلم ، وإن كانت رسالة لي كما تقول ، فما هي؟.. .

رفع باهر كتفيه بعدم معرفة ، فنظر عمار للبحر كما كان دون الحديث بحرف ، ليستمع لباهر يقول له :

- أنظر عمار ، أنا الأن أحاول وضع ذاتي مكانك ، لكي أعلم بماذا أشعر وما يتوجب علي فعله ، لكنني مهما فكرت بذلك لن أشعر بما تشعر به أنت ، لأنك صاحب الشأن وأنا لم أُضع بذلك الموقف ، لكن هناك نصيحة لك يتوجب عليك فعلها .. .

نظر له عمار بعدما صمت بتردد ، فقال له بإستفهام :

- وما هو.. .

- ذهابك لوالدك ومواجهته ، لا تكن ضعيف ، أذهب له وأعلم منه كل شيء .. .

نفى عمار برأسه نفيًا قاطعًا وهو يهتف بنبرة مهزوزة :

- لا أستطيع ، أستحي من وقوفي أمامه وعيناني تكون بعيناه ، كيف أسأله عن خطيئة لم يقترفها هو.. .

قَلبي يُنادِيكِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن