بعد مرور يومين ، باليوم الموعود ، بمنزل عثمان .. .
كان الجميع يعمل على ساق واحدة ، لا يرتاح أحد من أجل إتمام وتجهيز حفلة عقد القران ، فبعدما أستمع معتز نوافقة عمار على مضض ، ذهب وأخبر عثمان ، ليتجه الجميع في اليوم التالي إلى العاصمة حيث منازلهم وعملهم وحياتهم ، فلم يستطيعوا إكمال عطلتهم الصيفية لأجل إتمام تلك الزيجة ، وبالطبع تذمر البعض ، فرح البعض ، وحقِد البعض!!.. .
بغرفة آيات ، كانت مريم تقف أمام آيات الجالسة أمامها على مقعد خشبي ينتمي لأثاث الغرفة وأمام إيات مرآة يوضع عليها القليل من مستحضرات التجميل التابعة لمنة شقيقتها والتي أستعرتها مريم منها لأجل ذلك اليوم .. .
تأففت آيات هاتفة بحنق :
-قلت لن أتجمل ولن أضع مكياچ أمي ، لن أضع.. .
تنهدت مريم بنفاذ صبر قائلة :
- يا بنتي ، على الاقل ضعي القليل من أحمر الشفاه ، لا تتعبيني معكِ ، هل ستخرجين لزوجك هكذا دون أي شيء.. .
كتفت ذراعيها أمام صدرها تهتف بإصرار :
- قُلت لا يعني لا ، ثم أنه لم يُصبح زوجي.. .
- يا حبيبتي أفهمي ، أنتما لن تريا بعضكما إلا بعض العقد ، لذلك ضعي أحمر الشفاه وهيا لكي ترتدي فستانكِ.. .
لوت آيات شفتيها قائلة :
- حسنًا حسنًا ، لِمَ لم تقولي ذلك من البداية.. .
- لأنكِ ذات رأس يابس ، لا تستمعين لأحد إن تعلق الشيء بما يخالف مبادئكِ.. .
أبتسمت آيات بمرح هاتفة :
- وهذا ما يعجبني بذاتي ، وسيعجب زوجي المستقبلي أيضًا ، هيا ضعي أحمر الشفاة لكي ننتهي من ذلك.. .
ضحكت مريم بخفة ثم ألتفتت للمرآة لكي تأخذ من عليها ما يتوجب عليها أستعماله وهي تقول :
- حقًا ، الله يكون في عونك عمار ، سنشتاق لهدوئك.. .
***
وفي الساعة الثامنة مساءاً كان منزل عثمان مُهيأ لتلك المناسبة المبهجة ، حفل عقد قران عمار وآيات، كان الحفل بسيط ، ينعزل فيه الرجال عن النساء نوعاً ما ، فالنساء كانت في غرفة المعيشة والرجال في الريسبشن " الصالون " يفصل بينهما باباً مغلقًا ، لم يكن هناك مدعوين كُثر فقد جاء الأقارب من الجهتين ولكن لم تحضر هنا والدة عمار بالتأكيد ، لذلك أحتفظت مريم بحجابها هي ومنة - فهي محجبة ولكنها تخلعه في،العطلات الصيفية!! - ،كانت حفل عقد القران بسيطاً ولكنه ممتلىء بالبركة فإن لم تكن البركة في الحلال فأين تكون ، أنتهي " المأذون " من العقد قائلاً :
أنت تقرأ
قَلبي يُنادِيكِي
Romanceالمقدمة قلبٌ صغيرٌ خُلِقَ نقي ، لا يفقهُ أي شيءٍ مِن ألاعيب البشرِ ، لا يعلم إلا حُبهُ لِوالِدايه وحُبهِما لهُ ، ألا أنه تحطمَ وأنشطرَ نصفينِ ، فقط مِن جملةٍ واحدةٍ ، جملة هدمت حبهِ وقلبهِ منهما ، جملة " أنني عاقم " !!.. .