4

73 24 2
                                    


صب وقوده على قلبي وبدئ بالأشتعال

..هذا هو،،هذا هو قلت في نفسي هذا الشاب الذي سرق سعادتي وسروري وراحة بالي هذا الشاب الذي هرب بأبنتي بعيدا عني .
لم أتخيل يوما أن ألتقي به شائت الأقدار ولتقيت معه في موقع وزمان لم أتخيله.
هاهو سبب موت أبنتي ، قريب مني ويجالسني وهو مبتسما ماكنت قادرة على مبادلته الأبتسامه حاولت جاهدة رسم إبتسامة  أو حتى طيف أبتسامه على وجهي لكي لا يلاحظ شيء إلى أن أخطط لأنتقامي بتمعن وتركيز

وتوعدت نفسي بعد أن ألتقيت به بأني سأخذ بثأر أبنتي وأقتله.

أخذ الأمر مني شهرا لأفكر بطريقة القتل وهل سأجرئ على القيام بذلك أو لا .
وبعد شهر من معرفتي به  طلبت منه أن يأتي للمنزل ليساعدني في بعض الأشياء بعد خروج جدك، أتى مبتسما ليساعد بكل مايقدر عليه ،كانت إبتسامته تلك كخناجر تغرس في صدري لتقتلني ، حاولت أن لا أظهر له ذلك وطلبت منه إصلاح مفتاح الإضاءة في الغرفة الذي أقتلع من مكانه لسبب ما،

أمتثلا لطلبي وقطع التيار الكهربائي عن المنزل وأخذ عدته ليقم بتصليحه..وعند بدئه بتعديل العطل فتحت قاطع التيار الكهربائي للمنزل
، كنت أسمع صراخه طالبا  المساعدة من أي أحد
كنت أنظر إليه وهو يرتعش من شدة الكهرباء السارية  في جسده ويصرخ بأعلى مالديه من قوة في ذلك الحين و أنظر إليه...قلبي يرتجف من هول الموقف ف أنا لست قاتلة ولا أحب أن أئذي  نملة ف يابلك بقتل أنسان ،
شعرت بقسوتي وحنى قلبي عليه ولكن موت أبنتي وحنين إليها كان يمنعني من شفقتي عليه وهو سبب موت فلذة كبدي
دموعي تنهمر بغزارة ولم أعد أسمع صوته و لا أسمع إلا صوت ضميري الذي يؤنبني كان صوته مرتفعا ،مرتفعا جدا أغلقت أذني كي لا أسمع
ف ستمريت بالبكاء الشديد ولكنني مزالت أسمع صوته صوت ضميري عالي يؤنبني ويقول لي
.. يا مجرمه يا قاتلة..
 
ساقتني رجلي دون إراده مني مسرعة لتفصل التيار الكهربائي منصاع لصوت ضميري ولكن بعدما فات أوان ذلك وبالرغم من أن المدة التي حدث فيها الحادث لاتتجاوز الدقيقتان وربما أكثر لكن الوقت توقف عندي ،

شرعت في البكاء المرير وضميري يأنبني إلى أن جاء جدك مقاطعا لصوت ضميري ومفجوعا بموت صهره..

أنقضت أيام العزاء وطلب جدك من أمك أن تسكن معنا لكنها رفضت العيش في المكان الذي مات زوجها فيه.
كان ذلك أفضل لي لكي يهدئ ضجيج ضميري  وصوته العالي عني
،وبعد ولادتك توفت و عشتي معنا وبعد وفات جدك قررت أن أضعك في دار الأيتام وبيع منزل والديك لأنك كنت تذكرنني دوما بوالدك ،
وذكراه تسبب في تعذيب ضميري لي أكثر.

ذهبت لمنزل والديك لأخرج الأغراض الموجودة فيه بمساعدة بعض الأشخاص وأتبرع بيها ف بعد وفاة أمك أبى جدك أن يخرج أي شيء من البيت

، رتبت جميع الأغراض ووضعتها ف صناديق. ودخلت مكتب والدك وجدت صندوق موضوعا في خزانة مكتبته فأصابني الفضول لفتحه

وقمت بفتحه ورأيت صورة سارة كانت تبدو جميلة ظفائرها السوداء التي كانت تتدل على كتفيها وإبتسامتها البريئة وعيناها التي تملئهما السرور والذي زادها جمال ثوبها الزهري ومع بياض وجهها كانت تبدو كزهرة جميلة، أحتظنت صورتها ونفجرت عيناني بالدموع ،شوقي لأبنتي يقتلني وأخذت أبحث عن ما ف الصندوق فوجدت مذكرة حبيبتي ،
جلست على الأرض وبقيت أقرأ كلماتها وحكاياتها ويوم هروبها ومعاملة محمد لها كان لطيفا جدا معها وتبين لي بعد الأنتهاء أنه لم يكن يعرف بأصابتها بمرض القلب وأن عليه الأنتباه لكل شيء تأكله وتفعله ومواعيد دوائها وأنها عاشت أجمل  لحظات حياتها معه،
بعد قرائتي لهذه الكلمات أنفطر قلبي شهقت من أعماق قلبي بصوت عالي، أريد زحزحة جميع الأثقال من على صدري ، تمنعني من التنفس..
تمنيت لحظتها الموت وأن أترك كل شيء خلفي وأموت
، أتت مسرعه جميع أحزاني لكي تحتفل كأن حزنا واحدا لايكفيني ، تذكرت كيف كان محمد ينتفض من شدة الكهرباء ويصرخ وأنا واقف أنظر إليه ،كم كنت غبيه حينها وكم كنت ضعيفة لهذه الدرجة ليتمكن الشيطان مني بهذه السهولة، ف كل شيء حدث و يحدث وسيحدث بتدبير من الله عز وجل وحده
ومن أنا لأحكم بإنهاء حياة شخص وياليته كان يستحق ذلك،

وحتى يهدئ صوت الضمير المزعج الذي يأرقني دائما قررت أن أهتم بك و لا أقصر معك بأي شيء
وبالرغم من أنه كلما كنت أراك كنت أنظر موت أبيك أمام عيني وكانت تربيتي لك أشد عقاب لي وكنت أستحق هذا العقاب وأتمنى من الله أن يغفر لي فأنا أم عذبها فراق أبنتها وقتلت الشخص الذي ظننته سبب موتها
،ف أرجوك حاولي أن تسامحني ف أنا خسرت حياتي وأخرتي ) .

كنت أسمع كلامها بكل صمت وتمعن وعيناي تنهمر بالدموع ويغزو الحزن قلبي ،
كلمات العالم كانت تريد أن تخرج من شفتي في كل مرة وتوقف كلامها لكنها تتوقف على شرفة شفتي ظنن منها أنها ليست الكلمة المناسبة والمعبرة عن كل أوجاعي

...

مشاعر (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن