بالفندق ، وبداخل إحدى الغرف به .. .
كانت آيات تجلس علي الفراش بجانب مريم زوجة شقيقها معانقة أيها ومازالت منهارة في البكاء ، فلم تكف عن البكاء للأن.. .
أخذت مريم تمسح علي ظهرها صعودًا وهبوطًا تهدئها بصوتها الحنون :
- إهدئي صغيرتي ، أنكِ تعلمين أن عثمان هكذا ، يغضب من أقل شيء ويتذمر من أتفه الأسباب.. .
أخذت آيات نفسًا من بين شهقاتها قائلة بصوتٍ مبحوح :
- ولكنه يعلم أنني أخاف حقًا من السرعة ، فلماذا صرخ بي !؟ ، لماذا لم يصرخ بـمنة !؟، فهي المخطئة من الأساس ، لمَ دائمًا يفعلون ما يشائون بي وهي لا !؟ ، هل لأنها هي الأكبر وأنا الأصغر!؟.. .
نفت مريم برأسها قائلة :
- الأمر ليس كذلك ، لكنكِ تعلمين منة ، بارعة في قلب الطاولة وجعلك أنتِ المخطئة.. .
- ولمَ تفعل هذا ، لمَ أمي ؟!.. .
أبتسمت مريم بحنان رغم تألمها لآيات ، كلمة أمي منها جعلت لها لذةٍ خاصة ، فهي من قامت بتربيتها ورعايتها عند موت والدتها بعد إنجابها فورًا.. .
أبتعدت عنها تنظر لها وإحدى كفوفها يمسح علي شعرها بحنو قائلة :
- أنظري ، الفرق بينكِ وبين منة خمسة عشر عام ، قبل ولادتك كانت والدتك مقربة منها للغاية ، وكانت المدللة من بين والدتك ، لكن والدك كان دائمًا في العمل والسفر ، لم يكن يجلس في البيت إلا للنوم ، حتي يوم العطلة كان يجلس دائمًا بمكتبه بإستثناء وجبات الطعام ، لم تتلقى منة الحنان من والدك أبدًا لأنها لا تراه إلا صدفة ، لكن بمجيئك تغير كل شيء ، منهم موت والدتك رحمها الله ، وتغير والدكِ للأفضل ، عندما توفت والدتك لم يقدر علي تركك دون أم ، كان يجب أن تتلقي الحنان من أحدٍ ، فقلل من ذهابه للشركة وكان يلغي أغلب الصفقات التي تتطلب سفره وبعده عنك ، إلا أن توفى هو أيضًا بعد أتمامك لعام وشهرين ، ومن وقتها بدأت أنا في رعايتك وتربيتك مع باهر وعاصم ، ومنة وقتها كانت ترى أهتمام والدك لكِ ، والتي كانت أول مرة تشاهده بذلك الحنان ، ملخص كلامي يا صغيرتي ، أن منة تعتقد أنكِ السبب فموت والدتها وأخذتي حنان والدها .. .
أخذت آيات نفسًا وأخرجته بشهقة طفولية قائلة :
- ولكنني لم أفعل ذلك ، ولكن لنفترض ذلك ، لمَ لم يعتقد أخي ذلك ، مع أنه يكبرني بخمسة وعشرين عام !؟.. .
صمتت قليلاً تنتظر إجابة مريم ، لكنها جحظت عينيها هاتفة فجأة بصدمة :
- أم أن أخي أيضًا يعتقدك ذلك ، لذلك يصرخ بي من حين لآخر!!.. .
أنت تقرأ
قَلبي يُنادِيكِي
Romanceالمقدمة قلبٌ صغيرٌ خُلِقَ نقي ، لا يفقهُ أي شيءٍ مِن ألاعيب البشرِ ، لا يعلم إلا حُبهُ لِوالِدايه وحُبهِما لهُ ، ألا أنه تحطمَ وأنشطرَ نصفينِ ، فقط مِن جملةٍ واحدةٍ ، جملة هدمت حبهِ وقلبهِ منهما ، جملة " أنني عاقم " !!.. .