قبل قراءة أي جزء هنزله مستقبلًا إن شاء الله، أرشح انكوا تسمعوا اغنية it is not meant to be لـ tame impala
---------
في تمام الساعة التاسعة مساءً، كانت الطبيعة تشاركها أوجعاها فإنهمر المطر حُزنًا على حالها. كانت تُلقي نظرة خارج نافذة غرفتها بينما ذلك اللحن الحزين يدور في رأسها .. بدا حفيف الأشجار لأذنيها كأنين قلب مُتعلق بمن لن يشعر بحبه أبدًا.
تنهدت في محاولة فاشلة لتخفيف الحِمل، ثم إلتفتت لتلتقط دفترها و تدوِّن بأسى شديد :
في الخامس و العشرين من ديسمبر الموافق ليلة الجمعة و هي ليلة عصيبة، فسوف أرى رفيق روحي و هو رسميًا بصُحبة فتاة أحلامه، تلك الجميلة المثقفة المثالية و ليس بيدي أي شيء لأفعله سوى أن أبكي حتى يغلبني النوم، أو أشرب لأفقد وعيي و أفعل أشياء أندم عليها في الصباح التالي. كما أنني على يقين بأن قلبي سينفطر إلى أشلاء و أنني بعد الليلة لن أتمكن من الصمود طويلًا ..أخرجها رنين هاتفها من جحيم أفكارها، فتجد أن المتصل هو جاريت.
"هل أنتِ بخير؟ عادتكِ أن تحضري أية مناسبة باكرًا .."
كان يتحدث بصوتٍ مرتفع بعض الشيء نظرًا للضوضاء حوله حتى تتمكن من سماعه."قد إنشغلت قليلًا، سآتي في خلال دقائق."
أنهت المكالمة و لا تستطيع أن تحبس دموعها لفترة أطول .. حتى أملها الضئيل بأن الحفل سيُلغى و أنه لربما يتراجع في قراره، تحطم .. فقد بدأ الحفل بالفعل.
استجمعت قواها و نهضت، أزاحت دموعها الساخنة بعيدًا و بدأت تستعد للذهاب و كل ما يدور بذهنها هو كيفية التعامل مع الأمر .. فصديقها المُقرب سيستعد للزواج ربما بعد أشهر و سيكون أكثر جدية، و ربما لن يشاركها في أي شيء بالرغم من أنه عندما تحدثا مُسبقًا بصدد هذا الأمر أكدّ لها بأنه مهما تغيَّر لن تتغير معاملته معها، و هي تعرف بأنه يحاول تهدأتها فقط ليس أكثر.
حرصت على أن تكون في أبهى صورها، لكن لا تزال غير متقبلة لمظهرها. شعرها الأسود القصير و عينيها كاحلتي السواد الواسعتان الحزينتان، و شفتان ورديتان .. فستان أبيض قصير يُزيدها جمالًا، و حذاء أبيض. أصرَّت على إرتدائها لتلك القلادة التي أحضرها لها ذات مرة دون أية مناسبة لعله يلاحظها و يتذكر الماضي.
ألقت نظرة أخيرة على أرجاء منزلها، منزل واسع ذا طابع كلاسيكي و هاديء، لكنه لم يشهد ليلة حب واحدة، و هذا ما جعله دومًا موحِشًا بنظرها.
أنت تقرأ
25
Short Story"إن كُنت تقرأ الآن، فأعلم أنه قد فات الأوان و أنني لم أعد بهذا العالم .." ٢٤/٨/٢٠١٨