"أنا آسف"
قدّم إليّ باقةً من الأزهار وبعض الشوكولا."أوه، شـ شكرًا"
نظرتُ إليه بدهشةٍ، لماذا يصنع ضجّةً كبيرةً من اعتذارٍ صغيرٍ؟ابتسم
"لم أعرف أيّ لونٍ من الأزهار تُفضّلين فجلبتُ الزّهريّ، أعتقدُ أنّكِ لا تُمانعين؟"ضحتُ، لقد بدأ يفهمني، ومع ذلك نكزتُ كتفه
"هاي! كوني لطيفة وأُحبّ الكثير من الأشياء لا يعني عدم وجود تفضيلاتٍ خاصّة بي ولا عدم وجود ما لا يعجبني!"ابتسم لي ابتسامةً جانبيّة لعوبةً
"حسنًا"ساد الصّمتُ لحظاتٍ وكنتُ أنظر في حضني حيث أعبث بكفيّ معًا
"أتعلم.. عندما كنتُ في الثّانوية اختارني البعض للتّنمر عليّ، وهل تعرف ما الذي عيّروني به؟ أنّي أُحبُّ كُلّ شيءٍ!
كان أحدهم فتى صاحبني في أحد المواد ورأى ذلك بعينيه وهو من بدأ الأمر.
لذلكَ كرهتُ هذا الأمر وكرهتُ نفسي.. أردتُ أن أُحبّ بعض الأشياء وأكره بعضها! أن يسألني أحدهم ما هو طعامكِ المُفضّل؟ فأتمكّن من الإجابة، ما هو المكان الذي ترغبين في العيش فيه؟ العمل الذي تريدينه؟ فأتمكن من الإجابة.. لكنّي لم أتمكّن.. وكدتُ أؤذي نفسي حتّى.."أخذتُ نفسًا عميقًا فالحديث عن تلك الذّكريات أرهقني
"حتّى وجدتُ في خزانتي رسالةً تقول
أنتِ جميلةٌ كما أنتِ، بل عظيمةٌ حقًّا.. أتمنّى لو كان بإمكاني أن أُحبّ كُلّ شيءٍ بدلًا من القوالب التي وُضعتُ فيها! لذلك لا تخجلي من نفسكِ ولا تكرهيها بل كوني فخورةً بما أنتِ عليه.
كانت رسالةً قصيرةً لكنّها أثّرت بي عميقًا، مع أنّي لم أدرك ما الذي عناه الكاتب بالقوالب بالتّحديد"شعرتُ بكآبة الجوّ فرفعتُ بصري بارتباكٍ وقرّرتُ أن أعتذر عن هذا الحديث لكنّه بادرني بلهفةٍ
"مـ مهلًا! هل درستِ في ثانويّة الحيّ الشرقيّ؟"هززتُ رأسي مُتعجّبةً، كيف عرف ذلك؟
ابتسم بسعادةٍ وهو يلتقطُ يديّ
"إذًا أنتِ هي! لم أعرفكِ حتّى الآن!""ماذا تعني؟"
ابتسم بخجلٍ
"أنا من تركتُ تلكَ الرّسالة"لم أفهم
"حـ حقًا؟ لماذا؟!""نشأتُ في أسرةٍ ثريّةٍ، وضعوا تفضيلاتي كٌلّها في قوالب.
على الفتى النّبيل أن يشرب القهوة في الصّباح، والعصير مع الإفطار.. على الفتى النّبيل أن يقرأ موضوعاتٍ مُحدّدةً.. على الفتّى النّبيل أن يلبس بتلك الطّريقة ويمشي بتلك الطّريقة.. الفتى النّبيل الفتى النّبيل.. كان أمرًا مُمرضًا حقًا! حتّى لو أردتُ أن أختار أجدني مدفوعًا لتلك القوالب..
لذلكَ أُعجبتُ بكِ عندما عرفتُ ذلكَ عنكِ وتمّنيتُ أن أكون مثلكِ"ابتسمتُ بأعين مُتلألأة
"لطالما أردتُ أن أشكر الشّخص الذّي وضع لي الرّسالة، بفضلكَ أحببتُ نفسي"همس وهو يقبض يديّ
"وأنا أيضًا"
أنت تقرأ
بدون تفضيلات | KSJ ✔
Fiksi Penggemarعندما يُقابِل جين فتاةً تُحِبُّ كُلّ شيءٍ. الكتابة الأوليّة في: 05 09 2018 النشر في: 17 10 2018