تتخيل في بعض الاحيان ان اية ضحكة او همسه في الطريق العام من انسان مجهول،انما انك المقصود بها لا محاله .
هكدا هو حال والدي الدي عاش سلسله متتابعه من فقد الاصدقاء او بالاحرى وعلى حد قوله :كأن مهمتي في الحياة ان اكتشف خيانات الاصدقاء لي .
وهدا صحيح ادا قسناه بمقياس ابي فان كل شخص يعرف اسمه كان يعتبره صديقا .ولما فشل في صداقاته عز عليه ان يفشل كدلك في عشره النساء فانقلب في معاملته لهن الى الطرف الثاني فلم يقع له كثيرا ان غضبت منه امرأة.
تفتحت عيناي على النيا فرأيت أبا هجا طباعه ورايت اما تشتكي من سقم دائم وضعف ملازم،وكانت تقول كلما اشتدت بها العلة واحست قرب أجلها: آه يا بنيتي يا (ورد )كم وددت ان اعيش من اجلك انت ومن اجل هدا الصغير اريد ان اسعد كلا منكما قبل ان اموت ولكن مناها تخلفت عنها وزحفت ظلال الموت اليها في لحدى ليالي الخريف هببت من النوم مدعورا على عويل انكرته فرايت اختي ورد من خلال اجفاني التي كان النعاس يثقلها ، رايتها تتململ على سرير امي كانها ملسوعه ثم رايتها تجري الى غرفه اخرى فتبدل بثوبها الزاهي ثوبا اسود . ينهض ابي من مكان قريب يبكي في صوت اجش وتنقلب سحنته من البكاء الى هيئة انكرها فيمشي جلال الموت رويدا رويدا الى قلبي الصغير .
كنت انا داك في الخامسه من عمري لا اعرف معنى الموت ولا معنى الحياة ، ولكنني احسست انكسارا او خيبة حين عدت الى داري فلم ارى المنضر الدي تعودت ان اراه وخيل الي (لاني ورثت بعض اعصاب ابي الضعيفه )ان كل شئ في دارنا يغير حتى النخلتين اللتين كانتا قائمتين في الباحه الاماميه خيل الي ان هاتين النخلتين كانتا ترسلان من سعفهما حفيفا حزينا.
ولا حزن مثل حزن الصغار .....آلام يدركونها بالغريزة وحدها فلا ينفه الترفيه فيها ...... حدثوني فيما بعد اني تركت الطعام وعزفت عن اللعب فلم اعد اتعقب العصافير ولا اعشاش الزنابير مع الغلمان اندادي . وكنت اسالهم عن الموت اسئله غريبه كلما هفت نفسي الى ان ارى امي وكلما رأيت الطعام يقدم لي بيد ورد التي كانت في الخامسه عشر من عمرها وقد كان من قبل يقدم لكلينا بيد امنا . كان سؤالي عن الموت معناه ان نفحه من الشوق لفحت قلبي السادج وان طيف الحنان تخيل امام طفولتي شبحا ادركه بخاطري فتشتاقه عيناي فاقول لاختي :لم ماتت امي ؟ ومتى تعود من الموت حتى اراها ؟ فادا سمعت منها اسم البعث واسم القيامه عرفت انه لا يعلم وقتها الا الله طويت جوانحي على يأس وأسى وحسرى.
وهكدا قست علي الحياة ،
على ان قسوتها لم تبلغ دروتها طوال المده التي عاشت اختي الى جواري فيها لانها كانت طبعه ثانيه مختصره من كتاب الحنان الخالد .. كانت صوره للامومه وان لم تتوغر فيها كل الوانها.
ولقد انتقلت بعد وفاة امي من الفراش الاضافي الدي كان لي في غرفه ابي الى فراش اختي في الغرفى الاخرى .ومند دالك التاريخ بدأ ابي ينام وحده ولاحضنا بمرور الايام ان طبعه يزداد حده وان صدره يضيق لاتفه غلطه تصدر عن احدنا ومعنى هدا اننا لم نجد منه بعد فقد امنا رحابه صدر ولا جناح رحمه فاخدت ادرك مع الايام مراره الحرمان نداء جميل يردده اندادي من جيراننا الصغار حين يقول احدهم يا امي . فارى على رؤوسهم في هدا الحاله تاجا من العز لا يراه الا المحرومون.
ومضت ثلاثه اشهر اشهر فلاحضت ان ابي بدا يغلض القول لاختي وينحو عليها باللائمة ادا باغتها وهي تبكي او ادا ترد دكر امنا عدة مرات وسمعته يقول لها دات مساء
أنت تقرأ
بين البينين
ChickLitكثيرا ما يضيع الانسان بين قلبه وعقله هنا سنحكي عن شاب قد ضاع بين ماضيه وحاضره وقلبه وعقله فالنرى خياراته في الحياه