جلس عمار على الرمال و ثنى رُكبتيه ساندًا ذراعيه عليهما ناظرًا للبحر بعدما قصّ على باهر - المندهش - كل شيء ، لم يشعر براحة تسكن قلبه كما توقع ، لم يشعر بتجمع شتات قلبه بعدنا أخرج ما بداخله ، لا يفهم لماذا؟! ، جلس باهر بجانبه بنفس وضعيته ولكن ينظر له سائلاً :
- وبماذا تشعر بعدما علمت.. .
أبتسم عمار إبتسامة جانبية تعبر عن مدى ألمه وقهرة قلبه قائلاً :
- أشعر بأنشقاق قلبي لنصفين ، أشعر بدمائه للأن ، أشعر برخص ذاتي ، أشعر ببغض أكنه لأمي ، أشعر بمزلة أمام من يحدثي ، أشعر بالأنهيار أمام شقيقتي .. .
- وعم عمتز! ؟ ، ماذا تشعر إتجاهه.. .
أختفت إبتسامته وظهرت علي ملامحه الحيرة ، لمعت عيناه بدموع أبت الخروج مجاوبًا:
- ستصدقني إن قلت لك أنني مُحرج منه ، ولا أستطيع النظر أمام عينيه ، أنني هنا لكي لا أواجهه ، لأنني أعلم أنه ضحيه مثله مثلنا تمامًا ، فهو قد طُعِن برجولته وبنسب ما كان يظنهم أبنائه ، لم يكن يعلم أن إمرأته خـ.. .
صمت غير قارًا على أسترسال كلماته ، فبكلماته تلك يزداد ألمه ، حزنه ، وقهرته ، تنهد باهر بتعجب ، فإن كانت تلك المشكلة منذ شهران فكيف طلب معتز آيات للزواج من عمار من أسبوعين ، كيف وهو قد علم أنه ليس أبنه ؟! ، ماذا كانت رسالته بطلبه ذلك ، خرج من شروده بتلك الأسأله بسؤال موجه لعمار :
- أنت تقول أن تلك المعضلة منذ شهران مضوا ، إذًاكيف لعم معتز أن يطلب آيات للزواج منك من أسبوعين ، ألا ترى أنه يوجه بها رسالة لك.. .
نظر له عمار رافعًا كتفيه بحيرة هو الآخر هاتفًا :
- لا أعلم ، وإن كانت رسالة لي كما تقول ، فما هي؟.. .
رفع باهر كتفيه بعدم معرفة ، فنظر عمار للبحر كما كان دون الحديث بحرف ، ليستمع لباهر يقول له :
- أنظر عمار ، أنا الأن أحاول وضع ذاتي مكانك ، لكي أعلم بماذا أشعر وما يتوجب علي فعله ، لكنني مهما فكرت بذلك لن أشعر بما تشعر به أنت ، لأنك صاحب الشأن وأنا لم أُضع بذلك الموقف ، لكن هناك نصيحة لك يتوجب عليك فعلها .. .
نظر له عمار بعدما صمت بتردد ، فقال له بإستفهام :
- وما هو.. .
- ذهابك لوالدك ومواجهته ، لا تكن ضعيف ، أذهب له وأعلم منه كل شيء .. .
نفى عمار برأسه نفيًا قاطعًا وهو يهتف بنبرة مهزوزة :
- لا أستطيع ، أستحي من وقوفي أمامه وعيناني تكون بعيناه ، كيف أسأله عن خطيئة لم يقترفها هو.. .
أنت تقرأ
قَلبي يُنادِيكِي
Romanceالمقدمة قلبٌ صغيرٌ خُلِقَ نقي ، لا يفقهُ أي شيءٍ مِن ألاعيب البشرِ ، لا يعلم إلا حُبهُ لِوالِدايه وحُبهِما لهُ ، ألا أنه تحطمَ وأنشطرَ نصفينِ ، فقط مِن جملةٍ واحدةٍ ، جملة هدمت حبهِ وقلبهِ منهما ، جملة " أنني عاقم " !!.. .