Empty

مِحرقة

-لماذا تقتل نفسك بتفكيرك الزائد؟!

°°°°°°
{_نضجت وعلمت كم هي الحياة معقدة، ليست مجرد عمل أو تسلية ولا نوم ولا حتى دراسة، بل الأمر أصعب هي مجرد أحتمالات ستغرق في ثنايا خبثها، ستمد يدك للجميع طلباً للنجدة لكن لن يراها أحد، ستصبح أفكارك هي سجينتك، سترى كم أن ظلامها دامس وعميق وكم هي خيوطها من نور أرجواني وليس أبيض أو ذهبي كمان تهيء لنا، وأن أحلامنا من نسج الواقع المدفون تحت أقدامنا والذي لن تراه إن لم تحفر عميقاً، والعين ذات الأطياف السبع ستُريك شخصياتك السبع، وأنك أنت هي الحقيقة الخفية فابحث جيداً ورائها._}

هذا ما كتبته إيڤا على الأوراق التي بحوزتها حيث أنها جالسة أمام النافذة تنظر إلى إنعكاس ضوء القمر على البحيرة فيجعلها متلألئة، آلاف الأفكار تغزوا عقلها إنها الثالثة صباحاً الجميع نائم، تركت الأوراق من يدها واستدارت برأسها نحو الداخل تحدق بالساعة، هدوء يخيم على المكان لا يُسمع سوى صوت تنفسها وصوت عقارب الساعة، لكن تم كسر هذا الهدوء بفتح الباب الغُرفة ولم يكن إلا جونغكوك بشعره المبعثر وعينيه النصف مفتوحة يحاول التعرف على من جالس أمامه

- إيڤا؟! متى أفقتي؟

- منذ ساعة ونصف، لا تكترث وهيا عد للنوم

تقدم متجاهلاً كلامها ليدنو نحو رأسها فيلثم شفتيها بقبلة رقيقة مغمضاً عينيه ومعانقاً إياها وبدون سابق إنذار حملها لتعانق بيديها رقبته مبادلةً إياه، فصلا تلك القبلة مع إبتسامة متخدرة ليردف بصوت هامس مسموع لأذنيها

- لا تفكري كثيراً ولا ترهقي نفسك بتلك الترهات التي لا طائل منها إنني معك وبجانبك، نحن واحد ولن نفترق أبداً، وستنجح هذا المهمه كسابقاتها فلا تطيلي التفكير ووضع خطط جديدة نحن بالفعل نملك الكثير منها بفضل ذكائك الفذ

وقبل أن ينهي كلامه قامت بدمج شفتيهما معاً مجدداً وكأنه رداً على ما قاله لها، قلبها مرهق وما من غيره يمكن اراحته، كما هي الدواء لجروحه، هو الراحة لعقلها وقلبها

- دعينا ننام فجسدك مازال بحاجة للراحة

أخذها نحو غرفتهما وضعها في السرير ليغرقها في ثنايا حضنه هي شاكره لأفعاله اللطيفه معها وبالأخص تواجده معها

°°°°°°°°

خرجت تلف الوشاح حول رقبتها تنظر حولها ، مهمتها بدأت لديها حتى منتصف الليل فقط لتنهيها ، كانت ترتدي السواد لا يظهر منها شيء، اتجهت نحو سيارتها الضخمة ذات الدفع الرباعي لتصعد وتنطلق نحو المكان الذي سيتم فيه مزاد سري لأحد أكبر الرجال في لندن، عليها بفعل مجزرة ستحرق الجميع هذا كان هدفها، استغرقت نصف ساعة حتى تصل إليه كان مصنعاً مهجور ، الغبار يعم المكان بالكامل اتجهت نحو أحد زواياه التي بها باب صدئ فتحته ليظهر لها درج نحو الأسفل ، تأكدت من سلاحها و سماعتها اللاسلكية ومن ثمّ نزلت بهدوء