3

114 24 10
                                    


كانت في غرفة بيضاء ذات ضوء خافة ،مستلقية على سرير المرضى ويدها متصلة بأنوبة متصلة بكيس به مصل،ووجهها التي ملئته التجاعيد  كان شاحبا و خصلات من شعرها الأبيض تخرج من تحت الوشاح ،طلبت مني الجلوس بالمقعد المجاور لها ، فجلست طوعا لأوامرها وحينها بدئت تخبرني بالذنب الذي أرتكبته وسجنته في نفسها لسنين عديدة ،السر الذي كان وراء شقائي وراء سوداوية حياتي وظلامها بالرغم من شعلة الأمل التي بداخلي لحياة أفضل، قالت وهي تشيح نظرها عني وبصوت باهت  ---سامحني ،سامحني همس.
--- نظرت أليها بإستغراب وتسائل، لماذا الأعتذار ؟

جاوبتني وبنفس النبرة أريد أن أخبرك بشيء لطالما كان يحرقني ونار الألم والندم تزداد كل يوم عن اليوم الذي قبله وأتمنى أن لا تقاطعيني..

نظرت أليها بنظرات حيرة وترقب
---وقالت لي بأنها هي سبب معناتي وسبب خيبتي،بأنها سبب فقداني حياة أفضل كنت سأعيشها وفقدان والدي وسبب وفاته (كانت تتحدث وتسيل الدموع من عينيها كنهرا جاري وأنظر أليها  وكل حواسي متشتت وأشعر بالحنين لوالدي ،البكاء يغمرني وعيناي تتساقط منهما الدموع)وسأخبرك بكل شيء من بداية قصتي هكذا أخبرتني وكل كلمة قالتها لازالت في أذني كأنني سمعته اليوم ..( كنت أعيش حياة هادئة وسعيدة مع زوجي وأبنتي سارة التي جعلت السرور رفيقنا دوما ،كبرت سارة وتفتحت كزهرة أقحوان جميلة تنشر السرور أينما حلت، وفي عمر الواحد والعشرون سنة أحبت شخص مثلها مثل باقي البنات بهذا العمر ، و وجدت بأنه الشخص المناسب الذي ستكمل حياتها معه ،
أخبرتنا عنه  و بأنه يريد أن يتقدم لخطبتها وحددت موعد ليتقابل والدها معه و لم أكن موجودة في ذلك اليوم  ولم أتمكن من رؤيته ،
حطم والد سارة أمال أبنتي ورفض طلب الشاب ليس لسوء خلق أو فقر ولكن بسبب القبيلة التي ينتمي أليها ،لم تكن من القبائل المعروفة والتي لها مكان ف ذلك الزمان ،حزنت أبنتي سارة وحاولت جاهدة إقناع والدها ولكنه أبى الرجوع عن موقفه ذاك ،
فهربت مع الشاب لبلدة أخرى وتركتنا،تركت أباها و أمها وإختارته هو بدلا عنا ،تركتني أبنتي ، ربيتها وأحببتها وفنيت حياتي لها ولم أنجب غيرها من الأطفال كي لا أقصر معها ،فطر قلبي غيابها وحنيني أليها يقتلني كل يوم فياليتني مت قبل أن تفعل مافعلت.

وبعد مرور ثلاثة أشهر من هروبها وصلنا خبر وفاتها كالصاعقة ،
هز كياني شعرت بأن الحياة أسودت من حولي وخصوصا بعد وفاة زوجي بعد سماع خبر وفاتها بأسبوع نتيجة لأصابته بسكة قلبية أدخل أثرها المستشفى ومات،وماتت حياتي معهم .
كانت حياتي بائسه من غير مؤنس لي في هذه الحياة ، الظلام يملئ تراكين قلبي والحزن صديقي الدائم الذي لايفارقني.

بعد مرور ثلاث سنوات وبعد محاولات عده من صدقاتي وجاراتي لأنقاذي من غرقي الحتمي في بحر أحزاني أن بقيت على هذا النحو ، وطلبهن الدائم لي كي أتزوج وأنسى أحزاني
قررت أن أتزوج بعد محاولات عدة ، ليس حبا في الزواج أو نسياني لزوجي وأبنتي
ولكن الوحدة كانت تقتلني يوما بعد يوما ،قررت الهروب من الموت وأتخلص منه فتعرفت على جدك بعد ثلاث سنين من وفاة سارة وقررنا الزواج لنؤنس بعضنا البعض ولأن جدك أيضا كان وحيدا خصوصا بعد زواج والدتك و أغترابها
ذهبت معه وتركت بلدتي وإنتقلت لبلدته و لم أتعرف على أمك وخالك إلا بالصور لأن خالك أيضا كما تعلمين مغترب ،، ولم أتعرف على أبيك وأمك إلا بشهر  واحد قبل وفاة والدك لأنهما عاد إلى البلدة لكي تنجبكي أمك بالقرب من أبيها و حينها تعرفت على والدك وعن أسمه بالكامل (محمد أحمد العراف)  أصدر هذا الأسم طنينا في أذني مهيجا لكل ذكرايتي.
صب وقوده على قلبي وبدئ بالأشتعال....

لماذا هذا الأسم أزعجها ؟؟ ومن يكون محمد أحمد ؟؟....في البارت القادم

مشاعر (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن