لن تتخيل أبدا معاناة البعض ، فقط احمد الله على ما تملك فغيرك يحلم بمنزل كخاصتك أو حتى عائلة محبة كعائلتك ، و إن كنت لا تملك شيئا فغيرك أقصى أمانيه أن يحظى بصحة كصحتك ، فقط احمده ، احمد ربّك على ما أعطاكَ و لا تكن جاحدا أبدا .
**************كان يشعر بالضيق الشديد لمَ آلت إليه الأحوال ،كيف انحرفت الأمور لهذا المسار ؟ ، لمَ كل الذين يتعلق بهم يرحلون و كأنهم سئموا منه ؟ هل العيب فيه فكر بينما تفكيره يعود به للماضي حين فقد جدة أمه البريطانية و التي كان متمسكا بها بشدة ، ثم تلك الفتاة التي كان يعتبرها أختا له .
و هاهو الآن سيفقد رفيف !
الثالثة صباحا ، قرأ بعدما شغّل هاتفه ، تركه ليتنهد بضيقٍ شديد ، لم يستطع النوم ، شدة التفكير جعلته يصاب بالأرق .
و ها هو الآن عقله يأخذه بجولة تفكير أخرى ، لكن هذه المرة أرجعهُ لذلك اليوم المشؤوم الذي عرف فيه مرض رفيف...
أمها تلك متميزةٌ ، ابتسامة متألمة هربت منه دون إرادته و هو يتذكر رفضها لمبلغ ماليّ من الطبيبِ عمر رغم إصراره الكبير ، و من دون إرادته أيضا تذكر رفض رفيف للمال في الحديقة .
تلك السيدة لم تشتك أبدا من حالتها ، ما لاحظه و ترك أثرا عميقا في نفسه هو إقرانها لعبارة
"الحمد لله" في أي شيء تقوله ، رغم ضيق حالها ." ...يَحْسِبُهُمْ الجَاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُفْ تَعْرِفُهُمْ بسِيمَاهُمْ لا يسْألُونَ النَّاس إلْحافًا.. ". البقرة 273
تذكر تلك الآية التي يعشقها ، و كأنها تتحدث عنها ، وضع وسادته على رأسه لعله يوقف الأفكار التي تحتله و تجول فيه ، لكن بدون جدوى ، ابتسامةُ رفيف البريئة لم تفارق خيالَهُ ، و النوم أبى أن يطرِقَ جُفونه .
****************
- " و هكذا أنقذها الفارس الشجاع من براثن الوحش ذو المخالب و الأنياب المخيفة و عاشوا بثبات و نبات...النهاية ".
أغلقَ الكتاب الذي كان بيدهِ ، ليتناهى إلى مسامعه صوت رفيف الفرِحُ :
- قصة رائعة .
أهداها ابتسامة صغيرة ، قبل أن يجثو أمام سريرها يقبل خدها بحنان .
ما إن جلسَ على الفراش بجانبها حتى التفتت إليه بعينيها العشبيتين تردف :
- أين رهف ؟ ألم تُخبِرني أنّك ستُحضرها لتلعبَ معي ؟
- إنها بالبيت مع أخي تزعجه كالعادة ، لا تقلقي ستحضر عمّا قريب .
أنت تقرأ
رفيف ( قيد التعديل )
Короткий рассказ" نحن عائلة ، تأكدي أنني لن أترككِ وحيدة أبدًا . قالها ذلك الشاب بنبرة مهتزة من أثر البكاء ، بينما يحتضن جسد الفتاة الضئيل بشدة . - أنت عائلتي . أجابته بينما راحت أصابعُها تشدّ قميصه الأسود و أردفت ببراءةٍ بعدما حشت رأسها الصغير في صدره :" لا يجب ع...