الفصل الرابع / هل هذه أنتِ ؟

2.8K 138 58
                                    

السلام عليكم ، أحِبّتي ، أعتذر فقد قمتُ بتغيير بسيط في الفقرة الأخيرة من الفصل السابق ، بعد نشره و ربما أغلبكم لم يلاحظه ، أتمنى أن تلقوا نظرة سريعة على نهاية الفصل حتى تتمكنوا من فهم ما سيحدث .
و أكرر اعتذاري مجدّدا ❤
**************

لم ينبس ببنتِ شفةٍ ، و لم يُحرّك ساكنا منذ أن جاء أبوهُ مع الطبيبة التي حمَلت خبر مغادرة روحِ جدته لهذا العالم المتّسخ ، أدارَ بصرَه يناظر ملامِحَ الألم التي بدت جليةً على وجه والده الذي شحِب مؤخّرا ، ثم إلى عمّه الذي استحوذ الحزن على تقاسيم وجهه بدلا من الحدة التي لم يرَ غيرها طوال سنوات حياته الستة عشر .
هل صرخ ؟ لا ، هل ذرف دموعًا يرثيها كما ذرف يزن أو بنات عمه ؟ لا لم تهرب منه و لا دمعة واحدة .
خيّل إلى يامن الذي يراقبه أن رامزا ساكن ، لكن لا أحد منهم قد سمع الأفكار التي تدور في رأسه ،
فجدّته لم تمت لذا لن يرثيها البتة ، جدته قد قتلت في المكان نفسه الذي تطئه قدماه ، أجل ماتت ، و هو لم يفعل شيئا لإنقاذها ، ما الذي كان يستطيع فعله على كل حال !
ثبت نظره على البلاط الأبيض ، قبل أن يرفع عسليتاه و قد غُلّفتا ببريقٍ يظهر حقدا و مقتا شديدين ، بعد أن التقطت أذناه همس ذلك الطبيب مع زميلٍ له .

- أخبرتُكَ أنك مخطئ فيما فعلته ، لقد ماتت المرأة ماتت !

- آسفٌ لذلك ، لكنّك تعرف أن ابن الوالي أهم ، على أية حال عمليته كلّلت بالنجاح و والده قد أثنى على عملي و ذاع صيتي بين المسؤولين في الولاية .

- لقد قمت بخطأ فادح ، و أنت لا تمثلني البتة .

لكن ها هو الآن يعلم ، موقنٌ هو أن الخطأ يكمن في ذلك الطبيب الذي جُرّد من إنسانيته توا ، و عليه الإنتقام منه ، ما إن تحرك خطوة واحدة و عقله قد استعد يرسم له سيناريوهات لكيفيّة البطشِ بعدوّه ، حتى أحسّ بذراع يامِن توقِفُه ، زفر بهدوء أخفى وراءه غضبًا شديدا قبل أن يهمِس له ، صاكّا على أسنانه بقوة :

- دعني يا يامِن ، لستُ في حالة جيدة كي أخوض نقاشا معك للتوّ ، فاللّه وحده أدرى بما يجول بخُلدي الآن  .

- ها أنت قلتها ، إهدأ قليلا و لا تدعِ الشّيطانَ يلعبُ بفكركَ ، لا تُقدِم على شيءٍ ستندم عليه لاحقا ، تصرّفك هذا لن يعيد من رحلَ ، و أنتَ أدرى .

ما إن التقطت طبلة أذنِه كلام يامِن حتى أبعد يد الأخيرِ بقوّة جعلت الجميع يوجّهون أنظارهم إليهما .

نظرة واحدة وجهها كمال إلى الابن الثاني لرفيق طفولته ، كانت كافية ليفهم ما يدور بينه و بين ابنه رامز ، رفع كفه يمسح وجهه بألم و تعب قبل أن يخاطب ابنه قائلا :

" رامِز تعال معي للحظة "

**************

- " أخي....هل تلك رفيف التي حدثتني عنها ؟ " سألت رهف أخاها بحذر شديد بعد أن رأت ملامحَ الصّدمة التي استعمرت تقاسيم وجههِ .

رفيف ( قيد التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن