الفصل الثاني

1.1K 36 0
                                    

بالفندق ، وبداخل إحدى الغرف به .. .

كانت آيات تجلس علي الفراش بجانب مريم زوجة شقيقها معانقة أيها ومازالت منهارة في البكاء ، فلم تكف عن البكاء للأن.. .

أخذت مريم تمسح علي ظهرها صعودًا وهبوطًا تهدئها بصوتها الحنون :

- إهدئي صغيرتي ، أنكِ تعلمين أن عثمان هكذا ، يغضب من أقل شيء ويتذمر من أتفه الأسباب.. .

أخذت آيات نفسًا من بين شهقاتها قائلة بصوتٍ مبحوح :

- ولكنه يعلم أنني أخاف حقًا من السرعة ، فلماذا صرخ بي !؟ ، لماذا لم يصرخ بـمنة !؟، فهي المخطئة من الأساس ، لمَ دائمًا يفعلون ما يشائون بي وهي لا !؟ ، هل لأنها هي الأكبر وأنا الأصغر!؟.. .

نفت مريم برأسها قائلة :

- الأمر ليس كذلك ، لكنكِ تعلمين منة ، بارعة في قلب الطاولة وجعلك أنتِ المخطئة.. .

- ولمَ تفعل هذا ، لمَ أمي ؟!.. .

أبتسمت مريم بحنان رغم تألمها لآيات ، كلمة أمي منها جعلت لها لذةٍ خاصة ، فهي من قامت بتربيتها ورعايتها عند موت والدتها بعد إنجابها فورًا.. .

أبتعدت عنها تنظر لها وإحدى كفوفها يمسح علي شعرها بحنو قائلة :

- أنظري ، الفرق بينكِ وبين منة خمسة عشر عام ، قبل ولادتك كانت والدتك مقربة منها للغاية ، وكانت المدللة من بين والدتك ، لكن والدك كان دائمًا في العمل والسفر ، لم يكن يجلس في البيت إلا للنوم ، حتي يوم العطلة كان يجلس دائمًا بمكتبه بإستثناء وجبات الطعام ، لم تتلقى منة الحنان من والدك أبدًا لأنها لا تراه إلا صدفة ، لكن بمجيئك تغير كل شيء ، منهم موت والدتك رحمها الله ، وتغير والدكِ للأفضل ، عندما توفت والدتك لم يقدر علي تركك دون أم ، كان يجب أن تتلقي الحنان من أحدٍ ، فقلل من ذهابه للشركة وكان يلغي أغلب الصفقات التي تتطلب سفره وبعده عنك ، إلا أن توفى هو أيضًا بعد أتمامك لعام وشهرين ، ومن وقتها بدأت أنا في رعايتك وتربيتك مع باهر وعاصم ، ومنة وقتها كانت ترى أهتمام والدك لكِ ، والتي كانت أول مرة تشاهده بذلك الحنان ، ملخص كلامي يا صغيرتي ، أن منة تعتقد أنكِ السبب فموت والدتها وأخذتي حنان والدها .. .

أخذت آيات نفسًا وأخرجته بشهقة طفولية قائلة :

- ولكنني لم أفعل ذلك ، ولكن لنفترض ذلك ، لمَ لم يعتقد أخي ذلك ، مع أنه يكبرني بخمسة وعشرين عام !؟.. .

صمتت قليلاً تنتظر إجابة مريم ، لكنها جحظت عينيها هاتفة فجأة بصدمة :

- أم أن أخي أيضًا يعتقدك ذلك ، لذلك يصرخ بي من حين لآخر!!.. .

قَلبي يُنادِيكِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن